لا يـــأس مع الحــــياة

العدد: 9399

31-7-2019

لا نمل ولا نعجز من ابتداع صور للحياة، ومهما اشتدت المصائب والآلام فإنا لا نعرف الجلوس في مكاننا والخنوع بلا آمال، فلا يأس مع الحياة..

أبو نضال كما قال، له في النضال والكفاح في الحياة بعدد أيام سني عمره، شاب في الثلاثينات، يكافح على جبهات الحياة والرزق منذ طفولته وعمره بضع سنوات وهو يعيل عائلة وأخوة وأولاد ليكون في النجارة بشطارة، لكن التهجير أثناه عن عمله ليبتعد سنوات ويقوم ببيع بعض الشرقيات القماشية، تحف نسيجية تتألق على جدار ورصيف نشرت عليه ورصفت قبل ساحة أوغاريت لتغطيها بكياسة وجمال يجذب الأنظار وتستوقفك أمامها لدقائق وأمتار، فقد رصعت وذيلت بخيوط فضية وأخرى ذهبية وقص نسيجها بأذرع وبعض من المتر لأجل (ترابيزات) من نوع الكابير أو الشيفون، وأخرى نسجت وحيكت خيوطها الملونة ( بني، سكري، نبيتي، كحلي) وقد وصل سعرها إلى 14ألف ليرة لطقم منها مفرش وست ترابيزات، وغيرها ست ترابيزات ب1500ليرة فقط ، برسومات مختلفة تبهج الروح وترطب الفؤاد، خاصة أنه يوجد بينها بعض الجداريات التي رصعت بآيات قرآنية والتي رفعت بالدعاء والحمد لله.

لكن ما ينغص لقمة عيشه أن حركة البيع قليلة واليد عنها مغلولة بانكماش البيع وانحسار الشراء على الحاجات الضرورية للحياة، وتعد بضاعتنا من الكماليات والتبرج والزينة، وتأتي أوقات بيعه وأيامه في الأفراح و الأعياد وهي قليلة، فما كان له ما يقتات فيها عيش كريم بل ضاقت وضيقت عليه يعدها ويحصيها لشهر وبعضه، وهو ما يدفعه بالتفكير للعودة إلى مهنته الأصلية في النجارة بعد العيد الذي يمكن أن يقتنص فيه بعض الرزق، يعود إلى كاره الذي أحبه ولطالما أسكنه الأمان وصان عيشه وأفسح له سبل الحياة.

تصفح المزيد..
آخر الأخبار