
الوحدة: 12-5-2025
مؤلم أن نستيقظ على صباحات تصدمنا فيها أخبار الحرائق في بلدة ربيعة ومحيطها بعد أيام من اندلاعها رغم الجهد المبذول، والعرق المسكوب تحت وهج شمس حارقة.
لم يسبق لنا أن سمعنا عن غابات تعرضت للانتهاك بكل أنواعه: حرائق، قطع جائر، وتعدٍ لغرض الاستصلاح والزراعة كالذي تعرضت له غابات اللاذقية، فإذا ما عرفنا أنّ الطبيعة أهدتنا ما يزيد عن ٣٧ بالمائة من مساحة محافظة اللاذقية غابات، وأجرينا جردة حساب عن المساحة المتبقية عرفنا أي تدمير متعمد تعرضت له غاباتنا التي لم نحسن حمايتها رغم كل الإجراءات الرادعة، وفوقها كوادر الحماية والمتابعة.
الغابة، ومنذ أن وجدت مدت لنا يد الصداقة خضراء خيّرة، وحملت لنا كميات هائلة من أكسجين طبيعي انتعشت فيه أجسادنا، لكننا مددنا لها يد الشر حاملة مدية القطع والشرر حتى اكتوينا بنار أفعالنا، وتصحر بيئتنا، ورضينا أن نستبدل الاخضرار بالسواد المتفحم.
بقدر مايحزننا مشهد اللهب في غابات ربيعة ومحيطها بقدر ما نسجل محبتنا وتقديرنا لهؤلاء الأبطال من إطفاء، ودفاع مدني، وعمال حراج، وكوادر زراعة اللاذقية وغيرهم الكثير ممن لبوا نداء الواجب، واندفعوا لمواجهة تلك النيران المجنونة التي لم يخفت وهجها حتى لحظة كتابة هذا العمود.
لغاباتنا السلامة، ولعمالنا وكوادرنا الشكر والتقدير على جهد موصول وعنيد لا يعرف الاستسلام أو الهزيمة أو الانكفاء قبل أن ينجز مهمته النبيلة في إخماد الحريق، والحفاظ على ما تبقى من اخضرار في غاباتنا الحزينة.
يمامة إبراهيم