في قصر الإليزيه.. حفاوةٌ وترحيب كبيرين بالزيارة التاريخية للرئيس الشرع إلى فرنسا

الوحدة: 7-5-2025

بحفاوةٍ كبيرة استقبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون السيد الرئيس أحمد الشرع في قصر الإليزيه بالعاصمة الفرنسية باريس اليوم، في أول زيارة تاريخية للرئيس الشرع إلى فرنسا.

وفي مؤتمر صحفي عقده رئيس الجمهورية السيد أحمد الشرع ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون في قصر الإليزيه بباريس، أكد الرئيس ماكرون أن سقوط بشار الأسد لاقى ارتياحاً لدى الجميع، وعلى السوريين اليوم أن يتحدوا لتحقيق السلام والاستقرار، مشدداً على ضرورة الحفاظ على وحدة الأراضي السورية والمساواة في الحقوق بين جميع مكونات الشعب السوري، مشيراً إلى أن سوريا تواجه صعوبات كبيرة، وأنه على المجتمع الدولي التعاون معها ودعمها للتغلب على هذه الصعوبات.

وثمّن الرئيس ماكرون الخطوات التي قام بها السيد الرئيس الشرع للاتفاق مع قوات سوريا الديمقراطية وضمان السلم الأهلي.

كما نوّه الرئيس ماكرون إلى استعداد فرنسا للتعاون مع سوريا من أجل محاربة داعش بما فيه مصلحة البلدين، موضحاً أن فرنسا ستعمل على رفع العقوبات الأوروبية تدريجياً عن سوريا، مؤكداً أن رفع العقوبات سيسهم بإعادة إعمار سوريا وتسهيل عودة اللاجئين، وعلى الإدارة الأمريكية أن تعمل على رفعها.

وفي إدانة للاعتداءات الإسرائيلية السافرة على السيادة السورية أدان الرئيس ماكرون اعتداءات إسرائيل على الأراضي السورية، مؤكداً أنها ممارسة سيئة وانتهاك لسيادة ووحدة سوريا.

وفي تحية خاصة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى السيد الرئيس أحمد الشرع قال: بعد حرب دموية في سوريا أنا أرى قائداً موجوداً في مكانه.

السيد الرئيس الشرع يرسم ملامح خارطة العلاقات الدولية الجديدة مع فرنسا والغرب

بدوره توجّه السيد الرئيس أحمد الشرع بالشكر الجزيل للرئيس ماكرون والشعب الفرنسي على استقبال اللاجئين السوريين في السنوات الماضية وعلى استقباله اليوم، مشيراً سيادته أنه عندما نهض الشعب السوري في 2011 ضد نظام الأسد لم نكن نتوقع أن تمر ثورتنا بمراحل عدة وتتعرض لأقصى درجات العنف لكن الشعب رفض الخضوع للاستبداد.

ومن جانبه ثمّن سيادته الدور الفرنسي الهام خلال السنوات السابقة منوّهاً أن فرنسا كانت صديقة للشعب السوري ووقفت بجانبه طيلة سنوات الثورة.

وعن المباحثات التي جرت اليوم في باريس أشار السيد الرئيس إلى أنه ناقش مع الرئيس ماكرون سبل التقدم في القضايا ذات الاهتمام المشترك وإعادة الإعمار واستقرار سوريا الذي يمثل استقرار المنطقة بأكملها، موضحاً سيادته أننا ندرك أن فترة ما بعد الثورة صعبة ونحاول بشكل جماعي استيعاب انتهاء حكم استبدادي استخدم الطائفية والرعب سلاحاً ضد المجتمع السوري طيلة 54 عاماً.

وعن الأحداث الأخيرة التي شهدتها بعض المناطق في سوريا قال سيادته: شهدنا مؤخراً أحداثاً مأساوية وتحركنا سريعاً لمواجهة الهجمات وشكّلنا لجنة للتحقيق في الأحداث التي افتعلها مسلحون تابعون للنظام البائد في الساحل، ورحّب مجلس حقوق الإنسان بتشكيلها، منوهاً أن أحداث الساحل نفذها فلول النظام السابق وتسببوا بالمقتلة، وقمنا بتشكيل لجنتين إحداهما للسلم الأهلي والثانية لتقصي الحقائق وسنحاسب مرتكبي الجرائم والمسؤولين عنها.

وعن الإرث السيئ الذي تركه النظام البائد أكد سيادة الرئيس أننا ورثنا بنية تحتية مدمرة، مدن دمرت بيوتها وبلا كهرباء.. مؤكداً سيادته أن إعادة الإعمار من أولوياتنا القصوى ونسعى إلى توفير الخدمات الأساسية وضمان حياة كريمة للمواطنين، مشدداً سيادته أننا لن نسمح بالفتن الطائفية ولا بانتهاك سيادة سوريا من أطراف خارجية.

كما أشار سيادته إلى أن سوريا ليست على هامش الخريطة اليوم، واقتصادها مرتبط بالاقتصاد العالمي ويجب رفع العقوبات المفروضة عليها جراء ممارسات النظام البائد وليس هناك أي مبرر لبقائها لأنها ستكون عقوبات على الشعب، لافتاً سيادته إلى أننا نأمل أن تكون هناك بشائر للشعب السوري نخرج منها بعد هذا الاجتماع، مشدداً على أن مستقبل سوريا لن يُصاغ في غرف مغلقة ولن يُقرر في عواصم بعيدة.

وفي ملف مكافحة الإرهاب أشار السيد الرئيس أحمد الشرع إلى أن سوريا أكثر من تعرض للإرهاب من قبل النظام البائد وهي تتضامن مع ضحايا الإرهاب في كل مكان، ولا علاقة لنا بأي عمل إجرامي خارج سوريا، مشيراً سيادته إلى أننا مارسنا أعمالنا القتالية لتحرير سوريا بكل شرف وأمانة وأنقذنا المنطقة من إرهاب كان يجثم على صدور السوريين والمنطقة.

هذا وكان السيد الرئيس أحمد الشرع ووزير الخارجية والمغتربين السيد أسعد الشيباني استهلّا  أول لقاءاتهما اليوم في باريس بلقاء مع السيد فريد المذهان المعروف بـ “قيصر”، وذلك على هامش زيارتهما إلى جمهورية فرنسا.

ريم جبيلي

تصفح المزيد..
آخر الأخبار