جرحانا: أبـــطال جعلوا من أجســـادهم جســــــور عبور لصــنع النصـــر

العـــــدد 9397

الاثنين 29 تموز 2019

 

شباب بعمر الورد سطروا بأجسادهم الغضة أروع ملاحم البطولات، قاتلوا فاستبسلوا على أرض معارك الشرف والدفاع عن كل حبة تراب من أرض وطننا الحبيب ضد الإرهابيين، من دمائهم العطرة نبتت قامات شموخ تروي حكايات أبطال قاتلوا وجسدوا قوة شعب حرّ مقاوم عبر التاريخ إحدى هذه الحكايا حكاية البطل الجريح علي محمود معروف من قرية كفردبيل الذي تحدث لنا وفي صوته غصة تحرق القلوب فقال:

تطوعت في صفوف الجيش العربي السوري ولي الشرف في عام (2008) بإدارة المركبات الفوج (216) حاملات في منطقة التل بدمشق وبعد بداية الأزمة زرنا أغلب المحافظات كنا مجموعة سائقي قاطرة مقطورة حاملة دبابات زرنا الرقة، حلب، درعا، القنيطرة، حماة، حمص، اللاذقية وآخر محافظة ندخلها إدلب منطقة سراقب بتاريخ 9 شباط (2012) كلفونا بمهمة أنا ورفاقي في السلاح لنقل عتاد إلى سراقب وعند وصولنا إليها وقعنا في كمين بلحظة وصول الرتل من دمشق اشتبكنا مع المسلحين واستمر الاشتباك حوالي ثلاث ساعات، ضربوا السيارات وقطعوا الطريق علينا، فتحت الطريق أنا ورفيقي وأمنّا السيارات في معركة حامية ،أمنّا على السيارات التي بدأت تمشي وأنا أرمي على المسلحين وأغطي على رفيقي لأتلقى طلقة قناص كان يتمركز في مأذنة الجامع، لم أحس برجلي عند إصابتي ولما انتبه رفيقي على وضعي حاول إنقاذي واستشهد بسبب رصاصة قناصة لأقع بعد ذلك أسيراً بين أيدي المسلحين الذين كنت أسمع الأحاديث التي كانت تدور فيما بينهم فمنهم من كان يفضل قتلي وآخرون رأوا غير ذلك ليستقر الأمر على وضعي في مشفى الحسن حتى تم إيقاف النزيف وشخّص حالتي الدكتور الموجود وأخبرني بأنه أصبح لدي شلل نصفي وعرضوا عليّ العلاج بشكل كامل ولكن في تركيا على أن أتخلى عن بلدي ومبادئي ولكني رفضت رغم الألم والحالة التي أصبحت عليها، وفي اليوم التالي سلموني لمدير ناحية سراقب ومنها أرسلوني إلى مشفى المسطومة وبعد ذلك إلى المشفى العسكري في اللاذقية ولصعوبة حالتي الصحية وعدم وجود الطبيب المختص خلال ذلك الوقت تم إرسالي إلى مشفى في مدينة طرطوس حيث أجريت لي عدة عمليات ترميم فقرات وكانت ناجحة والحمد لله ولكن المفاجأة كانت بوجود جرح في النخاع الشوكي بطول (2سم) وأحتاج لعملية ولكن ليس في سورية وقد خضعت لفترات طويلة من المعالجة الفيزيائية ولكن نسبة العجز التي أنا فيها (80%) وهذا أدى إلى ما أنا عليه لا أستطيع الحراك وزادت معاناتي بعد وفاة أمي وأبي، لي رفيق في السلاح كانت إصابته مثل إصابتي وأصبحنا نتراسل ولكن حظه كان أقوى من حظي امتدت له أياد بيضاء وساعدته وقدمت له المساعدة المالية التي يحتاجها لإجراء العملية.
يتابع البطل الجريح علي حديثه والحزن يملأ كلماته: أنا بحاجة لإجراء عملية مستعجلة كما أخبرني الطبيب المشرف على علاجي الذي قال بعدم إمكانية إجراؤها في سورية علماً بأن كلفة هذه العملية تصل إلى (25) مليون ليرة ولا أملك منها ولا ليرة مع العلم بأن إجراء هذه العملية سيعيدني إلى وضعي الطبيعي علماً إن إجراء هذه العملية يتم حصرياً في روسيا أو إيران وقد أرسلت سيديات مع رفيقي إلى روسيا وأخبروه بأنني بحاجة إلى عملية مستعجلة وأن التأخير فيها ليس من مصلحتي وعندي أمل بأن هذه العملية ستجرى لي بعون الله، معبراً عن شكره للاهتمام الذي لاقاه من الأطباء الذين قدموا كل ما يترتب عليهم من أدوية ومن عمليات جراحية.
أخيراً
أبطال جعلوا من أجسادهم جسور عبور وأمان لغيرهم قاتلوا حتى سالت دماؤهم وعجزوا عن المتابعة في معارك التحرير هذه حالة لحالات كثيرة من رجال نذروا أنفسهم للدفاع عن حرية هذا البلد نتمنى أن يلقى الرعاية والاهتمام لإجراء العملية الجراحية اللازمة له حتى يستطيع العودة إلى حياته الطبيعية.

غانة عجيب

تصفح المزيد..
آخر الأخبار