الرجل والرجولة

العـــــدد 9397

الاثنين 29 تموز 2019

كل إنسان يتمنى أن يتصف ببعض الصفات الحميدة الرفيعة، لسموها ورفعة معانيها، ومن هذه الصفات، صفة الرجولة.
هناك تباين واختلاف في مفهوم الرجولة عند الكثير منا، فهي أعمال وأفعال ومروءة وشهامة وأخلاق وقوة وشجاعة، وهي كلمة شرف لا يتنازل عنها الرجل مهما كلفه ذلك غالياً، هي العطاء والتضحية، والإصغاء واحترام وجهات نظر الآخرين واحترام أذواقهم، وقد تفسر الرجولة بالزعامة والقيادة والحزم والنضج الأخلاقي، وبالكرم واحترام الضيوف، وهناك من يقيسها بمدى تحصيل المال والاشتغال بجمعه، وبالبروز في المواقف الحرجة، والأزمات لمد يد العون، وهذا يعتبر إفراطاً في استعمال هذه الكلمة العظيمة، والحقيقة أن الرجولة تحمل شيئاً من بعض تلك المعاني، لكنها بالتأكيد ليست بالمعنى الذي يرمي إليه الكثير من الناس، فالرجولة بمفهومها الصحيح الملائم لهذه الكلمة العظيمة هي للرجل الذي لا يأتيه الباطل بين يديه ولا من خلفه.
قد يخطئ الكثير في عدم التفريق بين الرجل والذكر، فكل رجل ذكر، ولا يعتبر كل ذكر رجلاً، لأن كلمة ذكر غالباً ما تأتي في المَواطِن الدنيوية، التي يجتمع فيها الجميع، مثل الخلق، توزيع الإرث وما شابه ذلك، أما كلمة رجل فتأتي في مَواطِن خاصة (من المؤمنين رجال صدقوا).
يقال: يا له من رجل، نعم من علامات الرجولة الثبات على المبدأ الحق فلا نكوص ولا تذبذب، ولا زعزعة، بل شموخ وثبات.
ويقال أيضاً: قوة الرجل بعقله، وقوة المرأة بدموعها، وأنا أقول وبعقلها أيضاً، الرجولة ليست ثوباً يُستعار، وليس كل من ادعاها صدق.

حسن علّان

تصفح المزيد..
آخر الأخبار