الوحدة 15-3-2025
العيش المشترك هو عنوان المرحلة القادمة على واقع وخلفيات الأزمات والاضطرابات، ظهرت العديد من المشاهد التي ساعدت الكثيرين على حصد تجارة مشروعة بالعديد من مُشتقات الحياة اليومية للمواطن، لكنها بالأساس هي محاولة حقيقية لإعادة الروح والحركة إلى مجتمع واسع متنوّع وقع كالأُضخية بين أنياب الظلم، فعكست بشكل أو بآخر أن واقع جميع أهل ومكونات المدينة غايتهم أولاً وآخراً استمرار الحياة وعودتها إلى طبيعتها. وقد كان عنوان تلك المرحلة الصعبة، هو العيش المشترك والمساعدة بإعادة الروح إلى النفوس التي قتل سلامها طيش متفرّد، أيقظ فتنة كانت في طريقها إلى النوم، أخذ على عاتقه إيقاف وتعليق سُبل الحياة من مياه وكهرباء وخبز وغيره من مستحضرات الحياة، لكن إرادة الاستمرار كانت أقوى، وتم تجاوز تلك الّليالي السُود بنجاح، بفضل عقلاء جميع الأطراف التي ساهمت بوأد الفتنة المتنقّلة بين المدينة وأريافها التي نالت نصيبها من الألم على خلفيات تلك القرارات القاتلة. وبالعودة إلى الواقع العام، فقد بدأت قوافل الخبز وحتّى المياه المُعلبة والقادمة من مدينة إدلب عبر الصهاريج تجول داخل مدينة (المياه) العطشى، لحين إعادة الروح إلى شرايين المنازل، وأخذ الخبز يتدفّق بين الأحياء، يساعد المخابز العامّة والخاصة في تلبية متطلبات تلك الطوابير، التي وقعت على غفلة ظالمة بنقص حاد من هذه المادّة ضمن الربع الأول من الشهر الفضيل. كما بدأت حالة البسطات تعود إلى سابق عهدها بتقديم نجدة مؤقّتة من المواد الغذائية، مع العلم أن الأرقام السعيرية الحالية بعيدة كُلياً عمّا كانت عليه بالسابق. وعلى المقلب الآخر الذي يخصّ الإنارة، ظهرت حالات إنسانية راقية غاية بالروعة من خلال من يمتلك أدوات الطاقة البديلة، عبر تقديم المساعدة للجميع، من خلال شحن المُدخرات والهواتف، جرّاء غياب كامل للكهرباء التي نالت الحصّة الأكبر من التخريب المُمنهج، وهو شكل آخر من أشكال العيش المشترك لكافة مكوّنات المدينة. وللأمانة الأخلاقية، كان رجال الأمن العام في جميع المناطق هو السند والسدّ المنيع للكثير من التجاوزات، فلبّى جميع النداءات والاستغاثات، داخل المدينة وخارجها بكل حرفية وأخلاق رحيمة. لذلك فإن الأمل معقود على نواصي العُقلاء من جميع المُكونات بعودة الحياة إلى طبيعيتها، والنسيان نعمة حقيقية أوجدها الخالق داخل النفس البشرية في سبيل الاستمرار. فالرحمة والسلام لكل من وقع على تلك المَظلمة وقراراتها الغبية، وكل الأُمنيات بإشراقة جديدة تكون عنواناً عامّاً للقادمات من الأيام.
سليمان حسين