القراءة وثقافة أطفال الجيل الرقمي ما دور الكتـاب ومكانتــه في مخزونهم الثقـافي والمعــرفي؟

العدد: 9394

24-7-2019

مهما تواصلت التقنيات الحديثة في تقديم عالمها الغني بأدوات الجذب والاستقطاب بين أطفالنا وأجيالنا القادمة، فإن الحرص على تقديم المعلومة والمعرفة والخبرات الحياتية عبر الأنواع المختلفة للكتب يبقى هاجسنا الأكبر نظراً لما للكتاب من مساحة هامة في ذاكرتنا ومخزوننا الثقافي والمعرفي، وهذا ما أشار إليه الكاتب كارلوس زافون في روايته (ظل الريح) حيث قال: (لا شيء قادر على التأثير في القارئ أكثر من الكتاب الأول الذي يمس قلبه حقاً، إذ أن صدى الكلمات التي نظن أننا نسيناها يرافقنا طوال الحياة، ويشيّد في ذاكرتنا منزلاً سنعود إليه عاجلاً أم آجلاً). 

ويعدّ وقت الفراغ خلال العطلة الصيفية هو الوقت الأكبر لدى الطفل والذي من الواجب أن نوجهه ليمارس فيه هواياته الأساسية (لا سيما القراءة) فكيف تتعامل الأسرة مع انتقاء الكتب لأطفالها؟ وما الدور المناط بها إزاء تغيير قناعاتهم بتنظيم أوقاتهم بين وسائل التواصل الحديثة وبين الكتاب؟ في الاستطلاع التالي نحاول تلمس الخطوط العريضة لدور الكتاب في بناء المنظومة المعرفية والقيمية لدى أطفالنا من خلال مجموعة من الآراء..

السيدة سامية محمود، مهندسة وأم لطفلة في الثامنة من عمرها قالت: بدأت في اقتناء الكتب لطفلتي بوقت مبكر، ففي الوقت الراهن، يتعلق الأطفال بوسائل الإعلام والشاشات أكثر من تعلقهم بالأوراق والكلمات، لذلك أردت أن تصبح صفحات الكتب جزءاً من تكوين شخصيتها ونحن نقتني الكتب من معارض الكتب وأحياناً مجموعات بيع الكتب المستعملة، وألمس جدياً تأثير قراءة هذه الكتب على شخصية ابنتي والطريقة التي تفكر بها وهذا ما يمكننا تسميته نشاطاً تفاعلياً لا يقتصر على القراءة فقط، بل يساعد الطفل على طرح الأسئلة واستكشاف ما وراء سطور الكتاب أو القصة إذ تمنح القراءة الطفل الفرصة للتعرف على خبرات جديدة والاستعداد لمواجهة المواقف المختلفة في الحياة.

وعن اختيار الكتب المناسبة لأعمار أطفالنا، حدثنا السيد عماد موسى، خريج دراسات عليا في المناهج وأصول التدريس قائلاً: يتأثر اختيار الكتب بطبيعة شخصية الطفل وميوله الشخصية بدرجة كبيرة، ونظراً لأهمية الكتاب في حياة الطفل، فإن اختياره له معايير تساعد على جذب انتباه الطفل له بحسب عمره حيث ينجذب الأطفال الصغار للصور الواضحة البسيطة قليلة التفاصيل ذات الألوان المبهجة، كما يفضلون القصص التي تصوّر الخبرات والتجارب المألوفة، وكذلك القصص التي يشارك فيها أبطال في مثل عمرهم والتي تستعرض يوم الطفل في المدرسة أو الملعب، وتستخدم ألفاظا ومفردات مألوفة، وبالإضافة إلى الكتب الخيالية والقصص يحب الأطفال كتب المعلومات التي تُشبع فضولهم نحو الموضوعات التي يهتم بها بشكل علمي مبسط فتستعرض حقائق بسيطة عن الفضاء أو عن السيارات أو جسم الإنسان، وعلينا كأهل مراعاة المرحلة العمرية لأطفالنا لاختيار الكتاب الأنسب.

 

الصديقة سارة إبراهيم، الصف السابع قالت: أختار الكتب العلمية المبسطة والتي تغني تحصيلي العلمي وتشكل قاعدة جيدة للكتب المدرسية التي من المقرر دراستها في المراحل الدراسية اللاحقة، بالإضافة لذلك أقرأ بعض القصص والمجلات العربية المخصصة للأطفال – كمجلة أسامة والعربي الصغير – فهي تقدم المواد المتنوعة بأسلوب جميل وجذاب.
الصديق نوار صبح – الصف الثامن قال: المسألة تكمن في التأكيد على أهمية القراءة في جو منزلي يهتم بالمطالعة ويحترم الكتب وأنا وإخوتي لا نجد صعوبة في قراءة واقتناء الكتب الجيدة بفضل اهتمام أسرتي وبوجود معارض الكتب المستمرة في المكتبة العمومية للأطفال والمركز الثقافي باللاذقية والمكتبات الموجودة فيها، لذلك فإن الطفل الذي يحب القراءة سيستفيد من هذه المزايا دائماً ويتمكن من إبقاء مكان للكتاب والمجلة في حياته بالرغم من غزو الانترنت والتلفزيون والهواتف الحديثة.
الصديقة ريم حداد – الصف السادس قالت: أحب القراءة وأحرص على وجود الكتاب في جدول استثمار أوقات الفراغ لدي، ولدينا في المنزل مكتبة كبيرة تحتوي مختلف أنواع الكتب وأنا أداوم على قراءة القصص الموجهة للأطفال وكذلك سلسلة كتب العلوم والموسوعات المبسطة فهي تقدم لنا الفائدة والمتعة معاً.
بقي للقول: لا توجد هدية للطفل أجمل من كتاب، والوقت الذي نقضيه مع الأطفال لزيادة اهتمامهم بالكتاب والقراءة قد يكون له أبلغ الأثر في تكوين شخصيتهم وإدراكهم للعالم من حولهم، فالكتب هي عتبات الخيال وبوابته، والقراءة هي اللبنة الأولى في بناء جيل الغد.

فدوى مقوّص

تصفح المزيد..
آخر الأخبار