(المشاريع الصغيرة).. اقتصاديات مشروعة أمام الجميع

الوحدة 6-3-2025

بعد الضغوط الاقتصادية العديدة التي وقعت على كاهل غالبية الأسر، كان لا بُد من التفكير جدّياً بإعادة صياغة بعض المهن القديمة التي كانت تحاكي واقع الكثيرين في الأرياف والقرى البعيدة، سيما وأن الوظائف الحكومية وداخل أروقة القطاع الخاص لم تعد تلبّي طموح هذه المجتمعات القروية المتنامية. وغالبية هذه المهن تقع تحت مسمّى المشاريع الصغيرة، حيث أن بنيانها وهيكليتها لا يشكّل ضغطاً كبيراً على أصحابها، وقد كانت تربية الدواجن من أهم المشاريع المنزلية، نظراً لسهولة التعامل مع هذه الطيور، سواء من ناحية العلف أو مكان الإقامة بجانب المنازل، وإلى جانب هذا المشروع تنامت كذلك مهنة تربية المناحل التي تقدّم لصاحبها ريعاً مادياً مقبولاً، خاصّة إذا كان المشروع مبنياً على أُسس علمية تُراعى فيه كافّة الأصول المتّبعة من حيث التنقّل والبحث عن المراعي التي تقدّم إنتاجاً مُثمراً.
من ناحية أخرى بدأت تظهر المهنة الأكثر شعبية في الماضي وهي تربية دودة الحرير، فقد كان لها دوراً كبيراً في تقديم مردود مادي لمُربيها، خاصّة وأن دورة حياة هذه الدودة تعتمد على العناية المطلقة بالشرانق لمدة لا تزيد عن الشهرين، حيث تعيش هذه الديدان الصغيرة بعد تفقيس بيوضها على أوراق التوت، مع مراعاة تأمين درجات محدّدة بعيداً عن الروائح والأدخنة الضارّة، وهي من المشاريع الصغيرة المُربحة والتي لا تحتاج إلى أيدٍ عاملة كثيرة. أضف إلى هذه المشاريع، تنامي مشروع زراعة الفطر، وهو أيضاً يُعتبر من المشاريع الهامّة للكثير من أهالي القُرى وكذلك داخل المدينة، في مكان مُظلم بعيداً عن أشعة الشمس وضمن حرارة معتدلة، حيث تتراوح دورة إنتاجها نحو الشهر تقريباً..
خُلاصة القول، هناك الكثير من المشاريع التي تُقدّم دعماً مادياً مُضافاً، يمكن الاستثمار من خلالها لتكون عوناً حقيقياً في ظلّ مناخ نموذجي تتمتّع به بلادنا على جميع الأصعدة، والانفتاح الكامل على الأسواق الخارجية التي تتهافت لهذه المُنتجات المحلية.

سليمان حسين

تصفح المزيد..
آخر الأخبار