الصرف الصحي يخنق «وطى جوبة برغال» والمطري أعلى من منسوب الطريق!

العدد: 9393

الثلاثاء23-7-2019

 

                      

 

مواطنــون لمســـؤولين: شـــرّفونا بـ «زيــــــارة»

البلديــــة: عيننــــا بصــــيرة ويدنـــــا قصـــيرة…

الميــــاه ملوّثــــة والحل أصبح مشكلة !

إلى متى سيبقى هذا الوضع على ما هو عليه؟ وإلى متى سنبقى خارج دائرة الاهتمام والتخديم؟ وإلى متى هذا الإهمال المتعمد لسكان وأهالي حي الوطى في جوبة برغال؟ إلى متى؟ سؤال كل طفل وشيخ وشاب وفتاة في حي الوطى؟
القصة باختصار صارت معروفة لدى كل المعنيين في محافظة اللاذقية من المحافظة نفسها إلى الخدمات الفنية، إلى الموارد المائية، إلى مديرية الصرف الصحي إلى…
فالأهالي يعانون من وضع مأساوي منذ نحو العامين حيث طافت مياه الصرف الصحي الآسنة في البيوت والأراضي الزراعية نتيجة الأمطار الغزيرة وقدم الصرف وتكسر العبارات واختلاط مياه القناة المطرية المجاورة للصرف بالصرف الصحي وتضخم المشكلة وخروجها من بين يدي المواطنين والبلدية المحدودة الإمكانيات.

وعندما تمّ الإيعاز بالحلّ السريع للمشكلة خوفاً على الإنسان والمياه الجوفية والينابيع والأراضي الزراعية وكل البيئة في القرية، استبشر الأهالي كل الخير ولكن عندما رأوا العمل يتم بالتنقيط وبسرعة لا تتجاوز سرعة السلحفاة إلى أن توقفوا تماماً عن العمل منذ أوائل الصيف حيث وصلوا بمرحلة العمل إلى منتصف القرية كمرحلة أولى ثم انسحبوا وتركوا الوضع أسوأ مئة مرة من الأول، فالصرف مفتوح تماماً في منتصف القرية والأراضي الزراعية وجانب المنازل والآبار والينابيع الطبيعية إضافة للقناة المطرية المفتوحة أمام المنازل والتي تسببت بأذيات كثيرة للناس والأطفال بشكل خاص وأغطيتها مرمية هنا وهناك، خاصة أنها طرق
فرعية ملاصقة للمنازل ولا سبيل للمرور إلا منها وعليها ولا يمكن تجاوزها أبداً..
الأهالي في القرية عبروا عن آرائهم وعتبهم، متمنين أن يجدوا الآذان الصاغية لكلماتهم.
السيد شحادة عسكر قال: كانت جوبة برغال من أجمل قرى محافظة اللاذقية وأكثرها سحراً، وعدد سكانها كبير وكانت مميزة خدمياً على مستوى المحافظة، ففيها دار ضيافة ومقسم منذ ٦٠ سنة وكان المسؤولون ورؤساء الحكومة كلما يأتون إلى المحافظة يزورون قريتنا، حتى الثانوية في الجوبة من أقدم الثانويات في المحافظة وكانت في السابق مدرسة داخلية يدرس فيها الطلاب من جميع المحافظات السورية، إضافة إلى كل الخدمات الأخرى التي كانت متوفرة في الجوبة، أما الآن فقد ساءت الأمور كثيراً، فلا خدمات ولا من يحزنون، حتى صيانة مشروع الصرف الصحي تم استكثاره علينا، تكاد قريتنا تتحول إلى منفى، فأغلب الأهالي هجروا القرية نتيجة سوء الخدمات وانعدامها في الكثير من الأماكن، ومشروع الصرف الصحي الذي بدؤوا به خرّب الطرق ولوّث المياه أكثر مما هي ملوثة في السابق.

                                       

نتمنى على السيد محافظ اللاذقية والسادة مديري الدوائر الخدمية بزيارة قريتنا أسوة بالقرى الأخرى والاطلاع على واقع الخدمات السيئة فيها، والتعرف عن قرب على متطلبات المواطنين واحتياجاتهم الضرورية، وللعلم جميعنا يقدر صعوبة الوضع الراهن لبلادنا اليوم، ولكننا نلاحظ كيف يتم تنفيذ المشاريع في العديد من الأماكن وهي ليست بأهمية صيانة وإكمال الصرف الصحي في قرية وطى جوبة برغال لما سيسببه التأخر في التنفيذ من كارثة على الإنسان والحيوان والبيئة والطبيعة.
* السيد فؤاد عيسى قال: أتحدى أن أحداً في القرية يشرب كأس ماء نظيف، ويعاني أطفالنا من المرض الدائم، إضافة إلى الروائح الكريهة طوال الوقت والتي تجعلنا نغلق الأبواب والنوافذ على أنفسنا، هذا غير البرغش والحشرات الضارة التي تجتمع على مستنقعات المياه الآسنة والصرف، حتى السيارة صارت من وعورة الطريق وحفرياتها لا تستطيع الدخول إلى أحياء القرية!
نبدو وكأننا نرجع إلى الوراء في كل الخدمات بدل أن نواكب حركة التطور والتقدم في كل شيء، ويضيف: هل من المعقول أن نبقى عامين ننتظر الانتهاء من مشروع الصرف الصحي الذي لوث آبارنا وتحفرت الطرق بسببه وتخربت أراضينا ويبست مزروعاتنا ولا نعلم إلى متى سيستمر الانتظار.
* السيد منير وردة قال: تحول مصب الصرف الصحي إلى الأراضي الزراعية وبين المنازل وجانب الآبار، وإذا ما فكرنا وقمنا بإغلاقه فإنه سيعود ليطوف بالمنازل، أهل القرية في ورطة حقيقية ما لم يتمّ سماع أصواتهم وتلبية استغاثاتهم.
* السيد رومل عسكر قال: عملية الصيانة للصرف الصحي غير المدروسة بدقة أضرت بنا جميعاً، ففي البداية كان يصب في نهاية القرية بعيداً عن البيوت، وحالياً يصب في منتصف القرية في أكبر تجمع للمنازل فيها وبالقرب من الآبار التي نعتمد عليها في الشرب وتأمين كافة مستلزمات منازلنا ونؤكد أن الآبار جميعها ملوثة من بداية القرية إلى المصب، عانينا الأمرّين حتى استجابوا لنا ونفذوا ٤٠% من الصرف الصحي و٩٠%من القناة المطرية، وتركوا العمل في وسط القرية بحجة عدم توفر اعتمادات مالية لاستكمال المشروع، مشيراً أيضاً إلى أن بعض الأماكن المنفذة من القناة المطرية مع أغطيتها أعلى من الطريق العام وهذا ما سيؤدي إلى دخول المياه إلى المنازل باعتبارها أصبحت أعلى من المنسوب و(كأنك يا أبو زيد ما غزيت)، أيضاً ببداية تنفيذ مشروع الصرف الصحي حدث خطأ بالتنفيذ حيث كان المنسوب الذي نفذوه ببداية المشروع يختلف عن المنسوب الذي توقفوا عنده في التنفيذ بحوالي المتر حيث أن الصرف الصحي بهذا التنفيذ السيئ سيعود أيضاً للمنازل ولكن بالتعاون ما بين الفرقة الحزبية ومجلس البلدية تمّ إلزام المتعهد بإعادة تنفيذ المشروع بعد إرسال لجنة من عدة مهندسين من الخدمات الفنية ودراسة واقع التنفيذ السيئ، بصراحة نقولها: لا يوجد أسوأ من الخدمات في قريتنا في كل قرى محافظة اللاذقية.
السيد موفق عسكر قال: أيضاً عتبنا كبير على مديرية الخدمات الفنية كيف بدأت العمل بوتيرة جيدة ثم توقفت دون سابق إنذار، هل أجلّوا العمل إلى فصل الشتاء لتزداد الحجج معهم، وتطول فترة انتظارنا ومعاناتنا أكثر وأكثر وليزيدوا الطين بلة قطعت الطريق بشكل تام إلى مقبرة القرية وصالة التعزية الوحيدة في القرية.
× السيد يامن طه جريح حرب وإصابته أدت إلى عجز ١٠٠% يعاني الأمرين من الدخول والخروج إلى منزله المجاور تماماً للطريق المحفرة وخاصة عندما يزور الأطباء أو مركز المعالجة الفيزيائية حيث الصرف الصحي والمياه الآسنة أمام منزله تماماً، بالإضافة للعبارة المطرية التي توسطت الطريق وحفرته وجعلته عائقاً أمام أية حركة حتى إنه ماتت البقرة التي كان يعتمد عليها أهله في تحسين معيشتهم بعد وقوعها في العبارة المطرية، أيضاً ضم صوته إلى أصوات جيرانه داعياً السيد المحافظ والسادة مديري الدوائر الخدمية لزيارة القرية والاطلاع على واقعها الخدمي السيئ للغاية والذي لا يرضي أحداً.
وأخيراً، وبالعودة إلى البلدية في القرية رغم معرفتنا بإمكانياتها المحدودة لتنفيذ هكذا مشاريع خدمية فقد التقينا السيد علاء محمد والذي كلف بالعمل كرئيس بلدية منذ فترة قريبة جداً مؤكداً وضع القرية السيئ والحاجة الملحة لإنهاء مراحل العمل مؤكداً بأن البلدية غير قادرة على تقديم أي خدمة في هذا المجال لضآلة موازنتها وكبر المساحة الجغرافية التي تشرف عليها فالعين بصيرة واليد قصيرة.
وبالعود إلى بدء، فإن استكمال العمل بمشروعي الصرف الصحي والقناة المطرية في وطى جوبة برغال حاجة إنسانية أساسية تخدم جميع أبناء القرية وليست مشروعاً ثانوياً حتى تتم المماطلة في تنفيذه.

سناء ديب

تصفح المزيد..
آخر الأخبار