تصنيع الثـــــدي بعد الاسـتئصال .. التطورات التقنيــــة عززت الجــــودة

العدد: 9393

الثلاثاء23-7-2019

 

نظراً لارتفاع معدل انتشار سرطان الثدي بين النساء، فقد تمَّ تطوير طرق علاج فريدة تسمح بالتعامل مع المرض بشكل أفضل وبشكل صحيح أكثر، وتتميز هذه الطرق بملائمتها لرغبة واحتياجات المريضة، تعتبر عملية ترميم الثدي بعد الاستئصال إجراء جراحي لاسترجاع الشكل الطبيعي للثدي ويعد إجراء علاجياً مكملاً لحالات الاستئصال الكلي والجزئي لسرطان الثدي، يؤثّر بشكل كبير على الحالة النفسية للمريضة ويعزّز من ثقتها بنفسها ويحسّن نوعية حياتها.

يعتبر سرطان الثدي ثاني أكثر أنواع السرطان شيوعاً عند النساء بعد سرطان الجلد، والسبب الرئيسي للوفاة بعد سرطان الرئة، هناك ما يقارب 180000 حالة جديدة من سرطان الثدي يتم تشخيصها كل عام في الولايات المتحدة، كما يمثل أكثر من 45000 حالة وفاة سنوياً، ارتفع معدل الإصابة بشكل كبير في التسعينات، يرجع ذلك إلى الكشف المبكر عن طريق التصوير الشعاعي للثدي، غالبية النساء المصابات بسرطان الثدي مؤهلات للعلاج المحافظ للثدي وفي بعض الحالات تتلقى المريضة بعض أشكال العلاج الكيميائي والجهازي المساعد، هذا ما تصدت له رزان وحيد نده في قسم الجراحة التجميلية في بحث بعنوان (تصنيع الثدي بعد الاستئصال) إشراف الأستاذ الدكتور معين العيسي.
التطورات التقنية عززت جودة التصنيع
لا تزال إزالة كل من الثدي بأكمله، الحلمة واللعوة، والجلد المغطي للأورام السطحية هي العلاج الأكثر شيوعاً لسرطان الثدي، تسمى (إزالة الغدد اللمفاوية الإبطية) باستئصال الثدي الجذري، وحرصاً على الجانب النفسي عند المريضة وأهمية تحقيق نتيجة جمالية مثلى عن طريق تحقيق التناظر وشكل جيد للثديين بدون حمالة صدر، تطورت خلال القرن الماضي جراحة تصنيع الثدي من مشروع جراحي نادر الحدوث إلى أن أصبحت جزءاً هاماً من عملية ترميم الثدي بعد الاستئصال الجزئي أو التام والتي تجرى في وقت قريب من الاستئصال نفسه أو في وقت لاحق، عززت التطورات التقنية من جودة عمليات التصنيع، فأصبحنا نحصل على نتائج أقرب ما يكون للثدي الطبيعي المقابل وهذا هو المعيار الأساسي الذي نسعى جاهدين لتحقيقه في التصنيع.

طرق مختلفة لترميم الثدي بعد استئصاله
توجد أربع طرق مختلفة لترميم الثدي بعد استئصاله، والقرار في اختيار الطريقة الملائمة يناقش ويقرر مع المريضة قبل الجراحة مع الأخذ بالحسبان للعوامل التالية: سنّها، بنية جسمها، حجم الثديين، الترميم أحادي أو ثنائي الجانب، الإمراضيات المرافقة، والحالة النفسية للمريضة.
بدأت الحقبة الحديثة لتصنيع الثدي في ستينات القرن الأخير بالتزامن مع تقديم الأجهزة التعويضية السيليكونية ذات المحتوى الهلامي، حيث يتم زرع طعم من السيليكون تحت الجلد مباشرة أو تحت عضلات الصدر نفسه ويعتبر هذا الخيار مناسباً للحالات التي يكون فيها حجم الثدي كبيراً أما في الحالات التي يكون فيها غلاف الجلد قليلاً جداً يتم اللجوء للموسعات النسيجية والتي تتم بزرع موسع نسيجي مؤقت وحقن متكرر للمياه المالحة في الموسع حتى نحصل على حجم يقارب 25-30% أكبر من حجم الموسع، بعدها عرف تصنيع الثدي باستخدام سديلة العضلة العريضة الظهرية، حيث توفّر هذه الطريقة ثديأ أعيد بناؤه بواسطة الأنسجة الذاتية للمريضة والتي تجنبها المضاعفات المحتملة المرتبطة بالجراحة التعويضية إلا أن العائق مع هذه الاستراتيجية يرتبط بإحداث ندبة إضافية في المنطقة المعطية وعجز كامن في هذه المنطقة، كما دخلت السديلة الجلدية العضلية للعضلة المستقيمة البطنية عالم تصنيع الثدي منذ أكثر من 20عاماً، وشكلت مدخلاً لعصر جديد في عالم تعويض الثدي، حيث يتم نقل جلد البطن السفلي وشحمه إلى الصدر لتشكيل ركام ثدوي معتمداً على التروية المزودة من العضلة المستقيمة البطنية، وفي نهايات الثمانينات والتسعينات احتلت السديلة الحرة مركزاً مهماً في تدريبات جراحي التجميل لعمليات تعويض الثدي حيث يفصل الجراح الأنسجة بشكل كامل عن مصدر تغذيتها ويعيد وصلها بأوعية دموية جديدة بالقرب من الثدي المعاد ترميمه ويمكن أن تؤخذ هذه الشرائح الحرة من البطن، الإلية، والفخذ، وعادة ما يستغرق العمل الجراحي هنا وقتاً أطول من الطرق السابقة.

تستلزم عملية ترميم الثدي أيضاً إعادة بناء الحلمة حيث تعتبر مكوناً أساسياً فيها سواء تم ذلك باستخدام سديلات موضعية أو طعوم جلدية كاملة السماكة أو تشكيل معقد الحلمة – الهالة باستخدام الوشم، في هذه الأخيرة يتم تأمين تطابق ممتاز مع الحلمة المقابلة إلا أنها لا يمكن أن تخلق البعد الثلاثي للهالة كما في الهالة المطعمة من الجلد.

نور محمد حاتم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار