الوحدة:2-2-2025
دعوا السياسة لأصحابها السياسيين، فهم أدرى بغرفها السريّة، وتعالوا لعالم الاقتصاد، الذي إن اتفقنا أنه يقود السياسة، نكون قد قلبنا قواعد اللعبة.
السياسة بخدمة الاقتصاد، برأيي وليس العكس، فمن يملك القوة الاقتصادية يحكم العالم، انظروا التاريخ البعيد، كيف أنّ معظم الحملات العسكرية قامت على خلفيات برغماتية، أمامكم رئيس أكبر دولة “ترامب” الذي يمتلك مفاتيح العالم بيديه، يسكنه عالم المال والاقتصاد قبل السياسة.
الاقتصاد القوي يحرر الأوطان من الارتهان للقرارات الخارجية، من يملك الاقتصاد يملك ناصية القرار.
في سورية كل فرد هو محلل سياسي، لكن قلة منهم تتحدث بالاقتصاد، ولهذا الأخير قواعده، وشروطه، كلعبة الشطرنج تماماً. المهارة وحدها لا تكفي، ينبغي أن يسبق تفكيرك قرارك الحالي بعدة مراحل، أي أن تقدم على خطوة اقتصادية، وأنت ترتب لمسيرة مئة ميل، هذا هو الاقتصاد، بناء مدماك فوق الآخر.
أمّا السياسية، فهي تتنكّر لنفسها عندما تبني أسسها على لسان قادتها وفق المقولة الشهيرة (لا أعداء دائمون ولا أصدقاء دائمون).
خديجة معلا