اضحـك تضحـك لك الدنيــا وابكِ تبـكِ عليــك

العـــــدد 9392

الإثنـــــين 22 تموز 2019

 

مثل سمعنا به منذ نعومة أظفارنا، وعملنا بما فيه بكل طاقتنا وما أعطينا من قوة وجلد، لكن وقد ازدادت الأحزان وأثقلت علينا بهموم معيشتنا وقوت يومنا فقد ضحكنا كثيراً حتى بلغ منا البكاء وسالت قناة دمعنا بسيول وأمواج، وباتت تلك النصيحة بلا جمل بما حمل، ومن يضحك أخيراً يضحك كثيراً، ليس من يتصف بالسعادة والتفاؤل بل إنسان مليء بالمواجع والهموم يكابر على ضيقه، ويعيش بهذا الدواء المسكن والمجاني باقي الأيام دون آمال، فمتى يلجأ الإنسان للضحك وبمَ نوسمه؟
السيدة ربا حسن، علم نفس، أشارت إلى أن بعض الأشخاص يلجؤون للضحك كي يقنعوا الآخرين بعكس ما هم عليه فيعطونهم صورة عن سعادة يفتقدونها، مثل ممثلين كثيرين استطاعوا أن يمنحونا الضحك والابتسام الذي كسانا بوجوه مشرقة إلا أنهم كانوا يعانون الاكتئاب والألم، وقد وصف خبراء نفسيون الإنسان الذي يضحك كثيراً وعلى شكل قهقهات متتالية بسبب ودون سبب بأنه مصاب بـ (اضطراب الهوس الاكتئابي) ويكون لمعاناته وشعوره باليأس والحزن الشديد، لتكون لديه رد فعل دماغي من الجهاز التنافسي تجعله يغير شعوره بشعور عكسي ليضحك على نفسه ويخدعها بالضحك على شكل نوبات هستيرية بسعادة زائفة تدفعنا لنقول وقتها (شر البلية ما يضحك).
ويشير أخصائيو علم النفس السلوكي إلى أن الضحك يفضح ما بداخلنا إنكاراً للأحداث وتحرراً من المصائب، فهو أولاً ردة فعل إنقاذية، وثانياً رد فعل الدماغ على الحادث، فقد يضحك الإنسان عند سماع خبر مأساوي، والعكس صحيح فقد يبكي لسماع خبر مفرح وتنفرط حبات عقد دمعه، وهذا يعود كما يقول الأخصائيون إلى الهرمونات الموجودة في الدماغ التي تستجيب بطرق مختلفة، كما يعد علماء النفس الضحك المفعول السحري للتسمم المعنوي والجسدي عند الإنسان لمساعدته على تجاوز نوبات الاكتئاب البسيطة والمخاوف، وكان قد أكد باحثون أوروبيون أن الضحك يستطيع أن يخفف من آثار التوترات الضارة وهو ما نراه بصورة مشوشة، حالات متقلبة يعيشها الإنسان الضحوك بين الحزن والألم ونوبات من السعادة المفرطة يمكن أن تستمر لساعات وقد تكون في أيام لكثرة ما يعيشون من الضغوطات ويواجهون مواقف حرجة وخطرة تزيد من قلقه وتوتره، فينفجر ضاحكاً في وجهها، عسى أن يستجمع قواه في تلك اللحظات ويرفع من روحه المعنوية.
واختتمت قائلة: يجب عدم التلاعب بالطريقة التي يضحك بها الإنسان، لأن الضحك بصوت عال ومروع ليس طبيعياً ومبطناً، حيث يخفي وراء وجهه الكثير من الآلام، وبالمقابل كتم الضحك أيضاً غير صحي، يجب أن يكون لكليهما مطرحهما الطبيعي لنكون بحقيقة متألمين أو سعيدين.

تصفح المزيد..
آخر الأخبار