العـــــدد 9387
الإثنـــــين 15 تموز 2019
الظلم أقسى ما تتعرض له الإنسانيّة جمعاء، ولعلّ المحاماة من أكثر المهن التي تتصدى لمختلف أنواع الظلم الفرديّ منها والدّولي فهي المهنة الأكثر ضرورة في المجتمعات، فكما الطبيب يهتمّ بأمراض الجسم كذلك المحامي يهتمّ بأمراض المجتمع، الغصّة هي ما طرأ من تشوّه على صورة مهنة المحاماة والنظرة إليها بنظرة مسبقة الصنع سببها حوادث أخذها بعضهم فعمّمها بشكل مطلق!.
فالانتقاص من أهمية المحاماة ورفعة سمعتها معروفة أسبابُها سواءٌ كانت نتيجة تعسف اجتماعيّ في الحكم عليها أم بسبب انحراف بعض المنتمين إلى هذه المهنة، وعلى مدى التاريخ كانت مهنة المحاماة مرتبطة بنُخبة المجتمع من أهل العلم الذين يُسدون المشورة للمتخاصمين.. فمن عهد حمورابي حتى اليوم كانت المحاماة رسالة وليست وكالة فقط، الفهم السّليم للمهنة سواء من المجتمع أم من المحامين يضعها في مكانها كجُزء لا يتجزّأ من سلطة العدل، فالمحامي جُزء من المحكمة، لذلك وجب على المحامي أن يتحلّى بمختلف الصّفات الإنسانيّة الحقة من حيث النّزاهة والصدق والأمانة وغيرها من صفات تجعله على انسجام مع دوره في أداء رسالة الدّفاع المقدس، إنّ مهنة المحاماة مهنة سامية ذات طابع أخلاقي وهي الصورة الأكثر حضارة لأيّ بلد، وليس بغريب أن نجد معظم دول العالم وبخاصة المتقدمة يصنفون مهنة المحاماة كأعلى تحصيل علميّ في المجتمع، بل وتتطلب أعلى المعدلات في أثناء المرحلة الدراسيّة، وهناك شروط قاسية في مرحلة دراستها.
إنّ نقابة المحامين في طرطوس التي أتشرف بالانتماء إليها قدّمت كغيرها من النقابات على مستوى القطر خيرة المحامين ونخبتهم.. السلام على أرواح شهدائنا شهيد القانون الدكتور محمد الفاضل، وشهداء القصر العدلي في دمشق، وتحيّة إكبار لمحامينا الأبطال الذين ناداهم الوطن فلبّو النداء، فلا نداء أسمى من نداء الوطن.
المحامية ريما علي محمود