الوحدة:17-11-2024
“أعشق لغتي العربية ولابد للعشق أن يُعاش” بهذه العبارة البليغة استهلت الشاعرة والناقدة في الأدب الجاهلي د. لارا ستيتي محاضرتها الثقافية بعنوان ” اللغة العربية بين الرؤى والهوية” التي أقامتها الجمعيّة العلميّة التّاريخيّة بجبلة تزامناً مع اليوم العالمي للغة العربية، حيث أشارت د. لارا ستيتي إلى أن من يتكلم اللغة العربية الفصحى يخاطب العالم أجمع، لكن من يتكلم اللهجة المحلية يكتفي بمخاطبة عدد محدود من البشر، فاللغة العربية أقدم اللغات وأول من تكلمها آدم، وهي تتكون من اثنتي عشرة وثلاثة ملايين كلمة، وبالتالي تتفوق بغناها على اللغتين الإنكليزية والفرنسية، وتتميز بنظاميّ التنقيط والحركات فلماذا اللغة العربية؟
حول هذا التساؤل أجابت الدكتورة لارا ستيتي أن اللغة العربية هي لغة القرآن، من الضروري أن نتعلمها كي نتدبر معانيه وما كُتب عنه، كما إن تعلم اللغة العربية يتيح المجال للتعرف على العديد من الحضارات والثقافات، فهي تحفظ الهوية العربية، وتلمّ الشتات وهي نبض القومية العربية، فمن الحري استشعار التقصير تجاهها والعناية بتعليمها والاهتمام بها كسائر اللغات الأخرى.
وتابعت د. ستيتي: كل مجالات اللغة العربية جميلة تزيد القارئ عطشاً لنهل المزيد، موضحةً أن لغتنا قادرة على استيعاب كل التقنيات الحديثة بوصفها وتصريفها وقواعدها وقدرتها على الاشتقاق والتوليد والنحت وغير ذلك.
كما تحدثت د. لارا ستيتي عن واو الثمانية وسرها وفاعليتها، وعن تأثير اللغة العربية على الدماغ وطرائق التفكير وعلى سلوك الناطقين بها، إذ تأخذ النصف الأيمن من الدماغ، فلكل حرف معنى خاص به، فاللغة العربية علمية و موضوعية ترينا العالم وكل حرف منها ينبغي أن تكتب بذوب التبر لا بماء الحبر.
تلا المحاضرة حوار بين السادة الحضور و د. ستيتي، واختتم هذا النشاط رئيس الجمعية الأستاذ عز الدين علي موجهاً شكره للدكتورة لارا ستيتي على ما قدمته من معلومات مهمة مؤكداً بدوره على عراقة اللغة العربية وجمالها وضرورة الحفاظ عليها، وموجهاً شكره أيضاً للأستاذ خالد عارف حاج عثمان والأستاذة أحلام رفاعي على تقديم وإدارة محاور المحاضرة والحوار.
ازدهار علي