الوحدة : 12-11-2024
أقام قصر الثقافة في بانياس محاضرة بعنوان “الأغنية الشعبية في الساحل السوري” قدمتها الموجهة التربوية رئيسة اللجنة الفنية في الجمعية العلمية التاريخية السورية الأستاذة امتثال عزيز أحمد وقالت فيها: الشعر الشعبي هو إحدى الإبداعات الفكرية والثقافية والأدبية والاجتماعية لأية أمة من الأمم، وهو خلاصة ثقافة مستمرة من روح الشعب وفكره وعقائده شأنه بذلك شأن النحت والرسم والفلسفة والعلوم الأخرى، ويتميز الشعر الشعبي عادة بالبساطة والعفوية والشفافية وسهولة الألفاظ والبعد عن التعقيد وقلما يغوص إلى عمق الموضوع الذي يتناوله أو يحاول البحث عن المعاني المعقدة والعصية على فهم العامة من الناس، فكلمات الشاعر الشعبي هي مفردات العامة البسيطة في أحاديثهم العادية يصوغها بقوالب شعرية قريبة من ذوق الجمهور وفهمه، لهذا أخذ الشعر الشعبي شهرته الواسعة وحاز على حب الناس وتعلقوا به.
وأضافت: منذ أن وجد الإنسان نفسه على الأرض كانت حياته مليئة بالمتاعب مثقلة بالهموم كدرها أكثر من صفائها، فكان لابد من وسيلة تنسيه بعض مشاق الدنيا فكان الغناء هو الملاذ والملجأ وأظن أن الغناء وجد مع وجود الإنسان.
وانتقلت بعدها للحديث عن أغراض الشعر والغناء الشعبي في الجبال الساحلية، حيث يحتوي الشعر الشعبي في جبال الساحل السوري وجبال القلمون وجبال لبنان على كل أغراض الشعر العربي الفصيح من غزل ومديح وفخر وهجاء وحماس وحكمة وعتاب، وكون هذه المناطق تعد منطقة واحدة فإن ألوان الغناء فيها تكاد تكون واحدة بسبب القرب وتشابه البيئة وظروف المعيشة وتقارب اللهجات فيما بين القرى، وذكرت بعض ألوان الشعر كالفروقة، القرادة، الدلعونا، اللالا، أبو الزلف والميجانا وغيرها مع ذكر أمثلة تناسب المعنى.
أخيراً قالت: هذا التراث الغني الرائع قد أهمل في سورية إهمالاً شبه تام، في حين أخذ في لبنان الكثير من الاهتمام والرعاية، وللأسف حالياً نجد هبوطاً واضحاً في ذوق جيل الشباب لذلك لابد من التنويه للأصالة والعودة إليها لنرتقي بالذوق العام، وكثيراً ما نسمع أغاني هابطة تنحدر بذوق العامة، حتى أطفالنا نجد الكثير منهم يرددون هذه الأغاني غير الملتزمة الهابطة.
رنا ياسين غانم