كل الطُرق تأخذنا (قسراً) إلى دُروب النقل

الوحدة : 5-11-2024

“نقطع الدُروب ونُفرح القلوب ولنا في كل شارع صديق الخ …” هذه كلمات لشارة مسلسل (ريمي) وزماننا العتيق، فقطع الدُّروب بات مُضنياً على السيارات ومالكيها، وإفراح القلوب لأمر مُتعب، هذا يأخذنا بالحال إلى شركة (دُروب الآمنة) والتشاركية الكاملة مع القطاع الخاص، وما أدراك عن وعورة دُروبها بغضّ النظر عن مبلغ ال ٩٠ ألف ليرة للآليات الصغيرة، والحال الذي أصاب أصحاب السيارات جرّاء التدقيق المُجحف على أدقّ التفاصيل، لكن هل تم الإعلان رسمياً عن عجز خالص فيما يخصّ فحص الميكانيك ضمن قطاع نقل (عام) طويل عريض مُتخم بالكفاءات والمهندسين؟!.
بعد أن وقع الكثير ضمن مصيدة التدقيق الكامل على أوضاع السيارات، بدأ البعض بالتشييك على آلياتهم قدر المستطاع قبل زيارة الهنغار الواسع لدُروب، لكن لا يصلح العطّار ما أفسده الدهر على واقع سيارات بالكاد تتحرّك، تجرّ خلفها غيمة سوداء ورشقات من أصوات الاستغاثات، حيث ستقطع هذه الآلية الكثير من المسافات على طُرق ريفية ودُروب وعرة، لتصل إلى جوقة كاملة متخصّصة من الفحص المتقدّم، وكأننا نعيش ضمن ظروف استثنائية مريحة تغيير الموديلات حسب المزاج، فتنتحل هذه السيارات التي تُشبه الأنتيكا (كالرينو والبيجو والمازدا والڤيات وغيرهم) صفة المريض القادم إلى حكيم – شاطر زمانه، لتصل إلى أروقة شركة (دُروب)، الضيف الثقيل، فتسلُك الساحات والمكاتب إلى فحص وتدقيق شامل على جسدٍ هدّ حيله واقع مرير، سوء الطُرق أهمها، وفقدان بدائل القطع أبرزها. والحديث يطول عن أوضاع سيارات الحرب العالمية الثانية وعجائز السبعينيات، التي وُلدت غالبيتها في عقود القرن الماضي، وبعضها ستينية معمّرة، ومنها من كان بنوم عميق في ساحات المرافئ ورطوبة البحر لسنين طويلة. وهناك داخل تلك الهنغارات تبدأ عمليات البحث عن الأجزاء السليمة، والكشف بدقّة على أضلاع تلك الآلية وإمكانية امتلاكها ناصية الحياة الطبيعية، لكن على عجل يتم إخراجها عن مجسّات وآلات الطبقي المحوري الهيدروليكي وإرسالها إلى غُرف الإنعاش في المناطق الصناعية التي كانت تأخذ على عاتقها مسايرة الزبون وتلبية رغبته بتركيب القطع الأصيلة لآلية هي بالأساس تحتاج لعمليات صهر وإبعاد كلي، ومن ثم العودة إلى ذات المكان و(الدفع مجدّداً) لإعادة الفحص وتأمين سلامتها على المحيط لعدّة أيام ..
وهذا الوضع حتّم على الكثيرين مصاريف وأتعاب لم تكن بالحسبان، عبر خلل فني ميكانيكي، أو كهربائي قهري، وبالنسبة لشركة دُروب، الغمّاز بات من الضروريات، وكذلك جودة الإطارات والدوزان والعوادم وزيوت الفرامل وغيرهم.
وهذا المشهد يأخذنا بالحال إلى السيارات الحكومية وهي تشبه القوافل، طبيعة أعمالها المشاغبة لم تترك من بدنها أي شيء سليم، فهل سيسري عليها هذا الواقع، أم أن أنفاس تلك المركبات وأوضاعها الفنية ستكون ضمن المنطق السليم، وستكتفي الدُّروب بمعاقبة من سوّلت له نفسه الحفاظ على سيارته القديمة، على مبدأ الزوجة الأولى التي باتت عجوزاً ومن الضروري استبدالها بصبية يافعة؟!.
ملاحظة.. ظُهور سريع على الأرقام (النمر) الجديدة في الشوارع، وهي تُشبه كثيراً الغربية والخليجية.. هل نشاهد فحص خاص لهذه الآليات العتيقة، ريثما يتم العمل على إصدار مشروع لاستبدالها بأخرى جميلة.

سليمان حسين

تصفح المزيد..
آخر الأخبار