الوحدة: ١-١١-٢٠٢٤
مع النيران المشتعلة بريف اللاذقية الشمالي وغيره.. يظهر حجم الخلل والعجز وتظهر الحقائق، ومع اشتداد سعير النيران وتوسع رقعتها وبداية البحث عن حلول وبدائل حلول، يجب أن تكون هنا نقطة البداية، فما بحثنا عنه ولم نجده وجب أن نؤمنه، ومن طلبنا عونه ومساعدته ووقف عاجزاً أمام التلبية والتفاعل بالعمل وجب عزله، ومن اشتبهنا بضلوعه ولو بعقلة إصبع بأي خلل وجبت محاسبته.
نيران كانت شرارة اشتعالها، كما ذكرت مصادر من قرية المشيرفة، بقطع أسلاك كهرباء لتشتعل لتمتد النيران بمناطق وعرة وتأكل مساحات كبيرة تزداد مع اشتداد سرعة الرياح.
كل عام في نفس الفترة تواجه غاباتنا خطر الحرائق، وفي كل عام تحذر منصة الغابات والحرائق من خطر نشوب النيران، ولكن مع كل ما يؤخذ من إجراءات احترازية لتلافي الحرائق من قبل الجهات المعنية، نواجه نفس السيناريو بحرائق تأتي على مساحات شاسعة من غاباتنا، لنقف ونتأمل بمدى العجز الذي نحسه عند التعرض لحريق كان متوقعاً بمنطقة جبلية وعرة أو حتى سهلة بالتعامل مع جغرافيتها.
وهنا دعونا نطرح بعض الأسئلة التي نريد من يجاوبنا عليها:
أين منظومة الإطفاء الحديثة الكاملة التجهيزات والمعدات بآلياتها الكافية لمنطقة جُلّها غابات جبلية، مع كامل الاحترام والتقدير للعناصر البشرية المجاهدة بصدورها العارية من ألبسة واقية للنيران؟
أين دور الوحدات الإرشادية لمديرية الزراعة المنتشرة في كافة مناطق وقرى المحافظة لإرشاد المزارعين وسكان الريف عن طريقة حماية أراضيهم وغاباتهم من خطر الحرائق، ووضع الأسس المجدية والمقنعة لتحمل المسؤولية؟
أين دور مؤسسة المياه والري لإنشاء خزانات مياه تجميعية توضع وتُنشر في الغابات لاستخدامها حال حدوث الحرائق؟
أين دور شركة الكهرباء بصيانة وتأهيل خزانات الكهرباء وأشرطتها وأعمدتها المتواجدة بمناطق حراجية، أو بين الغابات والمزارع والبساتين لمنع وتفادي إطلاق شراراتها التي بالغالب ستكون شرارة اشتعال الحرائق؟
أين دور المجالس المحلية والمجتمع الأهلي بالتشارك لحماية الغابات والغطاء النباتي؟
أين دور مديرية الزراعة والحراج واستصلاح الأراضي بشق طرق وخطوط النار وزرع أشجار مقاومة للنيران؟
أين ضمير العامة من الإحساس بالمسؤولية وعدم رمي مسببات النيران في الغابات وعلى الطرقات التي تنتشر على جوانبها الأشجار والأعشاب؟
أين الطيران المختص بإطفاء الحرائق؟
أين وأين وأين…؟
ما نواجه الآن أمر جلل، بخروج النيران عن السيطرة وجبت المحاسبة ووضع الخطط المجدية لتلافي القادمات.
ميساء رزق
تصفح المزيد..