الوحدة:27-10-2024
لا يزال النقاش محتدماً ومثار أخذ ورد بين المزارع الذي يفكر باستبدال أشجار الحمضيات بزراعات استوائية، وبين رافض لهذا التوجه.
وهنا نجد أننا أمام رأيين متناقضين من وجهة نظر علمية أولاً واقتصادية ثانياً.
وقبل الدخول في تفاصيل الرأيين، لا بد من الإشارة إلى نقطة في غاية الأهمية وهي أن المشكلة الأساسية التي دفعت المزارع لهذا التوجه هي مشكلة عدم وجود آلية تسويق مناسبة، ولو تم فعلاً فتح أسواق خارجية للحمضيات أو إنشاء معامل عصير وصناعات غذائية تصديرية، كونها هي الحل والمخرج، لما تم التفكير باستبدال الحمضيات بزراعات أخرى.
أحد المزارعين المخضرمين يقول: منذ سنوات تم التوجه إلى زراعة نوعين جديدين من الحمضيات، لم يكن المزارع المحلي يعرفهما سابقاً، وهما الكريفون وأبو ميلو، وقد تسابق عدد كبير من مزارعي الحمضيات لشراء غراس هذين الصنفين على حساب اقتلاع أصناف محلية من الحمضيات، ولم تكن الفكرة مجدية، ولكنها شهدت رواجاً في حينها كونها جديدة، وبدا الطلب عليها مقبولاً وكانت أسعارها أغلى من الأصناف المحلية الأخرى، وطبعا كان السبب قلة العرض.
ووفقاً لمبدأ العرض والطلب، ومع كثرة إنتاجها ووفرتها، انخفض سعرها ودخلت مع باقي أصناف الحمضيات دوامة ضعف التسويق.
وهكذا يرى كثيرون أنه في حال التوجه إلى زراعة الفواكه الاستوائية بقوة ستصل إلى مرحلة الكساد التي تشهدها الحمضيات، وسينخفض سعرها لما دون تكلفة الإنتاج، ناهيك عن كونها قد لا تتلاءم مع البيئة الساحلية وتعتبر غير مناسبة صحياً وغذائياً مع المستهلك المحلي، كونها كثيرة العصارة ومنطقتنا تشهد زيادة في الرطوبة، الأمر الذي قد يؤدي إلى مضاعفات صحية.
هلال لالا