العدد: 9283
3-2-2019
بإشراف مديرية ثقافة اللاذقية، والمركز الثقافي العربي، قامت الباحثة ازدهار محمد ناصر بتوقيع كتابها رؤية سيميولوجية الفائز بالمرتبة الأولى لفئة الدراسات والأبحاث في مسابقة شاعر وأديب النيل والفرات على مستوى الوطن العربي.
وقالت الباحثة في مقدمة بحثها: قال ديكارت (أعطني نقطة لأبني عليها حقيقة)، فدراستي كانت مجرد نقطة ابتدأت عندما كنت صغيرة استوقفتني ذرّة غبار لامعة وأخواتها تسبح في مسار لحزمة ضوء شمس قد تسللت من ثقب فوق الباب، ونملة دؤوب، كنت قد وضعت لها عراقيل كثيرة في طريقها، ولاحظت أن تلك العراقيل لا تثنيها عن متابعة طريقها فتدور حول المشكلة وتتابع نحو الهدف دون كلل أو ملل. وتابعت : أشياء كثيرة استوقفتني في مراحل حياتي فكلما ازددتُ علماً ومعرفةً ازداد تساؤلي إلى أن شغلني سؤالان هامان في بحثي هذا، وهما قضية الخلق الإلهي وماهيته ومرجعيته للإله والخلق البشري ما نسميه الإبداع وعلاقته الوثيقة وتأثره بالمرجعية والعودة إلى الإله عن طريق المعتقدات، وجوابي لنفسي دائما سبحان الله كيف هذا وكيف ذاك ؟ إنّها قدرة الله وإنّ لله في خلقه شؤون لا نعرفها ولكن نعتقد بها، فالعقل لا يقبل إلاّ ما فيه حسب مفهومه والحالات المحيطة بانعكاسها على سلوكه بشكلٍ أو بآخر.
مشيرةً إلى أن قصص التاريخ كثيرة فهناك التناقض في كل شيء فالحياة مبنية على التناقض بين خير وشر، ذكر وأنثى، سالب وموجب، مؤمن وكافر…الخ فلولا الشر ما عرفنا قيمة الخير، ولولا الحركة والضجيج ما عرفنا قيمة الصمت، والسكون إذاً التناقض هو السر، حتى في آلية تفكيرنا يبقى الدماغ يعمل على التفكير ما بين الماضي والمستقبل وينسى أن يستقر في الآن في اللحظة ويتنعم بها ويحمد الله على نعمه، دائماً يشغله المزيد والجمع والمقتنيات ثم يتركها لغيره ويرحل عن هذه الدنيا المقر وليست المستقر .
وتعرف الباحثة السيميولوجيا حسبما ذكرت، تدرس ما هو لغوي وما هو غير لغوي وتتعدى اللفظ والمنطوق إلى ما هو بصري كإشارات المرور ولغة الصم والبكم و الشيفرة ولقد تعددت الاتجاهات والمدارس السيميولوجية في المجال الفكري الغربي أهمها: سيميولوجيا بيرس وسيميولوجيا الدلالة وسيميولوجيا التواصل وسيميولوجيا الثقافة منها المدرسة الإيطالية (اومبرتو وروسي لاندي والمدرسة الروسية تارتو).
ومصطلح السيميولوجيا من حيث المصطلح ينتمي للفرنسيين بكل ما هو نظري بفلسفة الرموز وعلم العلامات وفرمولوجيتها الشكلية وفي صيغتها التصورية العامة، تقابلها نفس الكلمة عند الأمريكيين مصطلح السيميوطيقا، وحصرها العلماء في ما هو نصي وتطبيقي وتحليلي . وبشكل بسيط بأنها هي علم إشارة الذي هو منهج علمي مائة بالمائة يشبه الرياضيات نستطيع أن نتوصّل من خلاله إلى نتائج مذهلة والسيميولوجيا هي بديلة لكلمة (النقد بعد السبعينيات) حيث كانت كلمة النقد هي السائدة قبل هذا المنهج ويستند هذا المنهج على ذاتية المحلل وما يملك من أدوات معرفية، أيضاً يستند على مفهوم العلاقة بشقيها الدال والمدلول ثم مرجعيتها إلى الواقع.
وبلغ عدد صفحات الدراسة (80 ) صفحة وتقسم هذه الدراسة إلى قسمين، نظري وعملي هما: القسم النظري سرد نظري لما يتضمن العنوان والتعريف به وشرح عملي مفصل مع الأمثلة. والقسم العملي: تطبيق عملي للمحتوى من خلال تحليل بعض القصائد لشعراء معروفين معاصرين عن طريق الفيسبوك، وتحليل بعض اللوحات. يُذكر أن الغلاف يحمل صورة لوحة بريشة الأديبة التشكيلية ازدهار محمد ناصر.
رواد حسن