دبلوماسـيته.. في العمل وخارج أســـوار البيـت!

العدد: 9384

10-7-2019

مزاجه كموج البحر يلطم باب البيت، يرتفع سقف صوته، وتشتد وتيرة عنده ونكده، وخارج أسوار البيت وحيطانه حيث الوظيفة والعمل ينخفض نبض انفعاله، ويصفو فؤاده، وتحلو صورته، فيبدو رومانسياً مبتسماً متفاهماً، وتحسدني عليه كل الصديقات والجارات، أين الحقيقة في هذا الكلام، وهو لإحدى الزوجات؟ وهل كل الرجال على هذا المنوال؟ أم أنها حكر على بعضهم دون غيرهم؟ وكيف تستقيم الحياة مع رجل من هذا النوع؟ وهل بإمكانك سيدتي تغيير طباع زوجك؟

في استطلاعنا نسمع آهات زوجات يروين قصصهن وحكاياهن، ويرسمن فيها صوراً حقيقية للرجال..
* نيروز شريبا، موظفة: يريد الرجل من زوجته أن تكون عاقلة ومجنونة، اجتماعية ومنعزلة، وكل النساء في نظره جميلات ما عدا زوجته، والتي يريدها امرأة عصرية منفتحة للحياة، تواكب أحدث صيحات العصر في الموضة والانطلاق بالتقليعات، وفي نفس الوقت يريدها مثل جدته، ومن هنا تنقطع حبال الود والتفاهم، لأن الواقع شيء والخيال شيء آخر، وهذه الازدواجية في التعامل تنعكس أيضاً على علاقته بأفراد أسرته، فهو تمثال حجري في البيت ينظر إليهم بصمت، ويسد طريق المناقشة وفرص الحوار، أما في عمله ومع الأخريات فهو منفتح لأقصى حد، يتساير مع هذه ويمازح تلك، وتسقط كل أحجياته والحواجز أمام زميلاته، وعندما يعود للبيت تنقلب ملامحه وتفاصيله، فيكتنز وجهه بالكآبة، ولا يطيق سماع حتى صوت ابنه، فكيف بصوت زوجته؟
* ندى رجوب، موظفة: الرجل بحكم طبيعته يميل إلى التعددية في رؤيته، وقلبه يتسع للكثيرات منهن، لذلك لا توجد قاعدة ثابتة لما يريده الرجل بالضبط، فهو يريدها ست بيت وسيدة مجتمع في الوقت نفسه، وعواطف الرجل المتحركة هي التي تقوده إلى التناقض، وعلى المرأة أن تدرك ذلك لتحسن التعامل معه، وأول ما يجب على المرأة أن تساعد زوجها فيه بأن يفهم نفسه حتى يستطيع أن يوازن بين ما يريده وما لا يريده والهدف منه.
* سناء جديد، معلمة: طباع زوجي مثل جبل الجليد لا أرى منه غير القمة، أما الأعماق فهي غائرة وقد احترت باكتشافها، إذ فشلت تماماً في توقع تصرفاته، فهو يريدني متزنة دائماً، بينما تبهره المرأة المتحررة، يعمل المستحيل لأجل أن أترك عملي، وفي الوقت ذاته يطري على عمل زميلاته وجمالهن ورقتهن، يريدني بلا ماكياج ليلهث وراء أخرى وجهها لوحة ملونة بأحدث صباغ الماركات العالمية، حائرة ولا أعرف بالضبط ماذا يريد؟ فهو متناقض حتى في مشاعره، عنيد وجاد وحاد الطباع، لا يقتنع بسهولة، أما في المكتب وكما ثرثرت في أذنها إحدى الصديقات: هو مبتسم دائماً ومتفاهم مع الجميع، ليحسدها عليه جميع الموظفات اللاتي يعملن معه على رقته ودبلوماسيته، ومرحه الدائم وصدره الرحب، فتأملي يا رعاك الله.
وللأزواج رأي أيضاً
* الأستاذ نضال، طبيب أسنان: النساء أنواع وكذلك الرجال، الرجل متقلب المزاج ليس بالضرورة هو الرجل القاسي العنيف، فقد يكون متقلباً، ولكنه في الوقت نفسه يتقبل الرأي الآخر، ويناقش خصوصاً ضمن إطار أسرته ليعيش بعض السلام، وقد يكون عنيداً أو صعب المزاج لا يتغير ولا يتبدل، وهؤلاء بالطبع من أرهقتهم الظروف المعيشية وشؤون العمل، وهنا يأتي دور المرأة لجعل رجلها إنساناً متجاوباً مع عائلته، وذلك بالتسامح والتشاركية بالأعباء والمسؤوليات، والحب الذي يزيل كل الرواسب والخلافات ويغير الطباع وما كانت به النفوس.
* السيد مجد علي عبد الله، مهندس: ما يحدث لا يمثل ظاهرة، حيث الرجل مطالب بأن يكون في العمل إنساناً مختلفاً، ويضطر أحياناً أن يلبس قناعاً، لا يعكس شخصيته الحقيقية حفاظاً على المظهر العام، خصوصاً ونحن نعطي أهمية كبيرة للمظاهر والجماليات والكماليات، أما في البيت فليس مطلوباً منه أن يرتدي قناعاً، وفي الواقع الرجل مغدور، فالكلام مع الزوجة يحاسب عليه، ولذلك يحسب لكلمة ينطقها ألف حساب ليجد زوجته تفسر كلامه بمعان وأشياء ليست في ذهنه، وتجعله يندم على أنه فتح قلبه لها، وأخبرها بمكنونات نفسه أو أسرار عمله، وإذا ما تحدث مع امرأة أخرى في أي شيء أو حتى في أمور العمل، تتهمه بأنه متناقض، ويعيش معها بوجه وخارج بيته له وجه آخر، وهي لا تدرك أنها السبب في ذلك.
* الأستاذ علي كحيلة، علم نفس: يجيب على سؤال طرحناه: هل تستطيع الزوجة أو الزوج تغيير طباع شريك حياته، فيجيب بقوله:
حسب الدراسات فإن القضية لا تتعلق بشخص واحد فقط، فإذا كان الزوج يلح على زوجته شيئاً بعينه، فذلك يعني أنه يوجد أمر ما عند زوجته يدعوه لذلك، وإذا كانت الزوجة تفعل ذلك فهذا يعني أيضاً أن شيئاً ما فيه يشجعها عليه، ولكن إذا ما تمكنت المرأة أن تنظر إلى المشكلة على أنها قضية أخذ وعطاء، وليست جدلاً وشد حبل، عندئذ تستطيع أن تتعلم كيف تساهم في حل المشكلة، والشيء نفسه يقال للزوج، وهو كفيل بنشوء صلات أعمق وأرسخ بين الزوجين، تؤدي إلى التفاهم البناء والصادق طوال العمر.

هدى سلوم 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار