العدد: 9382
8-7-2019
إسماعيل واحد من الكثيرين الذين اختاروا الرصيف مصدر رزق لهم بعد أن شردتهم الحرب من بيوتهم .. يبحثون عن مصدر رزق وفرصة عمل.
في مدينة طرطوس التي احتضنت الاَلاف من أبناء محافظات القطر، جاء من حلب الصامدة يحط أوجاع تشرده، يتكئ على جدران دافئة آمنه بنتها علاقات طيبة مع أبناء المدينة في طرطوس حتى صارت قلوبهم تنبض معاً، يواجهون وجع الحرب..
على هذا الرصيف وضع إسماعيل عربة الخضار بعد أن تم تسريحه من الجيش العربي السوري بنسبة عجز 40 % بالمئة يبيع الخضار وبعض الفاكهة ليحمي عائلته من الجوع..
يقول إسماعيل: استطعنا الهروب من بطش المسلحين بعد أن خسرت كل أملاكي وقدمت من حلب إلى طرطوس مع زوجتي وأولادي، وقد التحقت بالجيش العربي السوري إلى أن تم تسريحي بعد إصابتي وإجراء عمليتين جراحيتين في العمود الفقري، وعلى شارع الثورة عند تقاطع شارعين وضعت عربتي لأبيع الخضار والفاكهة..
كل يوم من الصباح الباكر حتى بعد ظهر لأؤمن اَجار منزلي المؤلف من غرفة واحدة وأطعم أفواه أولادي الثلاثة…
يقول إسماعيل: بيتي تهدم في مساكن هنانو بحلب وتهدمت معه كل الذكريات الجميلة وأحلام المستقبل الشاق.. لم يعد لدينا لا حلم ولا طموح إلا أن نعيش يومنا بأمان بعد أن تشردنا وتدمرت حياتنا.. ورغم الوجع نعيش مع أهلنا في طرطوس بهدوء..
أنا والكثيرون لا قدرة لنا على دفع اَجار محل تجاري بالمدينة وأكثر ما نعانيه كل يوم جولات البلدية وتنظيم الضبوط.. وللأسف هذه الحملات لا تشمل كل العربات والبسطات كأن الوجع مصير محتوم..
لا يوجد لدي إمكانية الاستئجار ولولا الضيق والحاجة للعمل لا رغبة لنا بالمخالفة.. نتمنى مراعاة ظروف أعمالنا فأرباحنا غير قادرة على تغطية الأجور وتعليم الأولاد..
الحرب جعلتنا محكومين باليأس.. نحن الفقراء لقمة العيش وتأمين حياة كريمة من دون ألم هدفنا..
زينة هاشم