الوحدة 17-8-2024
بعد أن كان مسرح خيال الظل يلتقط أنفاسه الأخيرة ويدخل في مرحلة الاندثار، تنبه مجموعة من الشباب لهذا الموضوع وبدأوا بالعمل لإعادة إحياء هذا الفن، الفنانة التشكيلية رلا أسعد والفنانة رزان حسن أول من عمل في هذا المجال في بانياس.
الوحدة التقت الفنانتين وتحدثتا عن تجربتهما:
* قالت الفنانة التشكيلية رلى أسعد: مسرح خيال الظل عبارة عن إضافة مقلوبة أصلها ظل الخيال شاعت للفت النظر والاهتمام، ويطلق عليها أيضاً طيف الخيال أو خيال الستار، وأيضاً هو نفسه مسرح كركوز وعيواظ، هو فن تمثيلي تفاعلي شعبي شاع منذ قديم الزمان كوسيلة ترفيه أساسية للناس، كما أنه مسرح شعبي قوامه تحريك مجموعة من الدمى المتمفصلة في الرأس والأيدي والأرجل المصنوعة من الجلد المضغوط أو الورق المقوى من وراء ستارة رقيقة بعد إطفاء الأنوار في قاعة العرض وتسليط الضوء على الدمى بحيث تظهر ظلالها للمشاهدين، ويدعى الشخص الذي يقوم بتحريك هذه الدمى بالمخايل، وأضافت: منذ فترة قريبة، وبحكم وجود وسائل الترفيه الكثيرة كاد أن يندثر مسرح خيال الظل، لذلك تم تنظيم مجموعة مخايلين لإحياء هذا التراث اللامادي كونه جميلاً ومؤثراً وله دور كبير والكثير من الإيجابيات، وعلى الرغم من قدمه إلا أنه هام لكل الأعمار.
وبالفعل قامت ورشات تدريب لتخريج عدد من المخايلين، وتضمنت الفترة التدريبية تمارين صوت، تمارين التأليف والكتابة، تمارين التمثيل والتلوين الصوتي لإبراز المواقف.
ونوهت إلى أن العروض انطلقت من محافظة طرطوس، وأقيم عرض فريق ظلال طرطوس بإشراف الفنان عمار حسن واستمرت العروض بفضل التأثير الإيجابي للمسرح.
أما عن المسرحية التي قدمتها قالت: المسرحية التي قدمتها بعنوان “سمك” وهي مستوحاة من تراث البيئة البحرية، تحكي عن صياد وطفلة ذكية تحب الأسئلة واستكشاف البحر فكانت تنتظر الصياد لتمطره بالأسئلة، وبدوره كان يجيب على أسئلتها بمحبة وسعة صدر بمواقف طريفة ما بين فهم الطفل ومزجه للمعلومات بخياله الواسع مع إدراج للعناصر الموجودة في بيئتنا البحرية، وكان الهدف منها كسر القيود الوهمية.. القيود التي تخص الأطفال واليافعين وكبار السن أي الإنسان بكافة مراحل حياته، لأن القيود الوهمية التي يفرضها الإنسان على نفسه هي من صنع الإنسان ويجب عدم الاستسلام لها، وأضافت: التفاعل كان رائعاً خاصة أن الشخصيات كانت توجه الحديث للمتلقين وتبدأ بحوار جديد غير مخطط له، وبالتأكيد الدراما لها تأثير سحري في العقول بكل المراحل العمرية، فأي مشكلة سلوكية يمكن حلها عن طريق المسرح، لأن أصل أي مشكلة هو ترتيب الأفكار والتعامل الذهني مع المشكلة لأن الإنسان دائم الحوار مع ذاته، فعرض المسرحية هو ولوج إلى ذات الشخص وتفكيره وإضافة العنصر الواعي والحكيم مع تسليط الضوء على النقاط الإيجابية والطريق الأفضل لحل المشكلة.
* وبدورها قالت الفنانة رزان حسن: مسرح خيال الظل عبارة عن مسرح تفاعلي يعتمد على شخوص تصنع من الجلد وتعرض من خلال المسرح وتحمل بواسطة عصا وتحرك من خلالها فهي عبارة عن دمى متحركة، وأضافت: مسرح خيال الظل من التراث السوري اللامادي وكان منتشراً سابقاً، وفي الفترة الأخيرة هدد بالزوال ولكن تابع الأستاذ محمد الحلاق في هذا المجال ليمنع زواله، ونوهت حسن إلى أنها خضعت لدورة في طرطوس لإحياء هذا التراث من جديد، وتم إحداث فريق مخايلين طرطوس.
وأكدت أنهم استهدفوا الأطفال ليترسخ في ذهنهم هذا الفن ولإحياء هذا المسرح وتعليمهم مبادئه، وقالت: بدأنا بالمدارس العامة، ثم دخل كعنصر أساسي في النشاطات الصيفية في النادي لتوصيل الكثير من الأفكار للأطفال كالأفكار التعليمية الثقافية التربوية، لأن الطفل يتعلم من خلال المسرح بشكل أسرع وأسهل، وتم اختيار قصص فيها عبرة أو قصص فيها معلومات معينة كمسرحية تعريف الأطفال عن أهمية النظافة الشخصية والحشرات الضارة والمفيدة، وأكدت أن الأطفال أحبوا المسرح وتفاعلوا معه وترك أثراً جميلاً لديهم، ولذلك قمنا بتجهيز شخصيات قصص يختارها الأطفال ليقوموا هم بتأديتها.
أخيراً قالت: من خلال هذا المسرح يمكن إيصال أي فكرة للأطفال، ونهدف لاستمرارية هذا العنصر مع العلم أنه منتشر في طرطوس وفي جزيرة أرواد، وحالياً يتم العمل في طرطوس، ونعمل على الانتقال إلى ريف بانياس، لأن مسرح خيال الظل يتميز بأنه سهل الحمل والتنقل والشخوص يمكن نقلها بسهولة، وأفكاره لها تأثير كبير.
رنا ياسين غانم