وجهة نظر

العدد: 9381

 الأحد-7-7-2019

 

 

لطالما في البحث والتقصي يتم الوصول إلى حقائق الأمور والوقوف على جوهرها، إلا أننا لا نكترث بهذا الشأن.. ولا بمن يبحث ويسعى للوصول إلى الجوهر، ووضع كهذا يبقينا على ما نحن فيه من دون تطور، أو خلق فكري وتقدم حضاري نطمح إليه، ولا يحقق إنجازات حقيقية في معالجة كثير من القضايا الجارية أو العارضة.. وبذلك نكون مستهلكين لما ينتجه الغير، أكثر من أن نكون منتجين، فاعلين.
لا شك أن هناك أسباباً تقف تجاه ذلك، داخلية وأخرى خارجية، قد يهمّ البعض في الحديث أو البحث والعمل في إنجاز وحلّ بعض المسائل والقضايا، لكنه قد يجد ويرتسم أمامه وجه أو أكثر عابس، زاجر، يشير أنْ اسكت، فهذا ليس من شأنك، لا تفعل ذلك.. حتى أن البعض مثلاً ممن يجد في الكتابة متنفساً، يلجأ إلى اللغز والرمز متفادياً الحواجز والموانع والأبواب الموصدة أمام أفكاره، أو كيلا تفسّر وتتهم بعدم الأصالة والوطنية أو السطحية.
هكذا قد تجد نفسك في حيرة أو ربما ضياع عند محاولتك تمييز الغث من السمين، والوصول إلى الحقائق ومواجهتها سافرة، خوفاً من أن يؤدي الأمر بصاحبها والباحث عن جوهرها إلى أماكن قد تكون الآخرة..
من القناعة والحقيقة والصدق مع النفس، أن ما من أحد إلا ولديه مشاكل وأخطاء وفي محيطه مخطئين، إلا أن لديه المقدرة أيضاً على معالجة الأخطاء وإيجاد الحل لها إن أراد.. ولن يبدو الأمر صعباً إذا حاول.
بالموضوعية والعلمية والحوارات الناضجة المسؤولة نصل إلى الصواب.. ويمكن عند ذلك حمل القضية والتصدي للمسؤولية بأهلية وكفاءة.. والعاقل يعلم أن أحداً غير معصوم عن الخطأ وأن معالجة ما يقع من أخطاء خير ودليل سعة أفق ورغبة صادقة في خدمة الفرد والمجتمع، هذه وجهة نظر.

بسام نوفل هيفا

تصفح المزيد..
آخر الأخبار