من شــاطئ المحــبة … إبحـــار في أعمــــاق الشـــــعر والشاعــرة بدريـــة إبراهيـــــم

العدد: 9381

 الأحد-7-7-2019

 

 

الشعر ذاك المدى الذي تختلف فيه مقاييس الكلمات لتصير لوائحٌ ترتسم عليها وشاحات مختلفة، تتزنّرُ بعبق أرواحها، وهو الزمن الذي يسافر ضاراً عرض الحائط بتراتبيّته، هو ذاك العبير الذي يفوح حتى مع الألم … ولو لمْ يكن كذلك لما وجد منذ أن وجد الإنسان وخاطب به الكون، حكى به أرضه ووطنه وأسرته وأصدقاءه وعشقه، فالشعر صوتٌ و صدىً حقيقي للعقل الإنساني عبر مسير تاريخه، تعجنه الظروف والمحطات ويقولبه فكرٌما ليصير في محطة أيقونة على صفحات بشرية عديدة، نعم إن الشعر هو الرصيف الذي نقف عليه نتأمل برهة ونسير برهة، عندما نختار طرقاتنا بعناية تارةً وبعبثية تارةً أخرى، لكنه في المحصلة هو ذاك السهم الذي يولد مع النهارات ولا يغفو مع الليالي، يعانق الأفئدة في حلمٍ ويصيّره حقيقة، وتتوه المعاني بينهما في شغف دؤوب، يلوّن الحقيبة الإنسانية، التي تتنقّل على بحور وشطآن …الشعر حاجة ملحّة، ولو لمْ يكن كذلك لما استمرّت رداءاته المختلفة، التي تدفئ دائماً تلك الليالي الباردة، ولما استمرت موسيقاه بالشذا …الشعر سيبقى تنهيدة الشمس على ظلالها.. وذاك اللقاء الأبدي بين الموج وشواطئه.. لن يهدأ ما دامت تلك الروح تبحث عن الحقيقة ..
من شاطئ على بحر السلام والمحبة كان لنا حوار مع الشاعرة بدرية إبراهيم عضو الأكاديمية العالمية للسلام والمسؤولة عن فرع سورية ولأن لها على شراع الشعر دواوين شعرية عديدة وتحمل راية الشعر على كل الأرض السورية ومنابرها، تنثر شذى المحبة والسلام وفي إبحار سريع نقف يملؤنا السؤال:
* بين الفعل العفوي للشعر وفعله الواعي … كيف يحتضن هذان المفهومان بعضهما على بحور القصيدة؟
– في الشعر مطلوبة العفوية أحياناً كي تبدو الصورة الشعرية جميلة في عين القارئ لأن الخيال أقرب إلى العقل وأحياناً يجب أن يكون الوعي والإدراك موجودين في القصيدة لأن لكل منهما ناسه ومعجبوه وفي كلا الحالتين يكون التنوع والإبداع وتتوزع جمالية القصيدة وأبعاد الكلمة ومساحتها وبذلك تلبي أذواق الأغلبية.
* متى كانت البداية لك مع الشعر، وكيف كانت ترجمته الفعلية وإطلاقه خارج ذاتك؟
– حكايتي مع الشعر كانت عبارة عن خواطر وإحساس بحالة ما وقد تجلت هذه الخواطر وتبلورت وأصبحت عبارة عما يشبه القصيدة وتبلورت بعد أن نلت تشجيع بعض الشعراء ودعمهم بالكلمة ومنحي ثقة في أن أصوغ الكلمات لتولد قصيدة ذات معنى ومغنى وتعجب من يستمع إليها.
* ما إصداراتك الأدبية، وأي نوع منه أقرب إليك؟
– إصداراتي هي عبارة عن ٢٦ ديوان زجل وثلاث باللغة العربية الفصيحة وجميعها فيها موافقة التداول.

 

* في زمن الصورة التي صارت تحسب بأجزاء من الثانية، ما موقع الشعر والقصيدة فيه، وأين يقف؟
– لقد طغت الصورة على الكلمة في بعض الأحيان ولكن للكلمة منزلتها والتي لا يمكن الاستغناء عنها فالكلمة هي وسيلة التواصل بين البشر ولا مانع من اجتماعهما معاً وخاصة في الشعر والقصيدة لتبدو في حلة جميلة وتوضح كل منها ما الأخرى فترافقهما شيء جميل.
* يتهم الشعر العربي بأنه شعر إما بكائي أو غائص في الأمجاد الماضية، ما رأيك في هذا، وكيف تقيمين الطرح الشعري العربي؟
– الشعر هو وسيلة لتوضيح حالات يمر بها الإنسان لقد كان الشعر في الماضي شاملاً فمنه
البكائي والتغني بالأمجاد والمديح والعكس ولا ننسى حالة الغزل والذي وصل إلينا وما زلنا نتغنى به ونطرب لسماعه فنحن أناس محافظون على الماضي ونتغنى به.
* حدثينا عن أكاديمية السلام العالمية، وكيفية انتسابك لها، واختيارك المسؤولة عنها في سورية؟

– أشكرك على هذا السؤال إن أكاديمية السلام تأسست في ألمانيا هامبورغ مديرها الدكتور الرسام جان حمو جان وهو سوري الجنسية أهدافها السلام التسامح والمحبة تضم نخبة من المثقفين عملها ثقافي إغاثي بعيدة عن السياسة والدين والعرق لها فروع في ٢٠ دولة من العالم، وقد تم اختياري ممثلة للأكاديمية كمديرة مكتب في سورية من خلال الدكتور جان حمو والهيئة الإدارية فيها.
* ما الفعاليات التي تقومون بها؟
– طبعاً الفعاليات كثير منها نشاطات ثقافية منفردة أو بالتشارك مع بعض الجمعيات الثقافية إضافة إلى توقيع برتوكولين مع شبكة حقوق الإنسان في سورية أحمد خازم والآخر مع جمعية الصداقة والثقافة السورية جوزيف بشور في طرطوس وقد قمنا بمنح شهادات دكتوراه فخرية لعدد من الشخصيات المهمة في القطر وشهادات شرفية عليا إضافة إلى شهادات شكر وتقدير للجرحى.
* ما الصعوبات التي تواجهونها ؟
– بما أننا نعمل في مجال الثقافة ونشر ثقافة المحبة والتسامح والتآخي في المجتمع وتحت سقف الدولة ولمصلحة الإنسان السوري فنحن سوريون وتحت راية سورية ونقف مع الجيش وخلف القيادة الحكيمة فلا صعوبات ولكن نتمنى أن نحصل على ترخيص رسمي من وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، أو أي جهة رسمية .
* ما مشاريعكم في القادم، وما المأمول على المستوى القريب والبعيد؟
– طبعاً نسعى كما كل سوري شريف يخاف على مستقبل سورية لنصل بها إلى بر الأمان والتخلص من الإرهاب وعودة الأمن والأمان كما كنا سابقاً سورية موحدة تحت قيادة السيد الرئيس بشار الأسد ونشر ثقافة السلام والمحبة والتآخي والعيش المشترك أما الهدف البعيد أن تكون سورية في مقدمة الدول في جميع المجالات .

سلمى حلوم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار