الوحدة :12-8-2024
يؤكد خبراء البيئة أن ارتفاع درجات الحرارة يستدعي مضاعفة المساحات الخضراء، وعندنا يحدث العكس تزداد مساحة التصحر في الريف والمدينة، فحرائق الغابات نالت من الغطاء الأخضر الحراجي ما نالت، والاختبار الخاطئ لنوعية الأشجار المزروعة في المدينة أدى بشكل غير مباشر إلى شبه التصحر، حيث ضرب المرض معظم أشجار النخيل التي تمت زراعتها في الجزر الوسطية والمنصفات، الأمر الذي دفع المعنيين إلى قطعها بكل بساطة.
في المقلب الآخر ثمة أشجار يوصى بها للتخفيف من الحر، وما يمكن أن تقدمه من فوائد للوسط المحيط وكان لدينا الكثير منها، ولكن معظمها تم قطعه وبعضها أصبح من الأشجار القليلة والنادرة، نذكر من هذه الأشجار: شجرة التين وهي من الأشجار القليلة التي تنمو بشكل جيد داخل المنزل وتحافظ على الهواء داخل المنزل بشكل رطب ومنعش، ويزيل بعض السموم الشائعة من الهواء، هناك أيضاً نبات الصبار الذي كان ينتشر بشكل طبيعي كسياج حول البساتين، وهو إضافة لكونه ثمرة مفيدة ويلطف الجو فهو يقلل كثيراً من خطر الحرائق حيث يقف حائلاً أمام امتداد الحريق في البساتين أو الغابات، كما يمكن زراعته منزلياً أو ما يعرف بأولوفيرا، ويستخدم في الوصفات الطبية والتجميلية ووجوده في المنزل يعمل على تنظيم درجة الحرارة، ويتطلب بعض العناية، ولا يحتاج للماء إلا عندما تجف التربة وتتشقق قليلاً قى فصل الصيف، أما في فصل الشتاء لا يحتاج للماء سوى مرة أو مرتين فقط، لكنه يتطلب الكثير من الضوء وأشعة الشمس بالقرب من النافذة.
نذكر أيضاً شجرة العناب وهي من عائلة نبات السدر و هي شجرة قوية تتحمل الجفاف وارتفاع درجات الحرارة، مذاق ثمارها مزيج بين التفاح والنبق، وهناك أيضاً شجرة الياسمين التي عمد أجدادنا الى زراعتها في كل مكان.
وفي النهاية نقف لنسأل عن حملات التشجير للمناطق المتضررة، وأين هي أشجار السرو والصنوبر والبلوط التي يمكنها امتصاص الكربون بشكل فعال وزيادة الأوكسجين في الجو كما تعمل على تنقية الهواء وتنمو بسرعة في مختلف المناطق؟
هلال لالا