الوحدة: ٢-٨-٢٠٢٤
ضمن أنشطتِه النوعية أقام فرعُ اتحاد الكتاب العرب باللاذقية ورشةَ كتابة السيناريو في مقر الفرع.
حاضر فيها كلٌ من الدكتور محمد إسماعيل بصل، والأستاذ عاطف صقر.
شهدت الورشة إقبالاً ملفتاً، نظراً لندرةِ هذا النوع من الورشات، وللاهتمام المتزايد بهذا الفن.
عن هذه الورشة النوعية يقول الأستاذ عاطف صقر:
يُعتبر السيناريو من الفنون الإبداعية الهامة، وقد أصبح الكثيرُ من الأعمال الفنية السينمائية والتلفزيونية والمرئية، بشكل عام، أيقوناتٍ هامةً في التراث البشري.
ولهذه النوعية من الأعمال خصوصية إذ أنها لا تنضج ولا تكتمل إلاّ باكتمال عناصرِه: السيناريو، والإخراج، والأداء، إضافة إلى عدّة مهن مرتبطة بها، كهندسة الصوت، والإضاءة، والتصوير، والمؤثرات، والموسيقا، وما إلى ذلك،
فهي إذاً إبداعٌ جماعي، لكن السيناريو هو الأساس، الذي عليه تُبنى بقية مراحل العمل.
وقد تمّ تقسيم هذه الورشة إلى محاورَ تضمّنت جانبين: نظري وعملي.
وتم استعراض شكلانية السيناريو وأنواعه المعروفة، وطريقة تقديمه للمنتجين.
كما تمّ التعريف بتقسيم السيناريو،
الذي يتضمّن: الوصف – الشخصيات – الحوار.
وتم أيضاً عرضُ بناء القصة، وبناءُ الحبكة، وأساليبُ الكتابة، بما يتناسب ونوع العمل: (تاريخي – كوميدي – اجتماعي – خيال علمي – مغامرات …).
وتمّ توصيفُ مراحل العمل ومتطلباته، سواء في العمل الفردي، أو في ورش السيناريو.
وفي الجانب العملي جَرت مناقشة سيناريوهات شهيرة، كأمثلة، وكذلك تمّ تكليف المشاركين بكتابة نماذج سيناريو.
وقد تمّت الإجابة على تساؤلات المشاركين، وإيضاح الكثير من النقاط، والاستماع إلى اقتراحات عديدة، ربما من أهمّها إقامة ورشة أو ورشات موسعة إنتاجية ومستمرة لرفد الحركة الدرامية بالمزيد من الأفكار والإبداع، وتحويل تلك النصوص الى أعمال منجزة.
كما تمّ الإعلان عن مسابقة للمشاركين بالورشة في كتابة سيناريو قصير، و سوف يحدّد الفائزون بعد قراءة النصوص وتحليلها.
وتعتبر هذه الورشة النوعية
وورشات نوعية أخرى حاجة ضرورية للمهتمّين، لتعريفهم بفنون تخصُّصية قلّما يقام لها أنشطة كهذه.
وهي، أي مثل هذه الورشات، تقع ضمن أولويات فرع الاتحاد في اللاذقية، وستقام ورشاتٌ مماثلة لفنون أخرى في القريب المنظور.
* الدكتور محمد إسماعيل بصل:
قبل التلفزيون، وقبل الأعمال الدرامية والمسلسلات، كانت هناك السينما، وجاءت بدايةُ الاهتمام بالسيناريو مع بدايات السينما الصامتة، التي اكتشفها الأخوان الفرنسيان (لوميير) في نهاية القرن التاسع عشر.
سيناريوهات قصيرة لأفلام قصيرة لا تتعدّى الدقائقَ القليلة أو الدقيقة الواحدة..
قدمتُ في الورشة أهمَّ الأفكار المتعلقة بتقنية كتابة السيناريو، أي كيف نكتب سيناريو لفيلم قصير، وماهي الخطوات التي يجب أن نتّبعها أثناء الكتابة، وكيف على كاتب السيناريو أن يكون مثقفاً شمولياً ومطلعاً على كتابة النصوص الأدبية وبالتحديد النص المسرحي الذي له علاقة كبيرة بكتابة السيناريو، باعتبار أنّ النصّ المسرحي يرتبط بدعامتين أساسيتين، ولايجوز التفريط بهما، وهما الحوار، والمُوضِحات الإخراجية التي تعني (السيناريو)، في حين تكون مهمة الحوار حَملَ الحدث والشخصيات.
أيضاً تناولتُ الخطوات التي على كاتب السيناريو أن يتبعها بعد امتلائه المعرفي، وبعد مشاهدته لأفلام كثيرة، وبعد قراءته لنصوص سيناريوهات عديدة، وبعد قراءته للأدب عموماً، وللأدب المسرحي خصوصاً.
أيضاً تناولنا تعريف السيناريو وأقسامَه، ومِن أين جاء هذا المصطلح؟ أيضاً هيكلية كتابة السيناريو، وتقطيع المشاهد، وكيف نرسم صفحة السيناريو، التي تختلف كتابتُها عن كتابة الرواية، أو القصيدة، أو النص المسرحي، وكذلك التركيز على اختيار الفكرة، وهي الأساس، ثم صناعة الحدث، والتركيز على الشخصيات..
في العموم لمستُ شغفاً كبيراً، بمتابعة هذه الورشة، لدى المشاركين، الذين لديهم مخزون ثقافي ومعرفي ومهني ملفت، حيث فيهم الأديب، والفنان، والإعلامي، والمهندس، والطبيب..
وللحقيقة كنتُ سعيداً بالمشاركة في هذه الورشة، وأنا القادم من سلطنة عمان حيث أعمل، إلى اللاذقية لقضاء إجازة الصيف، إلاّ أنّ سعادتي كانت كبيرة بهذه المشاركة النوعية.
كتابةُ النصوص الدرامية صنعة إبداعية مغرية فعلاً، والشباب عندهم تلك الرغبة في خوض هكذا تجربة، لكن، للحقيقة، الدخول إلى هذا العالم ليس بالأمر الهيّن، خاصةً وأنّ السوق ممتلئ ومكتظّ بالأعمال، وهناك شركات إنتاج وأكثر مايهمها الربح.
جورج إبراهيم شويط
تصفح المزيد..