«الوحدة» في مراكز تصحيح الدفاتر الامتحانية في اللاذقية

رقــم العــدد 9379
 الأربعاء 3 تمــــــــــــوز 2019

تعتمد وزارة التربية في كل عام اتخاذ العديد من الإجراءات لإنجاح العملية الامتحانية لشهادتي التعليم الأساسي والثانوي، وما نلحظه تكرار الإجراءات مع تكرار العملية الامتحانية، فلا جديد يؤخذ بعين الاعتبار، ولكن قد تختلف المعايير من محافظة إلى أخرى وحتى ضمن المحافظة الواحدة لجانب واقع مراكز تصحيح الأوراق الامتحانية.
فهل ما يجري على الواقع يتوافق مع ما يجب أن يكون، أم أنّ التصحيح نوع من الأعباء الإضافية تقع على عاتق المدرّسين وخصوصاً هذا العام، حيث كانت المدة الامتحانية طويلة قياساً بالسنوات السابقة وأُلزم المصححون بإنهاء عمليات التصحيح بمدة قصيرة اضطرتهم في العديد من المواد للبقاء ضمن مراكز التصحيح لساعات طويلة؟ وهل هذا الأمر سينعكس إيجاباً على سير عملية التصحيح أم أن هناك هفوات قد تنجم عن الإجهاد والضغط النفسي؟
للوقوف على هذا الموضوع واستطلاع ما في جعبة البعض وضمن مراكز التصحيح توجهنا للعديد من المدارس للاطلاع ميدانياً على ما يجري..
في مركز الشهيد نديم رسلان
في هذا المركز تتم عملية التصحيح ضمن ممرات قليلة العرض وبحالة تزاحمية تترجمها الطاولات والكراسي التي لا تصلح للاستخدام في هكذا حالة نتيجة المدة الطويلة التي يقضيها المصحح جلوساً في المركز، وهذه المشاهدة أعطت فكرة أولية عن معاناة المصححين ضمن المركز والتي أكدتها مجموعة الآراء الصادرة عن العديد من المصححين لمادتي العلوم الطبيعية للثالث الثانوي العلمي والفيزياء والكيمياء للتعليم ألأساسي.


معاناة المصححين
تمحورت هذه المعاناة ضمن المركز بنقص المراوح ضمن هذه الأجواء الصيفية وعدم توفر مياه للشرب وعلى المصحح أن يصطحب معه حاجته من الطعام والشراب لطول مدة التصحيح، وعدم مراعاة المتزوجات واللواتي لديهن مسؤوليات أو لا تسمح حالتهن الصحية بالجلوس لمدة طويلة دون راحة، أما المواصلات فكانت العبء الأثقل على كاهل المصححين نتيجة غلاء أسعار التنقل من جهة، وعدم توفرها بعض الأحيان وخصوصاً للقاطنين في الأرياف البعيدة والذين يغادرون المركز في ساعات متأخرة فلا يجدون وسيلة نقل، وإن توفرت فبأسعار عالية.
وبسؤال البعض عن إمكانية انعكاس الأمر على سير عملية التصحيح فقد أكدوا أنهم يحاولون تجاوز الأمر قدر الإمكان ولكن لا ينفي وجود بعض الهفوات نتيجة الإرهاق، فعملية التصحيح تحتاج لدقة وراحة نفسية واختصار الوقت، ومن الصعب أن يبقى المصحح لعشر ساعات في التصحيح والتدقيق والجمع وهذا ما يرهق النظر والفكر وينعكس على ورقة الإجابة.
مركز الشهيد يونس حبيب سعيد
وهو مخصص لتصحيح أوراق المواد النظرية التخصصية للثانوية الصناعية، وهنا تتوفر الأجواء الجيدة والمريحة للمصححين لجهة توفير كل ما يحتاجه المصحح إضافة لقلة ساعات التصحيح مقارنة بالمراكز الأخرى.
مدرسة اليرموك
هذه المدرسة تضم ثلاثة مراكز مقبولة إلى حد ما مقارنة مع مدرسة نديم رسلان، وقد كانت الطاولات بعيدة عن النوافذ لتجنبهم أشعة الشمس إضافة لرحابة المكان وإمكانية تحرك المصحح ضمن الطاولة وهذا من حظ أوراق التربية الدينية والرياضيات والفرنسي، وقد لمسنا الراحة النفسية لمصححي مادتي الفرنسي والتربية الدينية والضغط النفسي على مصححي الرياضيات لإلزامهم بالوقت المحدد لإنهاء عملية التصحيح والتي تستغرق وقتاً طويلاً وهذا ما يؤثر على المصححين كون علامة المادة /600/ درجة، وأجوبتها مقسمة على أجزاء صغيرة من العلامات فكم تحتاج من الدقة والوقت للتصحيح والجمع والبحث في الورقة وكون هذه المادة تحتمل في أجوبتها أكثر من احتمال للحل ووجود حلول صحيحة وغير واردة في سلّم التصحيح مما يضطر المصححين للاستفسار وانتظار رأي الوزارة لاعتماد النتيجة وهذا يحتاج وقتاً أطول.
أما معاناة وسائل النقل فكانت حاضرة في هذا المركز ولكن اللافت إجماع مدرسي التربية الدينية على ضرورة إعادة النظر بوضع هذه المادة من قبل الوزارة باحتساب علاماتها ضمن المعدّل في القبول الجامعي كونها تدرّس وتحفظ ومرسّبة.


مع الموجهين الاختصاصيين
في مركز تصحيح مادة العلوم الطبيعية لشهادة الثالث الثانوي العلمي أكد الموجه الاختصاصي أحمد منصور بأن السلّم تضمن العديد من الملاحظات التي تخدم الطالب وبما لا يخالف المادة العلمية والأسئلة كانت قصيرة تراعي تدرّج المستويات للطلاب وعموماً البدائل كانت موجودة بما يتلاءم مع دقة المادة العلمية، وأوضح منصور أن المركز يضم 45 لجنة وكل لجنة تتألف من مصححين ومدقق، وساعات التصحيح حوالي الثمانية وأحياناً تزداد إذا اقتضى الأمر ومن المتوقع الانتهاء ضمن المدة المحددة.
الموجهان الاختصاصيان لمادتي الفيزياء والكيمياء في مركز الشهيد نديم رسلان قصي كبيبو وخلدون حجازي فقد أكدا على انتهاء تصحيح مادة الفيزياء للثانوية العلمية وحالياً يتم تصحيح مادتي الفيزياء والكيمياء للتعليم الأساسي، ونسبة عالية من الأوراق الامتحانية نالت العلامة التامة حيث راعت سلالم التصحيح المستويات التعليمية وتحديداً لشهادة التعليم الأساسي وقُبل أي تعبير صحيح ضمن البدائل بالإضافة لشمولية الأسئلة ووضوحها ومراعاة السلّم لتفكير الطالب ومدى استيعابه، ونوّها غلى ضرورة تجاوز مشكلة ظهرت معهم في عدة أوراق امتحانية وهي استخدام الطالب لقلم الرصاص حيث لا تصحح إجابته ومما يؤثر على نتيجته وكان من المفترض أن يتم التنبيه من قبل المراقبين لهذا الأمر.
الموجه الاختصاصي لمادة الرياضيات أمير إبراهيم أوضح ان سلّم التصحيح تمت مناقشته بدقة وطرحت كافة الحالات مما يراعي مصلحة الطالب وفي حال ورود أي طريقة لم تناقش تتم مناقشتها في التوجيه الأول في الوزارة وتعمم على المصححين.
وعن وضع التصحيح في مركز اليرموك قال: إن كل مجموعة تحوي ثلاثة مصححين ومدققاً ومراجعاً للسؤال وعدد اللجان بحسب كل سؤال حيث يبلغ عدد المصححين 275 مصححاً وأكد على وجود ضغط في تصحيح مادة الرياضيات يختلف عن بقية المواد كونها تحتاج لدقة أكبر حفاظاً على جهد الطالب وحقوقه في تصحيح ورقته بدقة، كما اقترح أحد المصححين ضرورة تحديد دفتر خاص لمادة الرياضيات يحدد السؤال والجواب بهدف توفير الوقت على المصحح ويحفظ حق الطالب.
أما مادة اللغة الفرنسية التي حملت الكثير من الاستفسارات حول أحد الأسئلة فقد كانت الإجابة حاضرة لدى موجّهي هذه المادة والذين أكدوا خلال لقائنا بهم في مدرسة اليرموك بأن السؤال هو اختبار لمهارة التفكير والربط عند الطالب والخطأ كان بفهم صيغة التمرين وسلّم التصحيح كان واضحاً جداً وراعى مستويات الطلاب، كما أكدوا على انتهاء أعمال تصحيح امتحان التعليم الأساسي والثالث الثانوي الأدبي وحالياً يتم الانتهاء من تصحيح الثالث الثانوي العلمي وهذه العملية تمت بوقت قياسي وضمن ساعات الدوام المخصصة وبعدد مصححين /185/.
وأكد موجهو التربية الدينية على الانتهاء من تصحيح الأوراق للتعليم الأساسي وحالياً يتم تصحيح أوراق الثانوي وسيتم الانتهاء منها خلال فترة قصيرة.
وفي مركز الشهيد حبيب يونس سعيد التقينا المهندسة نعيمة حمود مديرة التعليم المهني والتقني في اللاذقية ورئيس مركز التصحيح والتي أوضحت أن عدد الأوراق الامتحانية بلغ نحو (48) ألف ورقة لجميع الاختصاصات ويبلغ عدد المصححين (250) مصححاً من مختلف المحافظات لجميع المهن بالإضافة لمهنة صناعة ألألبسة (تعليم مزدوج) وأنه تم الانتهاء من تصحيح المهن الصغيرة (الغزل، السباكة، النماذج، صناعة الألبسة، اللحام والمعادن، مكياترونك، الاتصالات، نجارة، التدفئة والتمديدات، الرسم الهندسي، الميكانيك)، وعملية التصحيح مستمرة للمهن الكبيرة مثل تقنيات الحاسوب والتقنيات الكهربائية، ميكانيك وكهرباء السيارات، تقنيات الالكترونيات، وسلالم التصحيح راعت كل المستويات ولجنة المناقشة أحاطت بكل التفاصيل المتعلقة بكل مهنة، ومن المتوقع أن تكون نسبة النجاح جيدة علماً أن النظري يشكل 40% من العلامة النهائية للمادة والباقي للعلمي.
وأضافت حمود: هذا العام سيكون هناك إصدار لدرجات الأعمال السنوية للعملي بحيث تصدر نتائج العملي مع درجات الأعمال بحيث تمكن الطالب بتحسين علاقة النظري للمادة التخصصية في الدورة الامتحانية الثانية إن أراد ذلك.
ونوّهت حمود: إن هناك نحو 190 مصححاً من المحافظات الأخرى تمّ تأمين الإقامة لهم وكافة التسهيلات لتوفير أفضل الأجواء لإتمام تصحيح الأوراق.

سهى درويش- يسرا أحمد

تصفح المزيد..
آخر الأخبار