تعـزيز ثقافـــــة دمـــج ذوي الإعـــاقة في المدرســــة والمجـتمع

العدد: 9379

 الأربعاء 3-7-2019

بدأت قبل يومين دورة لمعلمي غرف المصادر والمرشدين النفسيين في مركز الباسل للتدريب والتأهيل تحت عنوان (تعزيز ثقافة دمج ذوي الإعاقة في المدرسة والمجتمع)، وبين المؤيد والرافض لأمر دمج ذوي الإعاقة في المدرسة بغرفة مصادر واحدة وتفضيلهم تجميع كل إعاقة بغرفة ليحظوا بفرصهم من الاهتمام ويحصلوا تعليمهم وتدريبهم بشكل أكبر وأوسع، وينالوا حقوقهم جميعها في الاسم والهوية والخصوصية والسرية والمساواة بين الجنسين والكرامة الإنسانية والحياة أيضاً.
(الوحدة) قصدت مكان الدورة وكان لها بعض اللقاءات مع أهلها من مدربين ومتدربين..


* الأستاذ فراس شهابي، مدرب في منظمة الإسعاف الأولي الدولي أشار إلى أن هذه الدورة تقام بالتعاون بين وزارة التربية ومنظمة الإسعاف الأولي الدولي، ضمن مشروع لتعزيز ونشر ثقافة دمج الأشخاص ذوي الإعاقة في المدرسة (الطلاب) والمجتمع، وقد جاء التدريب على المشروع بتمويل المفوضية السامية للاجئين لانتقاء مشاركين ومدربين للدورة، حيث تم بداية ترشيح 21 معلماً ومعلمة من وزارة التربية ليتزودوا بالخبرة اللازمة ومفاهيم الدمج وكان نصيب اللاذقية مدربين هما: الآنسة زينا الصوفي والأستاذ شوقي غانم، ليقوما اليوم بنقل خبراتهما لزملائهما في هذه الدورة والتي تأتي على تدريب معلمي صف المصادر والمرشدين النفسيين بهدف تعزيز ونشر ثقافة دمج ذوي الإعاقة في المدرسة والمجتمع، التوعية بخصائص وصفات أطفال الإعاقات بأنواعها السبع في وزارة التربية، تمكين المعلمين والمرشدين من بعض الأدوات والوسائل والتعليمات والتوجيهات العملية لتعزيز نشر ثقافة الدمج.
الدورة مستمرة ليوم الخميس، يبدأ الدوام فيها عند الساعة التاسعة صباحاً وينتهي في الثالثة ظهراً بواقع ثلاث جلسات تدريبية يومية لينال المتدربون 15 جلسة تدريبية على مدى خمسة أيام.
الأستاذ شوقي غانم، بادرناه بالسؤال: لماذا لا يكون الدمج صحيحاً في مدارسنا رغم كل الإمكانيات ولا يرقى للطموح؟
أجاب: لعدة أسباب، منها غياب ثقافة الدمج والنظر إليه كدمج أكاديمي فقط، عدم توفر الإمكانيات المادية والبشرية، عدم تأهيل الطفل التأهيل المناسب قبل التحاقه بالمدرسة، اتجاهات بعض المعلمين السلبية تجاه الطلاب المدمجين..
وعن الدورة التي لاقيناه سابقاً مدرباً فيها قال: كانت حول تعزيز مهارات معلم غرف المصادر في المدارس الدامجة خصصت لوضع الخطط التربوية الفردية في غرف المصادر، أما الدورة اليوم فهي تختلف في هدفها وتوسعها وتأتي على تعزيز ثقافة الدمج في المدارس وليس بغرفة المصادر وحدها لتتوسع دائرتها وتشمل جميع أفراد الكادر الإداري والتعليمي في المدارس الدامجة.
لدينا في اللاذقية ست مدارس دامجة وخمس (توسع) واثنتان (مقترح للدمج)، وقد حظي بعض المعلمين منها بفرصة في هذه الدورة لتعزيز ثقافة الدمج وتعديل الاتجاهات وتمكينهم فيها أيضاً، وأجدني متفائلاً جداً بتطبيقهم الأنشطة الدامجة في المدارس.
*الآنسة زينة الصوفي أشارت إلى أن انتقاءها للمهمة كمدربة في هذه الدورة جاء على معايير، فهي تملك خبرة 11 سنة عمل مع الإعاقات وقد حصدت من التعليم الأكاديمي شهادة الماجستير وتتحضر للدكتوراه بموضوع الدمج، كما أنها تمتلك من الشخصية والكاريزما ما أهلّها لأن تكون في دورة إعداد مدرب دمج أقيمت بين وزارة التربية ومنظمة الإسعاف الأولي الفرنسي.
توجد في اللاذقية ست مدارس دمج، ولكن غرف المصادر فيها لوحدها لا تكفي إذا لم تنشر ثقافة الدمج عند الكادر المدرسي بأكمله وأسر ذوي الإعاقة وغير الإعاقة، فأطفال الإعاقة لديهم إمكانات تستحق الاهتمام وتستوجب منا العمل لتكون فائدة في المجتمع ولا تبقى عالة عليه، ونتمنى لو لم تكن تقتصر هذه الدورة على مدارس الدمج فقط بما أن هدفها نشر ثقافة دمج ذوي الإعاقة في المدرسة والمجتمع وتلمّ بكل كوادر المدارس، كما أن بعض المشاركين في هذه الدورة لديهم اتجاهات سلبية نحو الدمج فكان في أهداف الدورة تعديل هذه الاتجاهات لنصل إلى الهدف والطموح.
* المتدربة كفى كنعان، معلمة غرفة المصادر في مدرسة توفيق حمود باللاذقية أشارت إلى أن هذه الدورة جيدة ومفيدة وفيها الكثير من المعلومات والخبرة، كما أن موضوعها هام ولأول مرة يطرح في دورة، وهي تغني معرفتها وتكسبها المهارة اللازمة للتواصل مع الطفل والأهل والمجتمع وتترك أثراً إيجابياً فيهم جميعاً.
وأكدت على أن غرفة المصادر في مدرستها زودت بكل الوسائل والأدوات اللازمة لكل أطفال الإعاقات السمعية والبصرية وحتى الحركية وقد حظيت بكل الوسائل التي طلبتها من الوزارة هذا العام، وطلابها يستحقون، فهم إن تلقوا التعلم الصحيح والمعاملة الإنسانية يمكن أن يصبحوا كالأطفال الآخرين وليس من مستحيل، فمن حق المعاق علينا التعليم واللعب والحياة، ونأمل لهذه الدورات أن يكون لها ديمومة لما تحمله من متعة وفائدة ومعلومة.
* المتدربة وفاء حسن، معلمة غرفة مصادر في مدرسة الشهيد عز الدين قسام بجبلة قالت: تم افتتاح غرفة المصادر في جبلة وهي الوحيدة بالعام الدراسي (2010-2011) وتشاركني العمل فيها غروب عبد الحميد، الغرفة مزودة بعدد محدود من الوسائل وبحاجة ماسة لبعضها الذي تفتقده، كما أنها بحاجة للتدفئة والقرطاسية و.. غرفة المصادر أعدت لتكون رديفة لمعلم الصف كما أنها معينة للطلاب المدمجين الذي لم يحصلوا على المعرفة الكافية في الصف لتزويدهم بها في غرفة المصادر بالتعاون مع الصف وولي الأمر ووضع خطة فردية لكل طفل مقصر، أما معاناة أطفال الإعاقات فتأتي من قسوة بعض الطلاب ونفورهم منهم بالإضافة إلى إهمال بعض الأهالي لأولادهم وعدم متابعتهم.
وأشارت إلى تجربة بحضور فريق الهلال الأحمر مدرستها وكانت ناجحة بإقامتهم أنشطة ترفيهية وألعاب لصفوف فيها ذوي احتياجات خاصة وقد كان ذاك اليوم محط اهتمامهم وسرورهم.
وأتت على ذكر بعض طلابهم الذين نجحوا ووصلوا منهم: خ. عبد الله، توحد صار في الصف الحادي عشر، ن. محمد إعاقة حركية و م. حسن (في الصف التاسع) وقد نالت طالبتان شهادة التعليم الأساسي، وعندها عشرة طلاب آخرون في الصفوف الأخرى.
* المتدربة ليلى أصلان، معلمة من مدرسة الكاظمية في الحفة، أشارت إلى أن مدرستها لم تحظ بغرفة مصادر وتتمنى ذلك في القريب، وهي مرشدة في مدرستها التي تحتضن طفلاً على كرسي متحرك وآخر سنة أكبر من قدرات يحملها فهو ضعيف، وأكدت على أن المشاكل التي تأتي بالطلاب إليها لا تتجاوز عمر المراهقة وطيش سنها، لهذا تكون بسيطة ولا تستدعي المد فيها بل الجزر.
* المتدربة سوزان الحاجي، موجهة اختصاصية في الإرشاد النفسي أكدت على أن غرف المصادر في مدارس الدمج باللاذقية تطورت في اختبار القراءة والذكاء وصعوبات التعليم والتكيف وآلية وضع برنامج لكل طفل لتنمية مهاراته، ولكنها ما زالت تحتاج للدعم ورفدها ببعض الأدوات والوسائل المساعدة التي تمكن ذوي الإعاقة بتجاوز صعوباته ومشاكله.

هدى سلوم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار