ما مصيرمشاريع التخرج في الكليات الهندسية ؟

العدد: 9378

الثلاثاء 2-7-2019

تعدّ مشاريع التخرج نقطة الاتصال مع العالم العملي للطلاب، فمن خلالها ينهي الطالب سنيّ دراسته الهندسية ويحصل على وثيقة تخرجه، ولكن ما هو مصير هذه المشاريع علماً بأنّ بعضاً منها مهمّ جداً للجامعة وللمجتمع؟.

عن هذا الموضوع التقينا النائب العلمي في كلية الهندسة د. نسرين محمد حيث قالت: ستتمّ مناقشة مشاريع التخرج بعد الامتحان العملي للطلبة وهناك معايير تخصّ طريقة إخراج الرسالة، هل تمّت مراعاة منهجية البحث العلمي فيها والالتزام بالمراجع الحديثة، وهل قدّم الطالب فكرة جديدة في بحثه أم أنّ البحث كان عبارة عن تجميع للمعلومات لا أكثر، أما عن اللجنة المشرفة على المشروع فيتم انتقاؤها بحسب المحاور البحثية، ففي الهندسة البحرية مثلاً الطالب الذي يتناول في بحثه محركات الاحتراق الداخلي يوجد في اللجنة فقط الدكاترة المختصّون في هذا المجال حتى يكون التقييم دقيقاً، فاللجنة هي من تحدد ما إذا التزم الطالب بالمراجع وإثباته لصحة بحثه، ويتمّ اختيار البحث إما عن طريق الدكتور حيث يعرض في بداية العام الدراسي عدة مشاريع يختار منها الطالب ميوله أو قد يقدم الطالب فكرة لبحثه ويعمل على أساسها.
وأضافت د. محمد أنّ الفائدة من هذه المشاريع تعود للطالب وللجامعة فقد قدّم أحد الطلاب مشروع (حوض لرصد ظاهرة انتشار الأمواج الداخلية)، فقامت الكلية بتصميم حوض وتطبيق هذه التجربة وأثبتت نجاحها فتم توثيق النتائج واستخدام المشروع كمنصّة مخبرية في الكلية يستفيد منها الطلاب، من ناحية أخرى هناك أقسام في الكلية (الحاسبات والتحكم الآلي – الاتصالات والالكترونيات- هندسة التصميم) تصمّم مشاريع تطبيقية ينتج عنها منتجاً يخدم الجامعة والمجتمع.
وأكدت د. محمد أنّ المشاريع التي تمّ عرضها في المعرض التطبيقي في المكتبة المركزية هي مشاريع تخرج لطلاب الهندسات وكثير من أصحاب المشاريع حصلوا على عقود عمل إضافة إلى أن بعض المشاريع تم شراؤها من جهات معنية بالأمر والبعض الآخر تمّ استخدامه كمنصات مخبرية وعن التكلفة المادية للمشاريع، فالطالب يتحملها كلها، ولا تقدم له الجامعة سوى المخابر والإشراف الأكاديمي بحسب الإمكانات، الكلية تتمنى من الجامعة تقديم كافة مستلزمات المشاريع إذا كان البحث يخدم الجامعة بشكل كبير وهناك مشاريع كثيرة تم تبنّيها من قبل الجامعة كالمشاريع التي تخدم المحاور البحثية المنصوص عليها من وزارة التعليم العالي كالهندسة الطبية والعسكرية وما يدخل في مرحلة إعادة الإعمار، وهناك مشاريع أخرى تبقى ضمن البحث الأكاديمي، كمؤسسة أكاديمية يمكن أن تعمل على مشروع ثنائي البعد كتطوير فكرة معينة وهذا المشروع افتراضي يمكن نشره على شكل مقال فمثل هكذا مشروع لا تتبنّاه الجامعة.
في سياق متصل تحدثت د. محمد عن المراجع والمخابر في الكلية حيث قالت: يستطيع الطالب أن يستعين بالمراجع الموجودة في المكتبة المركزية ومواقع الأنترنت المتاحة لهم في الجامعة..
وهناك عدد كبير من المخابر في كلية الهندسة كمخابر الاتصالات والهوائيات وغيرها، فكل قسم في الكلية له مخابره الخاصة باستثناء الهندسة البحرية وهذا يشكّل مشكلة لطلاب الهندسة البحرية حيث يضطرون لاستخدام مخابر أقسام أخرى أمّا هندسة التصميم الإنتاجي والقوى الميكانيكية فيستخدمون ورشاً مختصة بانتقال الحرارة والاحتباس ويعملون بأيديهم حيث يستخدمون آلات الخراطة واللحام والثقب بإشراف فنيين ودكاترة من الكلية، أمّا طلاب الحاسبات والتحكم الآلي والاتصالات يستخدمون برامج متخصصة ويعتمدون على المشاريع المرتبطة بالذكاء الصنعي والبرمجيات بذلك لا يحتاجون إلى المخابر حيث يعملون على تطوير برمجيات معينة ومنهم من يربط عمله بتطبيق مباشرة على الحاسوب، كمشروع ملعقة باركنسون وهذه الملعقة تمّ تطويرها حيث تحوي حساساً اهتزازاً تساعد المريض على تناول الطعام دون أن ترجف يده، وأضافت د. محمد أنّ الكلية تحوي نادي الروبوت الذي وجد دعماً كبيراً جداً في الجامعة، فيعتبر هذا النادي طلابياً شبابياً، تمّ فرز عدد من أعضاء الهيئة التّدريسية من فئة الشباب يمكن أن تنسجم عقولهم بعقول الطّلاب ليشكلوا فريق عمل وقد تمّ تطوير أكثر من روبوت إضافة إلى مخابر الميكاترونيك فقد تمّ في هذا المخبر جمع مشاريع وأبحاث طلاب الماجستير حتى تم تشكيل منصات مخبرية أسعارها مرتفعة جداً هذا ما وفّر على الجامعة مبالغ كبيرة..
وبالنسبة للمشاريع التي تمّ عرضها في المعرض فقد تمّت دعوة جميع الفعاليات الموجودة في المحافظة والمؤسسات والشركات مهتمة بالمشاريع قد تخدمها في مجالها، منهم من تواصل مع الطلاب والدكاترة للاستفادة من هذه المشاريع وتعود الإيرادات المالية في حال تمّ شراء المشروع للطالب لأنه من تكلف على المشروع علماً بأنّ الجامعة لها الفضل في إتمام هذا المشروع فقد اكتسب الطالب خبراته من الجامعة حتى تمكن من صنع هذا المشروع وإنجاحه، لذلك يجب أن تكون للجامعة نسبة من الأرباح ولكن قانونياً لا يوجد ما يلزم الطالب بذلك، ولكن هناك مشاريع لا يسمح للطالب أن يأخذها فتبقى في مخابر الكلية، هذه المشاريع تدعمها الجامعة وتقدم جميع ما يلزمها، ولكن في كلية الهمك هناك 11 ألف طالب، وفي سنوات التخرج هناك أعداد كبيرة من المشاريع فالجامعة غير قادرة على تبنّي مشاريع الطلاب كلها، بعض المشاريع يتم تطويرها من قبل طلاب في كل عام والبعض الآخر يقول الطالب إنه قادر على تمويلها وإتمامها بنفسه.
تم طرح فكرة في مجلس الكلية أن يقدم الطالب ملخصاً عن مشروعه من بداية العام الدراسي، ترفع قائمة هذه المشاريع إلى عمادة الكلية، تتم دراستها، ويتم اختيار المشاريع التي تخدم المحاور البحثية للكلية ليحصلوا على دعم الكلية فتؤمّن لهم الكلية الدارات والقطع الالكترونية وغيرها، وسيتمّ التعامل مع هذه الفكرة من بداية العام الدراسي القادم والمشروع المنجز بدعم الكلية لا يسمح للطالب أخذه، يبقى في مخابر الكلية، وقامت صحيفة الوحدة بزيارة نادي الروبوت في الكلية والتقينا د. باسم قدار مشرف نادي الروبوت فقال: نادي الروبوت هو ناد تطوعي يعتمد على تطوع الطلاب ويتضمن طلاب من كافة الاختصاصات يؤمن النادي بتكامل الخبرات فأي مشروع يقدمه الطلاب يكون فيه عدة مشاكل، يعمل النادي على حل هذه المشاكل وتطوير المشروع والقيام بأبحاث على الروبوتات للتوصل إلى روبوت يحوي أقل ما يمكن من الأخطاء خلال هذه المراحل يمر الطلاب في طريق البحث العلمي ويوجد توثيق في نهاية العمل، وكما يعمل النادي على محاور بحثية كالأذرع الروبوتية وCNC والروبوتات الأرضية ويمكن استخدام الأذرع في المقررات العلميّة في الكلية والتحكم، يوجد ذراع تفرعي مسطح الغاية منه تطبيق تجارب مباشر وعكسي على الروبوت، سيتمّ العمل فيها في العام القادم، وهناك أذرع ثانية الغاية منها إظهار سلاسل حركية على الروبوتات يتعرف من خلالها الطلاب على كيفية توضّع الحركات، وبالنسبة لموبايل روبوت فهي روبوتات تمشي على العجلات حالياً وأضاف د. قدار أنه قد تمّ تنظيم مسابقة للطلاب ليتعرفوا على كيفية صنع روبوتات تتبع خطاً، وقد يشهد المستقبل إنشاء مخبر روبوت في الكلية، وهناك خطة لتصنيع آلة تشغيل رقمية مصغّرة تحتاج إلى خمس سنوات ليكتمل المشروع، وسنبدأ النادي بأتمتة فايزة يدوية وتحويلها إلى آلة CNC، ويحاول النادي أن يكون فيه دكاترة ومهندسون وطلاب من كافة الاختصاصات.

بتول حبيب

تصفح المزيد..
آخر الأخبار