السوري م.حسن الحلو .. بين أفضل مائة باحث في العالم

العدد: 9378

2-7-2019

 

حسن هايس الحلو باحث في مجال أنظمة الطاقة وأتمتها والشبكات الذكية المرتبطة بها، وفي المرحلة الأخيرة من الدكتوراه في جامعة أصفهان للتكنولوجية كموفد لصالح جامعة تشرين-قسم هندسة الطاقة الكهربائية، عمل مع عدة فرق بحثية عالمية في أوروبا وغيرها وأهمها مشروع رؤية أوروبا للطاقة 2050، قام بالعديد من النشاطات الأكاديمية والبحثية في دول مثل إيران، اليونان، إيطاليا، أثيوبيا وغيرها، لفريقه البحثي العديد من المنشورات التخصصية بالإضافة إلى قيامه بالتحكيم العلمي لأهم وأرقى المجلات العلمية التخصصية عالمياً، التقيناه للوقوف على أهم الإنجازات..

* أُدرج اسمك ضمن قائمة أفضل مئة باحث في العالم كيف حصلت على هذه المرتبة العالمية التي نفخر بها نحن السوريين؟
بداية أحب أن أتوجه بالشكر لاهتمامكم وتواصلكم ومن خلالكم الشكر موصول للإعلام الوطني الذي لا يقل أهمية عن القطاعات الأخرى مثل التعليم العالي والبحث العلمي.
برأيي الشخصي هذا الإنجاز يستحق تسليط الضوء عليه بشكل أكبر وأعمق نظراً لأهميته ولما يقدمه للتعليم العالي في سورية وجامعة تشرين على وجه التحديد من فوائد ومزايا متعددة، فسنوياً تقوم هيئة التحكيم العلمي والأبحاث (Publons) التي مقرها المملكة المتحدة بإصدار قائمة أكثر مائة شخص تأثيراً في النشر العلمي والتحكيم عالمياً، لأول مرة تم إدراج اسم جامعة تشرين وسورية في قائمة أفضل مئة محكّم علمي عالمي في أيلول 2018 من خلالنا، يجب التنويه إلى أن أكثر من 90% من الباحثين الموجودين في هذه القائمة هم من جامعات عالمية مرموقة وذات تصنيف عال جدا ًفي الولايات المتحدة والاتحاد الأوربي.
يتم إصدار القائمة بناء على تحليل دقيق للبينات والمعلومات التي تصدرها دور النشر العالمية والمجلات التخصصية خلال عام كامل يسبق تاريخ إصدار القائمة، فمثلاً قائمة عام 2018 تكون بناء على الأبحاث المحكمة في مجلات عالمية مرموقة بين الأول من أيلول 2017 وأيلول 2018، لضمان الموثوقية والدقة في هذه القائمة، فإن المجلات والأبحاث المؤرشفة ضمن قائمة (Web of Science) أو ما يعرف سابقاً بقائمة طومسون رويترز العلمية هي التي تؤخذ بالحسبان لإصدار هذه القائمة مما جعلها قائمة عالمية تتميز بالدقة وتعتمد في تصنيف الباحثين والجامعات على حد سواء.
إن ظهور اسمنا ومن خلاله جامعة تشرين في هذه القائمة ينتقل بها إلى مصافي الجامعات المؤثرة عالمياً في مسير تحكيم البحث العلمي، للأسف هنالك ظهور متواضع جداً لجامعات الوطن العربي والشرق الأوسط ضمن هذه القائمة، لذا يمكن القول: إن إدراج اسمنا ضمن هذه القائمة يضع جامعة تشرين بين أفضل الجامعات العربية وجامعات الشرق الأوسط في مجال التحكيم العلمي وتسريع حركة البحث العلمي التي تستوجب اهتمام القائمين على البحث العلمي في وطننا الحبيب واستثمار هذا الإنجاز بشكل أمثل أسوة بالجامعات العالمية الأخرى.
وجب التنويه أننا حصلنا على المركز 62 عالمياً متقدمين على جامعات في الاتحاد الأوربي والولايات المتحدة، وفقاً للإحصاءات الأولية للهيئة المذكورة في المملكة المتحدة إن ترتيبنا في القائمة القادمة والتي ستصدر في أيلول القادم سيلقى تحسناً كبيراً مما قد يضعنا ويضع جامعة تشرين ضمن أفضل 10 جامعات على المستوى العالمي في مجال التحكيم العلمي للبحوث الهندسة بوجه الخصوص، لنأمل ذلك.

* شاركت بأفضل بحث في مؤتمر ميلان الدولي للطاقة الكهربائية ماذا عن ذلك؟
يعد مؤتمر باور تاتش (PowerTech2019) واحداً من أهم المؤتمرات العلمية التخصصية عالمياً في مجال أنظمة الطاقة الكهربائية كما أنه يعد المؤتمر الأهم على المستوى الأوربي، يعقد هذا المؤتمر كل سنتين في احدى الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ويسعى الى تقديم حلول للمشكلات التكنولوجية التي تواجه أنظمة الطاقة عالمياً وإلى تحسين كفاءتها وتأمين استقرارها، شاركنا هذا العام في مؤتمر باور تاتش المنعقد في مدينة ميلانو الإيطالية ببحثين لقيا اهتماماً واسعاً من الحضور واللجنة المنظمة في المؤتمر لما يقدمان من تقنيات وحلول لمشكلات واقعية في أنظمة الطاقة على المستوى العالمي، يركز أحد أبحاثنا الذي نال استحسان المتخصصين والأكاديميين العالميين حول تقديم حلول مبتكرة لمشكلة عدم التعادل بين التوليد والاستهلاك للطاقة في نظام كهربائي ما بحيث نضمن استمرارية تشغيل النظام بصورة مستقرة وآمنة، اعتمد البحث على تقنيات الشبكات الذكية وأنظمة القياس والمراقبة واسعة الانتشار بحيث يتم اتخاذ القرار المناسب في حالات الاضطرارية بشكل آلي يضمن التشغيل المستمر وتفادي حالات التعتيم لما لها من آثار سلبية ومدمرة اجتماعياً واقتصادياً وسياسياً.
* على هامش المؤتمر تم انضمامك الى هيئة تحرير إحدى أهم المجلات العلمية عالمياً في مجال الطاقة حدثنا عن ذلك؟
في الحقيقة أنا عضو في هيئة تحرير عدد من المجلات العلمية المرموقة عالمياً في مجال أنظمة القدرة والطاقات المتجددة، علماً أنه يتم اختيار أعضاء هيئة التحرير في المجلات العلمية العالمية المرموقة غالباً على أساس الإنتاج العلمي وجودته لباحث معين وعلى نشاطه السابق في تحكيم أبحاث علمية لدى هذه المجلات.
مما لا شك فيه أن مجلات معهد الكهرباء والإلكترونيات الأمريكي (IEEE) تأتي في المقام الأول من حيث ترتيب مجلات الطاقة عالمياً، على هامش المؤتمر تم الإعلان عن الرئيس الجديد لتحرير إحدى أهم مجلات المعهد المذكور سابقاً وهو البروفيسور الإيطالي برلوجي سيانو، وأيضا تمت دعوتي للانضمام إلى هيئة تحرير إحدى المجلات نظراً لنشاطنا الأكاديمي خلال العالمين المنصرمين، وإنه لمن دواعي سرورنا الانضمام إلى هيئة تحرير مجلة عالمية مرموقة لما له من أثر إيجابي على تحسين السمعة الأكاديمية لخرجي الجامعات السورية وأعضاء هيئاتها التدريسية كما أنه يسهم في ارتقاء تصنيف جامعاتنا الوطنية.
* عُرفتَ عبر سني الدراسة بتفوقك الدراسي في جامعة تشرين ما هدفك للأيام القادمة؟
نحن نرى أن التفوق دائماً يأتي من دافع قوي يكمن خلف النجاح في مجال معين، فمن الصعب أن تجد شخصاً بارعاً في مجال معين بدون وجود الدافع والحس العالي بالمسؤولية على المستوي الشخصي والوطني والإنساني، الدافع الرئيس وراء هذا النجاح هو التميز عالمياً لرفع اسم بلدنا والجامعة التي نعمل بها وإيجاد موقع مميز لي على المستوي العالمي، في أغلب الجامعات العالمية المشهورة هنالك سعي حثيث من أجل إيجاد دافع قوي لطلابها وباحثيها بحيث تزيد من إنتاجهم العلمي، وبالإضافة إلى الدافع القوي غالباً ما تقوم الجامعات العالمية بعمليات التحفيز لكوادرها العلمية للوصول إلى العالمية بنتاجهم العلمي والذي غالباً ما يكون حافزا ًمعنوياً ومادياً، إن السياسة التعليمية في بلدنا تتجه حالياً نحو نظيراتها من الجامعات في الدول المتقدمة بتحفيز باحثيها معنوياً لزيادة الدافع لدى باحثينا بإنتاج بحوث لها أثر عالمي.
إن الهدف الرئيسي لدي في المستقبل القريب هو زيادة الإنتاج العلمي المؤثر لفريقنا البحثي وانتقالي لرئاسة تحرير إحدى أهم المجلات عالمياً لرفع اسم بلدنا وسمعة الشهادات السورية، والهدف الأساسي ألا وهو نقل الخبرات التي اكتسبناها خلال فترة الدراسة خارج الوطن والعمل مع الفرق البحثية الاوربية الى البيئة التعليمية في سوريا الحبيبة.
* ما هو نشاطك الأكاديمي والبحثي في السنوات الأخيرة؟
في الحقيقة في العام الأخير قدمنا العديد من الإنجازات المسجلة باسم جامعتنا العريقة، جامعة تشرين، أهمها هو ورود اسمنا ضمن هذه القائمة باسم جامعة تشرين كما قمنا بالمشاركة مع أ.د.غسان حايك بتحرير كتاب علمي تخصصي نشر في الولايات المتحدة وقد لقي رواجاً كبيراً، واعتمد كمرجع أساسي في الكثير من الجامعات العالمية، في السنتين الأخيرين قمنا بالمشاركة مع الفرق البحثية التي أعمل معها بنشر أكثر من 40 بحثاً علمياً محكماً جلها مسجلة باسم جامعة تشرين، علماً أن هذه الأبحاث تم اقتباسها أكثر من 400 مرة خلال العام الأخير وفقاً لموقع الباحث العلمي من جوجل، مما سيوثر برفع ترتيب جامعتنا في العام القادم، حالياً أعمل ضمن فريق بحثي يقوم بالعمل على وضع وتطبيق رؤية أوروبا للطاقة للعام 2050 وآمل أن أستطيع نقل هذه الخبرات إلى سورية لما لها أهمية في مرحلة إعادة الإعمار بشكل عام وإعادة تأهيل أنظمة الطاقة في سورية، بالإضافة للفرق البحثية التي نعمل معها أقوم بالأشراف على عدد من طلاب الدارسات العليا في الجامعة التي أتابع فيها بحثي في إيران وأشرف على عدد من طلاب الماستر في الصين والهند وأثيوبيا كمشرف ناصح (Advisor) في مجالي التخصصي.
مما لا شك فيه أن العقل السوري على مرّ التاريخ قدم خدمات جليلة للبشرية ساهمت في تطورها وتقدمها، إن السوري الذي قدم الأبجدية والحضارة للبشرية قادر أن يستمر في هذا النهج وأن يبقى متألقاً متى ما أتيحت له الفرصة وإن لم تتح فإنه يخلقها، من خلال منبركم أحبّ أن أحفز الجيل الشاب في وطننا للعمل بجد واضعاً اسم بلده وسموها نصب عينيه وسيحقق المعجزات، كما يجب التنويه على أهمية البحث العلمي لما يمكن من خلاله حل المشكلات والعقبات التي تواجه مسيرنا وتقدم وطننا الحبيب..

نور محمد حاتم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار