الوحدة 8-6-2024
منذ عدّة أيام اشتعلت بعض الشوراع والمقاهي احتفالاً بنيل ريال مدريد – ( الملكي الإسباني) الّلقب الأوروبي الأغلى، حينها خرج مؤيدو الريال يُعلنون تنفيذ احتفالاتهم الصباحية المُباحة كمشجعين أوفياء من شوارعنا إلى القارة العجوز، بالتزامن مع اعتراضات وامتعاضات واسعة رافقت هذه الاحتفالات التي وُصفت بأنها لا تُغني ولا تسمن من جوع، لكن اليوم نكتشف أنهم محقّون كثيراً بهذا العشق الكروي، لأننا فقدنا ومنذ زمن نكهة الفرح بمنتخباتنا الكُروية قاطبة، فهؤلاء المشجعون المحليون متعطشون جداً لهذا الشغب العفوي، فالمعنيون عن الكرة السورية نسفوا كل شيء، وهيهات لمن يبقى بين الأحياء للكأس ما بعد القادم، هذا إذا اختمرت فكرة البناء وتغيير الأساليب وأعطوا الخبز للخبّاز، وقُرأت الفاتحة والآيات على زعماء الّلعبة من جسم اتحادها العجوز، وخرجت وفود إلى أمريكا الجنوبية لتقديم واجب العزاء بالمرحوم (كوبر) الذي أنهى حياته التدريبية والسفر الطويل في البحث عن لاعبين أجدادهم يشبهون العرب وضمّهم إلى المنتخب الغريب، وهنا نضطر للعودة إلى الموقعة الشديدة التي جمعت الوحدة والفتوة، والاحتفال الهستيري الذي رافق نيل نادي الفتوة علامة الكأس، لكن حتى ممارسة الفرح على أُصوله لم نتعلّمه، فعمّت الفوضى وخرجت إلى غير المألوف من الاحتفالات المنظّمة المشروعة التي تعطي صورة قريبة عن واقع الحياة.
لكن هناك استفسارات مشروعة بعد أن أقصتنا كوريا الشمالية نيابة عن المنتخب الإيراني الذي كان يعتبر حجر عثرة في وجه منتخباتنا على سنين وكؤوس طويلة ولم نجد لذلك الّلغز مخرجاً سوى البكاء على شبه فرصة أو عارضة منعتنا من التسجيل على مدى ٩٠ دقيقة.
– هناك حلقات (ليست) مفقودة تنتعش باستمرار عند البدء والتحضير للبطولات.
– تم استيراد الكثير من اللاعبين مجهولي الهوية من بلدان الغرب والجنوب القارّي، حتى أصبح المنتخب بلا هوية تعدّدت فيه الّلغات والألوان، فهل نمتلك سيرة ذاتية عن أوضاعهم؟.
– الحجّة والمُبرّرات جاهزة .. غيابات ووطنيات وانتماءات وإصابات وووو.
– نأتي إلى المهم وهو اتحاد الّلعبة … يكفي إلى هنا؟!.
كل التهاني لمنتخبي العراق وفلسطين، فقد خرجا وبجدارة من تحت الرماد.
سليمان حسين