الوحدة:30-5-2024
شملت زيارة غبطة البطريرك يوحنا العاشر بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس لمحافظة اللاذقية مناطق عدة ضمت العديد من الفعاليات والاحتفاليات التي شارك فيها جماهير حاشدة احتفاء بزيارته، وقد كان لجامعة تشرين حيّز من هذه الجولة، حيث قام باستقباله وزير التعليم العالي والبحث العلمي د. بسام إبراهيم ومحافظ اللاذقية المهندس عامر هلال وممثل رئيس اتحاد الطلبة د. يوسف شاهين و أمين فرع حزب البعث العربي الاشتراكي في جامعة تشرين د. ميرنا دلالة و رئيس الجامعة د. بسام حسن وعدد من الشخصيات السياسية والإدارية والاجتماعية في الجامعة.
هذا وقد عبّر البطريرك عن سعادته بزيارة جامعة تشرين التي تخرج منها من كلية الهندسة وعاد إليها اليوم بصفة بطريرك، وبأنه شرف عظيم أن يعتلي منبر هذا الصرح العظيم بعد سنوات طويلة من التخرج، وتابع حديثه عن كنيسة أنطاكيا ما بين الحاضر والتاريخ والمستقبل.
وتطرق البطريرك يوحنا العاشر إلى دور الجامعات وأهميتها فقد سميت قديماً الجامعات والمدارس (ألما ماتك) والتي تعني الأم المرضعة وهذا المصطلح يعود إلى الإغريق واليونان ولقبوا بها آلهة عصرهم، من هنا فإن الجامعة هي الأم التي تصنع الأجيال وتدر غذاء الروح والنفس، فترمم النفس وترصّنها، ومن هنا يتم تحسس دور الجامعات الهام في تغذية الإنسان الذي يعد اللبنة الأولى في تكوين المجتمع.
كما قدم غبطة البطريرك لمحة عن المسيحيين ونشأتهم وتاريخهم، وتحدث عن أنطاكيا التي أنبضت الفرح في العالم وكنيستها التي أسسها الرسولان بطرس وبولس واتخذا كرسيها، هذان القديسان شفيعا البشرية، وفيها دعي أول التلاميذ بالمسيحيين فهذه المدينة تتقدم على جميع المدن لأنها منبت المسيحية. كما تطرق إلى مدينة اللاذقية كونها تضم الكثير من الصروح الدينية كمغارة كنيسة مارتقلا ودير الفاروس وكنيسة السيد وعامود السنغلست والسكنتوري من كلمة سان كاترينا وغيرها… وخلال حديث البطريرك يوحنا العاشر تطرق إلى دور الجامعات والعلم في بناء البلدان، ولكن في هذا الزمن أصبح العلم يسخر لبث الشرور وتستخدم فيه المعرفة على غير مشيئة الله، فبقدر ما ابتعد الإنسان عن الله بقدر ما دمر الخليقة لأن المعرفة عندما تتجرد من قيمها وكينونتها تتجرد من ذاتها. فمهمة الجامعات هي بناء الإنسان الوطني لذلك فقد تحسست كنيسة أنطاكيا أهمية العملية التربوية، فكانت المدرسة الآسية في دمشق والغسانية في حمص والثانوية الوطنية في اللاذقية التي استظلت بقبب الكنائس وخرجت طلاباً من كل الأديان.
كما تحدثت أمين فرع جامعة تشرين د. ميرنا دلالة قائلة : إنه لشرف عظيم أن تستضيف جامعة تشرين غبطة البطريرك يوحنا العاشر ، فجامعة تشرين كانت وما تزال حريصةً على احتضان الأحداث المضيئة التي تعكس المحبة والتسامح والوطنية ولم تتأخر يوماً عن فتح أبوابها لكل لقاء وطني وما حضور البطريرك ومرافقيه اليوم إلا خير دليل على محبتهم لهذه الجامعة ومن فيها.
هذا وكان لرئيس جامعة تشرين د. بسام حسن مداخلة قال فيها : الشكر الكبير للبطريرك يوحنا العاشر ورفاقه لتخصيص جامعة تشرين بهذه الزيارة في برنامج زياراتهم، وقد كان البطريرك من أبناء الجامعة ومن خريجي الدفعة الأولى لكلية الهندسة المدنية ومن بعدها تابعت الجامعة نموها وتوسعها لتضم الآن ١٨ كليةً و٣ معاهد عليا و١١ معهداً تقانياً بالإضافة إلى العديد من المراكز العلمية والبحثية بالإضافة إلى مستشفى تعليمي يتسع لألف سرير، كما يدرس في الجامعة أكثر من مائة وعشرة آلاف طالباً وطالبةً ورغم الحرب الكونية على سورية، ما تزال هذه المؤسسة تعمل على تخريج دفعات مميزة سنوياً كما تسعى لبناء شراكات فاعلة وربطها بالمجتمع وتأتي زيارة البطريرك معززة لأهداف الجامعة وداعمة لها.
بتول حبيب