العدد: 9375
27-6-2019
في الريف الجميل حيث الطبيعة الجميلة والمناظر الساحرة التي تنفرد بالمواطن وتجبره على عدم تركها ومغالبة الواقع الخدمي المزري والمادي وبجهد كبير يتحدى الصعاب في كل شيء في الزراعة والصحة والظروف الطبيعية الصعبة، الريف الذي يعاني من الإهمال منذ سنوات قبل الحرب، وجاءت الحرب لتسلبه قرة عينه ومهجة فؤاده، الريف الذي قدم وكغيره من كل المناطق خيرة الشباب في سبيل الوطن.
ريف جبلة القصي البعيد ومحور الدالية والقرى المحيطة والتي تتبع بلدياً وإرشادياً لها، أكثر ما تعاني في مجال الصحة والزراعة والهاتف والكهرباء والماء وقلة موارد العيش وكثرة العاطلين عن العمل مع كثرة الخريجين من جميع الاختصاصات وعدم وجود معامل أو منشآت تنمي وتطور هذا الريف.
وللإضاءة على ما سبق قصدنا البلدة وعدة قرى تابعة لها لنقف على الواقع الخدمي والتنموي..
فوق الإمكانيات
في الصرف الصحي: ذكر فواز عون رئيس بلدية الدالية أن البلدية إضافة لقرية الدالية تخدم ست قرى ومزارع هي معرين – النواقير بطموش أبور جيلة الدليبة التلازين فالبلدة مخدمة بنسبة 90% بالصرف الصحي ومعرين 60% والنواقير 90%، أما القرى الباقية فغير مخدمة والموضوع أكبر من الإمكانية وذلك لطول المصبات (المسافات) أما الموجود حالياً من شبكة صرف صحي فهو مهترئ وتالف وبحاجة لاستبدال حوالي 20% بقساطل البولي إيتيلين وخاصة طوق الينابيع لنضمن عدم تسرب مياه الصرف باتجاه الينابيع وطبعاً وبحكم التطور بحركة العمران والامتداد يستجد لدينا مشاريع تخديم جديدة لا يمكننا تنفيذها حسب إمكانات البلدية.
مشكلة المشاكل
وتعتبر الطرق مشكلة المشاكل حيث أن الأهالي وبجميع القرى يطالبون بشق الطرق الزراعية وتزفيتها وتزفيت الشوارع والطرق الموجودة حالياً حيث يعاني الأهالي بنقل محاصيلهم وخدمة أراضيهم من قلة الطرق الزراعية وعدم دخول المكننة الزراعية لأراضيهم.
وأضاف رئيس البلدية أن هناك مشاريع ضمن نطاق عمل البلدية من قبل الخدمات الفنية حيث تم ترقيع بعض المواقع وتزفيت مواقع أخرى، والشوارع الفرعية ضمن قرية الدالية سيئة إضافة للطرق الزراعية الترابية.
مطالب خدمية
وبالعودة للمختار علي محمود علي في الدالية ذكر أن الناحية والقرى المحيطة بها فيها عدد هائل من الشهداء وجرحى الحرب وبالتالي نتمنى أن يكون لدينا نقطة أو مركز للهلال الأحمر وذلك للتخفيف عن ذوي الشهداء والجرحى عند استلام مخصصاتهم من المعونات الغذائية والتقديمات الأخرى.
كذلك نطلب أن يكون لدينا في الدالية محكمة شرعية وصلح مدني وشعبة تموين لتسجيل حالات الزواج وحصر الإرث والمعاملات العقارية أسوة بالقطيلبية، كذلك نطالب بإحداث ثانوية مهنية ومستعدون لتقديم عقار مجاناً لذلك، وإذ نطالب أيضاً بصيانة المدرسة الثانوية التي عمرها ما يقارب الأربعين عاماً فجدرانها وأسقفها بدأت بالتآكل والتشقق وباتت تشكل خطراً على الطلاب.
وتابع رئيس البلدية كما أن البلدة بأمس الحاجة لإحداث مركز خدمة مواطن ونحن موعودون بذلك يخدمنا نحن والقرى المجاورة بالحصول على خدمات/غير موظف – غير محكوم – إخراج قيد – عقاريات . . الخ.
البلدة مخدمة بمخفر حراج ومكتب للزراعة الريجي (خاص بالتبغ) ومصرف زراعي ومكتب وصراف تجاري يقدم خدماته للمواطنين والمتقاعدين ومركز ثقافي ومركز كهرباء وصالة للسورية للتجارة وفرن آلي/بيت عانا/.
وأثناء تسويق موسم التبغ هناك لجنة شراء بالقرية ومركز إطفاء وفرع لمؤسسة عمران، هذه الجهات كلها أدت إلى تسهيل الحياة على المواطن ووفرت له الجهد والوقت والمال.
معمل الصابون
ومؤخراً تم إحداث معمل الصابون الخاص بدائرة المرأة الريفية مديرية زراعة اللاذقية واستوعب 25 عاملة رواتبهم حسب الإنتاج والعمل حسب توفر المواد الأولية والطلب، والمعمل ينتج مواد عالية الجودة بأقل التكاليف وقد خضع العاملون فيه لدورات أقامتها دائرة المرأة الريفية وينتج بالإضافة لصابون الغار المنظفات بأنواعها من سائل جلي وصابون سائل معطر أرضيات – شامبو – فازلين – دوا غسيل – جيل ملمع للزجاج والأرضيات ومنظف سجاد ويتم تصريف إنتاجه عبر صالات البيع لدائرة المرأة الريفية في اللاذقية – القرداحة – الحفة – جبلة، وتم توجيه من السيد المحافظ لمجمع أفاميا باستجرار منتجات المعمل وبيعها هناك مؤخراً وصالات السورية.
ونستفيد نحن بالمعمل كون المنطقة فيها عدد لا بأس به من أشجار الغار فنقوم بشراء زيت الغار من الفلاحين لصالح المعمل وطبعاً المعمل ببدايته ونأمل أن يتوسع العمل وتزداد المنتجات وبالتالي زيادة استيعاب يد عاملة أكثر هذا عن المعمل، أما عن التقديمات للفلاحين فقد تم وبالتعاون مع بعض المنظمات تقديم وتوزيع شبكات ري بالتنقيط مع سلل غذائية وبذار وشتول ومعدات زراعية – عزاقات – موتور ضخ مع عشافات – أغنام ماعز – دجاج بياض.
وبلمحة إحصائية عن عمل الوحدة الإرشادية أضاف غانم أنه يتبع بمجال عمل الوحدة 13،660 ألف دونم أشجار مثمرة ودخان . . و 4851 دونم بحاجة لاستصلاح و 34700 دونم غير مستثمرة.
أما الثروة الحيوانية فتشمل 630 رأس أبقار و 150 رأس أغنام و 4000 رأس ماعز و11 مدجنة و 13 جرار زراعي ونقوم بالإشراف على معاصر الزيتون وآلية توزيع ماء الجفت وإعطاء صاحب الآلية العاملة ضمن نطاق عملنا ورقة ليتم بموجبها إعطائه مادة المازوت.
ونعاني في الوحدة الارشادية من عدم توفر وسيلة نقل (دراجة أو سيارة).
في مجال الصحة
في البلدة مستوصف تتوفر فيه تقريباً كافة الخدمات من تحاليل (حوالي تسعة تحاليل) و عيادة أسنان تقدم خدمات علاجية (قلع – أطفال – وقائية) وصيدلية فيها أدوية السكري وأدوية المسنين الضغط والقلب والشحوم والمميعات التي نتمنى زيادتها وزيادة زبدة الفستق للأطفال، وعيادة إسعاف يتم فيها خياطة الجروح والضماد والقثاطر البولية للمريض وعيادة أطفال (قياس طول – وزن – تقديم الاستشارات والارشادات واللقاح بأنواعه متواجد ومتوفر للأطفال من عمر اليوم لإكمال الطفل لقاحاته).
وبخصوص ما ينغص المركز ذكر الدكتور فراس حاتم بأن المركز مجهز ويقدم الخدمة للمنطقة كلها من حدود دوير بعبدة وحتى حدود محافظة طرطوس كما ويخدم 11 قرية من طرطوس أي تجمع بشري يبلغ أكثر من 30 ألف نسمة لذلك نرجو أن يحدث بالمستوصف مركز طوارئ يضم دار توليد وسيارة صحية وأمصال مضادة للدغ العقارب والأفاعي وزيادة مخصصات أدوية مرضى السكر والمسنين والضغط والقلب وتوفير طبيب نسائية وقابلة وزيادة كمية الماسكات لجهاز الأرذاذ وزيادة كافة أنواع الأدوية كماً ونوعاً فمن المعروف أن المنطقة جبلية وبالشتاء تغطي الثلوج معظم القرى وتقطع الطرقات لذلك من المفروض أن يكون المستوصف مجهز بكل ما يحتاجه المريض ويلبي حاجة المواطنين.
المياه متوفرة ولكن
المياه متوفرة إلى حدٍ ما في البلدة والقرى التابعة لها ولكن نعاني من حدوث الأعطال وتكلس القساطل الرئيسية وقد تم استبدال قسم من هذه الخطوط ونحب أن نلفت إلى أن ما نسبته 25% من السكان ليس لديهم خزانات كبيرة (آبار اسمنت ذات سعات كبيرة) ولكن فقط خزانات حديد على الأسطحة وهذه معظمها سعتها 1م3 أو 2م3 بالتالي لا تكفي أي أسرة أكثر من يوم لذلك نتمنى من مؤسسة المياه أن تقوم بضخ الماء أكثر من ثلاث مرات في الأسبوع وطبعاً هذا ليس في القرى فهناك قرى أو حارات تبقى بلا الماء لأكثر من اسبوع وإذا ما جاءت لا تأتي لأكثر من ساعتين هذا ما ذكره بعض أهالي الدالية.
الكهرباء: تم استبدال كل محولاتها وهناك محولتان واحدة قيد التبديل والثانية قيد الدراسة والشبكات تمت صيانة قسم والباقي بانتظار الاستكمال.
الواقع السياحي: تملك المنطقة ميزات طبيعية ساحرة كإطلالة على البحر وجبال ومواقع أخاذة تنقصها إقامة مطاعم واستراحات ويمكن استثمارها سياحياً ولكنها بحاجة لأموال ضخمة فيها بعض المقاصف والاستراحات الطرقية ولكن لا تكفي لأنها غنية جداً بالمواقع والتضاريس الرائعة.
مطالب الأهالي
وكان لنا وقفة مع بعض الأهالي الذين أكدوا في مطالبهم على شق الطرق وتزفيتها وتزفيت الشوارع وإحداث خط سير جبلة وادي القلع الدالية ليخدم القرى بشكل كامل ولو بسرفيس فقط وإلزام المستوصف بعمل الدوام على مدى 24 ساعة فلا ينقصهم الكادر.. الكادر ضخم ومتوفر وبإمكانهم عمل الدوام طيلة /24/.
وفي مجال البلدية وحسب توجيهات السيد المحافظ للخدمات الفنية الاسراع بإنجاز المخططات التنفيذية في الفترة القادمة وتسهيل الحصول على استملاك أراض] من الحراج واستصلاحها واستصلاح الأراضي الزراعية أسوة بالقرى الأخرى خاصة وأن ثلثي المساحة الإدارية للبلدة هي مناطق حراجية وإحداث شعبة تجنيد ومؤسسة عسكرية وتزويد المستوصف بسيارة صحية خاصة به لأن السيارتين الموجدتين حالياً واحدة من جمعية البستان فأغلب الأحيان تقوم بمهمات خارج المستوصف وواحدة للجمعية الخيرية بالقرية.
4000 مشترك بالهاتف
في البلدة مركز هاتف يخدم أكثر من 25 قرية ومزرعة عدد المشتركين بحدود 4200 مشترك وفيه ثلاث مجمعات ضوئية (القلع – خرايب سالم – بيت العلوني) وتركيب /800/ بوابة والتغطية تعمل ضمن مجال 4،5 كم.
وقد تحسنت الخدمة كثيراً بعد تركيب المجمعات واختصرت المسافات وقريباً ستزود بالأنترنت لكن أهم ما يعاني منه المواطنون والقائمون على الهاتف هو سوء الأحوال الجوية في الشتاء من رياح شديدة وصواعق ورعد وبرق إضافة لسرقة الكابلات إذ أن هناك في قرية فويرسات حارة بأكملها تعاني من غياب خدمة الهاتف منذ ما يقارب العام وذلك بسبب سرقة الكابلات وهناك كابلات في قرى عديدة قديمة وبحاجة لاستبدال وإضافة علب جديدة تخدم المواطنين.
آمنة يوسف