برنامـج الأمــــم المتحــدة الإنمائي يدخــل مجمـّع معاهــــد الرعايــة الاجتماعيــــة مــن بوابــة تمويــــل التأهيــــل والتدريـــــب المهنــــــي
العدد: 9375
الخميس 27-6-2019
دخول برنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP إلى مجمّع معاهد الرعاية الاجتماعية في (الشير) عبر مشروع مشغل خياطة ودورات تأهيل مهني لذوي الاحتياجات الخاصة، يستدعي التوقف عند رؤية ثاقبة وصائبة باستهداف فئات بحاجة للدعم والتأهيل والمساندة، لخلق فرص عمل تحوّل المستفيد من البرنامج من مُعال إلى مُعيل لذاته، بتأمين دخل مادي لتحقيق أمان اقتصادي، واكتفاء ذاتي، وتحسين سبل العيش، على مبدأ (لا تطعمني سمكة بل علمني الصيد).
لكن السؤال الأهم: بعد انقضاء المدة الزمنية لعمل UNDP وتسليم مشغل الخياطة، و(أدوات ولوازم) تأهيل وتدريب مهني للدورات (صيانة حاسوب، حلاقة نسائية ورجالية، خياطة تصنيع شمع) لمديرية الشؤون الاجتماعية والعمل باللاذقية هل ستحافظ مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل باللاذقية، والعمل على هذه المكاسب التي حصلت عليها لاستثمارها بطريقة ممتازة، ومنها مشغل خياطة استثماري مجهز ومنتج بما يعدو بالفائدة عليها وعلى العاملين بالمشغل، والموجودين بمجمع معاهد الرعاية الاجتماعية من ذوي الاحتياجات الخاصة وتطويرها مستقبلاً؟
مشروع استثماري جاهز ومنُتج
لأول مرة في الطريق الصاعد إلى مجمع معاهد الرعاية الاجتماعية في الشير وخصوصاً معهد التربية الخاصة للإعاقة السمعية تتسارع نبضات قلبي فرحاً، مع شعور بالنشاط مترافق مع الامتنان والشكر لمكتب برنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP لاختيار الموقع وتمويل (مشروع التأهيل المهني لذوي الإعاقة) بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، ومحافظة اللاذقية وصلت إلى مشغل الخياطة في الطابق الأرضي لمعهد التربية الخاصة للإعاقة السمعية، للدخول من باب خارجي، أمام اتساع صالة المشغل والإنارة الطبيعية ووجود مكيفات تراجعت النظرة المسبقة عن المشاغل التي تقبع في أقبية الأبنية لتظهر صورة مشغل بشروط بيئية وصحية ممتازة استقبلتني مديرة المشغل وبدأنا الجولة صالة بمساحة أكثر من (150) م2 تمت إعادة تأهيلها لتصبح مفتوحة ومناسبة للعمل مع دهان حديث وإضاءة وتكييف، إضافة إلى غرفة ودورات مياه ومكتب، تضم التجهيزات اللازمة للعمل من مكنات (درزة وحبكة ورشة وتركيب أزرار وعراوي ورشة مطاط ودرزة بأبرتين، مع طاولة قص، طاولة مد، شؤدير للكوي، مقص كهربائي، وطاولات متممة للمكنات، وتم توريد (3000) متر قماش متنوع لتتم المباشرة بالإنتاج مع بداية شهر حزيران.
وفيما يخص اختيار العمال: تم الإعلان عن مسابقة لاختيار عمال خياطة بتقديم طلبات في مبنى مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل، وبعد الاختبار تم اختيار عاملات بناء على معايير الخبرة والإتقان، لتبدأ المرحلة التجريبية مع التدريب على مكنات حديثة، واختبار المهارات للتصنيف حسب الاختصاص.
وبالنسبة للتسويق هناك محاولة تسويق إنتاج المشغل من قبل أحد التجار الذي طلب إنتاج نموذج (بنطال بيجاما) وسيتم الإنتاج خلال الفترة المتفق عليها، مع وجود طلبات أخرى لتحضيرها وتسويقها.
أمّا تنظيم العمل مالياً، فقد تم تدريب إحدى عاملات المشغل وهي تحمل شهادة معهد سكرتاريا على برنامج محاسبة حيث قامت بجرد محتويات المشغل من معدات وإكسسوارات وقماش، ليتم إعداد فواتير شراء، وفتح حساب مصرفي باسم مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل لتحويل ثمن المنتج المُباع إلى حسابهم من أجل إعداد دورة مالية سليمة وبعد انتهاء دورة الانطلاق سيتم تسليم المشغل بمعداته وعمّاله المدربين إلى مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل كمشروع استثماري مجّهز ومنتج.
فرح العاملات بفرصة عمل مشوب بالقلق
اجتمعت العاملات بالمشغل على نجاح الإدارة بإدارة العمل بأسلوب تعامل رائع وتعزيز التعاون لإنجاح المشروع وبين من رأت بالعمل فرصة لتحقيق أمان اقتصادي هناك أم تعيل عائلة لأن الزوج مصاب بالشلل، وعاملة لديها شلل بالرجل اليمنى بارعة بالدرزة والحبكة اختارت أن تترك المشغل الذي كانت تعمل به بالمدينة لتنتقل إلى مشغل أكثر قرباً من سكنها، رغم أن العمل يتطلب مهارة وتقنية أكثر من مشاغل عملت بها لكن هناك تساؤلات خرجت تحمل قلق حول مصيرهم بعد تسليم المشغل لمديرية الشؤون، مع الأماني باستمرارهم بالعمل في قطاع يحقق الأمان بأشكاله.
مهنة بيدي.. أنا سيد نفسي
أكثر من (55) متدرباً يتجهون إلى مجمّع معاهد الرعاية الاجتماعية في الطابق الأرضي في معهد التربية الخاصة للإعاقة السمعية لمتابعة دورات (صيانة حاسوب، حلاقة رجالية ونسائية، خياطة، تصنيع شمع) على أيدي خبراء بالاختصاصات بهدف التدريب المهني، بعد أن تم تأهيلهم لمدة ثلاثة شهور بدورة ما قبل مهني من اختصاصيين، (نفسياً، جسدياً، عالم الأعمال، السلامة المهنية، تواصل اجتماعي) بعد تقييم (طبي، نفسي، صحي وجسدي) المتدربون من المجتمع المحلي والوافد ومصابي حرب، ومن ذوي الاحتياجات الخاصة.
برنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل ومحافظة اللاذقية أطلق (مشروع التأهيل المهني لذوي الإعاقة) بالمجمّع، للتأهيل والتدريب على مهنة لدمجهم في سوق العمل وإعادة تأهليهم ليعتمدوا على أنفسهم في حياتهم العملية، وقدم البرنامج كل المعدات واللوازم للتدريب المهني للدورات كافة ولا وقت محدد للدورة إنما الخيار للمدرب بانتظار إتقان المتدربين ما يتم تدريبهم عليه ولاحقاً هناك مشاريع مطروحة ويمكن تنفيذها بتوزيع العُدد للمتدربين.
ومع انتهاء الدورات بالمجمع سيتم تسليم الأدوات والعدد التدريبية لمديرية الشؤون الاجتماعية والعمل
وداد إبراهيم