الوحدة:9-5-2024
منذ القديم ارتبطت الصورة بالفكرة، وبهذا نجد أن تطورها يعود إلى ارتباطها بالإنسان منذ العصر الحجري. فهي تروي بصرياً قصة وجود الإنسان والحضارة، وكيف أن الإنسان البدائي استخدم الرسوم كدلالات عبّر بها عن حياته وعن علاقاته بما يحيط به، وما يجول في نفسه من أفكار.
حيث إنه في كل مرحلة من مراحل هذا التطور كان هنالك حدث تاريخي وحياتي، بهذه المقدمة استهلت الفنانة التشكيلية لينا ديب – نائب رئيس اتحاد الفنانين التشكليين في سورية. محاضرتها بعنوان: ” تاريخ نشأة الصورة وعلاقتها مع الحضارة”، والتي قدمها الأستاذ بسام جبلاوي، ورافقها عرض السلايدات، وذلك وسط حضور كثيف ملأ صالة جمعية العاديات باللاذقية.
في مادتنا الآتية نسلط الضوء على أهم ما جاء في المحاضرة من مضامين أغنت العنوان المطروح.. ، حيث أوضحت الفنانة التشكيلية لينا أن بداية ظهور الصورة يعود إلى 4000 ق.م، فقد عبّر الإنسان بالرسم عن نفسه، فلم يكن يعرف الكتابة، وبدأت أولى إبداعاته برسم أشياء مطابقة للحياة والواقع على جدران الكهوف أو بالنحت أو الحفر على الأحجار مثل الرقيم الذي وجد في أوغاريت والأختام الأسطوانية الأوغاريتية والسومرية، فكانت رسوماته رمزية، ثم تطور الإنسان فبدأ يستخدم الأدوات، وبدأ بالزراعة، فكانت رسوماته في هذه المرحلة مستقاة من الحياة والمجتمع، وبالتالي بدأ بتكوين حضارة، ومن أوائل الحضارات هي الحضارة الفرعونية، وكذلك حضارة بلاد الرافدين، وتم اختراع الكتابة.
ويعد أول من اعتمد الرسم والنحت الواقعي، هم الإغريق في اليونان، وجاء من بعدهم الرومان الذين تأثروا بصور الرسومات في الشرق الأوسط وبرسومات الفراعنة، ونجد تشابهاً بينهم في قواعد الرسم والنحت، كالتسطيح والمواجهة وتسمى هذه المرحلة بالكلاسيكية في القرن 5ق.م، وهنا ارتبط الفن بفلسفة الجمال والعلوم، واتجهوا إلى محاكاة الطبيعة.كما كان تأثير كبير لعلماء الرياضيات فوضعوا النسب الذهبية للمباني والتماثيل كما في تمثال فينوس دي ميلو، وتماثيل الربة عشتار الأم.
هذا وقد وجدت أيضاً حضارات أخرى في الصين والهند كحضارة المهابهاراتا، وفي أمريكا الجنوبية حضارة المايا.
وبعد ميلاد السيد المسيح بدأت الديانات السماوية بالانتشار، وعبّرت الكنيسة عن معتقداتها الدينية عن طريق الرسومات المصورة على الجدران والأسقف و الأيقونات. ثم ظهرت الرسومات الزخرفية والمنمنمات في الحضارة الإسلامية.
رفيده يونس أحمد