مع ارتفاع “حمّى” عمليات التجميل… هل المرأة الجميلة سعيدة حقاً؟

الوحدة 27-4-2024

على الرغم من عدم وجود معايير محددة لجمال المرأة، فالإحساس بالجمال أمر نسبي يختلف باختلاف البنى الثقافية والاجتماعية والنفسية والتربوية.

ولكن الجمال يبقى هاجس النساء في كل مكان وزمان وأضحى اليوم شغلهن الشاغل بدليل عمليات التجميل التي تتهافت عليها نسبة كبيرة منهن بعدما أصبحت جزءاً من الموضة.

لماذا يسيطر هاجس الجمال على عقل حواء واهتماماتها؟.

ما من فتاة إلا وتتمنى أن تكون من أجمل الفتيات ليعجب الناس بجمالها الباهر وتكون محط أنظار المعجبين وخصوصاً في فترة المراهقة لاعتقادهم في تلك السن المبكرة أن الجمال وحده يكفي الفتاة لتكون محبوبة ومقبولة من المجتمع ومميزة بين قريناتها من الفتيات، ولكن بعد أن تتجاوز هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها كل فتاة تختلف رؤيتها للجمال فهو ليس مقتصراً على الشكل فحسب بل هناك المكملات الأخرى التي يحتاج إليها الشكل لتكون الفتاة مميزة، من قوة الشخصية والثقة بالنفس وحسن أسلوبها مع الآخرين وقدرتها على التأثير بهم.. والجمال لا يغني عن الثقافة لأن الثقافة ضرورة يجب أن تمتلكها امرأة العصر لتتماشى مع الانفجار المعرفي والثقافي الهائل الذي يمتاز به العصر، فالجمال نعمة يهبها الله للإنسان كي يمتع ناظريه بها ويحمده عليها لكن المشكلة أن هذا الجمال قد ينقلب ضد صاحبه، وذلك عندما يحيط المجتمع المرأة الجميلة بهالة من الغزل بجمالها وحسنها ما يجعل المرأة تقع في فخ الغرور والتعالي والتغاضي عن عيوبها ما ينسيها أيضاً أهمية تطوير ذاتها وتحقيق طموحاتها. وكثيراً ما نجد عالم الفتيات الجميلات يقتصر على تسجيل عدد الأشخاص المعجبين بهن، واستخدام هذا الجمال كوسيلة لإيقاع الآخرين في غرامهن لمجرد إرضاء غرورهن وكم من الجميلات اللواتي وقعن بسهولة في فخ ما نصبه أحدهم ممن يستغل نقطة ضعفهن بإطرائهن بالكلام المعسول للوصول إلى غايات دنيئة. فالجمال ليس مفتاح السعادة الحقيقية للأنثى بل هو من الضروريات التي يجب أن تكتمل مع عناصر أخرى كالذكاء والحكمة والخلق والثقافة وخفة الظل والأسلوب الحسن، وهي المفاتيح التي تجعل المرأة جميلة في نظر كل الناس. الذكاء هو النعمة الكبرى قبل الجمال، فالفتاة الذكية تعرف كيف تنمّي مواطن الجمال لديها وتعرف أيضاً كيف تتلافى المواطن غير الجميلة. أما الفتاة البلهاء، فبالتأكيد ستدمر بغبائها كل ما هو جميل لديها وسرعان ما يصبح عبئاً عليها وعلى الآخرين، فالجمال لا يمكن أن يعوض الغباء على الإطلاق.

لمي معروف

تصفح المزيد..
آخر الأخبار