الوحدة : 23-4-2024
تزن الطفلة قمر أبو الخلا ذات الثلاث سنوات ١٣ كغ، حُولت لإجراء عمل جراحي بعد أن شُخّص لها فتحة كبيرة بين الأذينتين، وهي آفة من آفات القلب الخلقية عند الأطفال، وبهذا الوزن تعد من المرات القليلة التي أجريت فيها عمليات قلب مفتوح لأطفال في اللاذقية والتي عادة تجرى في مشافي دمشق.
وفي التفاصيل أفاد الدكتور إياد حماد متخصص في أمراض القلب وجراحتها بأن التعامل مع هكذا أوزان في عمليات القلب المفتوح عند الأطفال يتطلب تجهيزات خاصة، تم العمل على تأمينها إضافة لضرورة وجود كادر مؤهل للتعامل مع الأطفال الخاضعين لعمليات القلب قبل وأثناء وبعد العمل الجراحي دعمه وجود طبيب متخصص بالأمراض القلبية عند الأطفال في الهيئة وهو الدكتور يوسف غانم الذي كان له دور كبير في متابعة الحالة قبل وبعد العمل الجراحي.
وبعد تذليل الصعوبات المتمثلة بما ذكر وبعد إتمام التحضيرات اللازمة للعمل الجراحي وتأمين كافة المواد المطلوبة أجري العمل الجراحي حيث وجدت فتحة كبيرة في الحجاب بين الأذينتين مع وجود بقايا لذلك الحجاب لكنها مثقبة بشكل غربال تم استئصال تلك البقايا وإعادة تصنيع الحجاب بين الأذينتين برقعة تم تحضيرها من التامور الذاتي للطفلة.
ويضيف د.حماد بأنه وبعد العمل الجراحي سارت الأمور بشكل جيد وتم فطام الطفلة عن المنفسة بشكل روتيني بعد عدة ساعات وفي صباح اليوم التالي للجراحة تطور لديها وذمة رئة مع نقص بالأكسجة وأعيد التنبيب وتم وصلها إلى جهاز التنفس الصناعي حيث مرت لحظات عصيبة للجميع من الطفلة لذويها للكادر المتابع، وتم إجراء العلاج اللازم والمتابعة اللصيقة خلال ٢٤ ساعة التالية حتى تمكنت من الفطام مجدداً، وسارت الأمور بعدها بشكل ممتاز وتحسن سريع لتتخرج الطفلة من المشفى خلال عدة ساعات.
في المراجعة الأخيرة كانت قمر بحالة ممتازة وتعدت مرحلة الخطر وبإمكانها متابعة حياتها بشكل طبيعي لكن مع تدابير تتعلق بالوقاية من الإنتانات ومعالجتها إضافة للمراقبة الدورية بالإيكو.
وأوضح د.إياد بأن الأعراض تكشف صدفة أثناء مراجعة طبيب الأطفال ولسبب ما مختلف وأثناء الفحص يكشف الطبيب وبالإصغاء وجود نفخة قلبية وبناء على ذلك يحيل الطفل لإجراء إيكو قلب، أو يكون الطفل يعاني من إنتانات تنفسية متكررة وزلة تنفسية مع تعب ووهن وأحياناً تأخر نمو،
وعن نسبة نجاح العمل الجراحي بيّن الدكتور إياد بأن النسبة كبيرة ورغم أنه في الطب لا يوجد شيء مطلق إلا أنها تكاد تصل إلى 100%، لافتاً بأنه لابد من وجود نسبةخطورة1- 2% تتعلق بالعمل الجراحي واستجابة الجسم للدوران الصنعي والأدوية المختلفة ومرحلة اكتشاف الآفة ومدى تطورها وتأثيرها على القلب والجسم عموماً.
وحول فيما إذا كان هناك إحصائية للأطفال الذين يعانون من آفات القلب الخلقية وضّح بأنه لا يوجد إحصائية محددة لدينا إلا أنها تبلغ عالمياً مايقارب 0,8% من الولدان الأحياء وتشكل الفتحة بين الأذينتين ما يقارب 10 – 15% من كافة التشوهات.
نجود سقور