مشــــــفى جبــــــلة.. ضـــــيق المكان لم يؤثـّر على مســــــتوى الخدمــــــات

العدد: 9372

 الاثنين 24-6-2019

 

حجمه صغير كبناء، وفعله يفوق كل التوقعات، ويتحدى كلّ الصعوبات، مشفى الشهيد الدكتور إبراهيم نعامة الوطني في جبلة، هذا ما أكده مدير المشفى الدكتور قصي خليل وأضاف: مشفى جبلة في بنائه الحالي كان قسم الجراحات سابقاً وبعد هدم الكتلتين السابقتين في عام (2010) أصبح الآن مشفى صغيراً يخدم شريحة كبيرة من المواطنين مدينةً وريفاً بالإضافة إلى أهلنا الوافدين من باقي المحافظات نتيجة الظروف الأمنية التي يمر بها بلدنا الحبيب أي ما يزيد عن (800) ألف مواطن يقوم المشفى بتخديمهم بشكل علاجي وتشخيصي، يحتوي المشفى على (55) سريراً وعدد هذه الأسرّة بالنسبة لعدد السكان صغير جداً، وبالكاد يكفي، ولكن ورغم ضيق المكان نقدم الخدمات بشكلها الطبيعي، وقياساً لعدد السكان والمراجعين للمشفى يجب توفر (250) سريراً على الأقل لكي يأخذ المريض حقه بشكل كامل من الخدمات والعلاج. 

يحتوي هذا المشفى على عدّة أقسام هي: قسم الإسعاف والعناية الإسعافية، قسم غسيل الكلية، العناية القلبية، شعبة العمليات، قسم الأطفال، قسم التوليد، قسم الجراحة بأنواعها: عظمية، بولية، عامة، داخلية، صدرية.
وخارج البناء توجد عيادات خارجية وهي كبناء عبارة عن غرف صغيرة مسبقة الصنع بالإضافة إلى قسم مخبر يقدم جميع أنواع التحاليل وقسم أشعة.

يتابع الدكتور حديثه: يراجع المشفى شهرياً (8500 – 10000) مريضٍ في قسم الإسعاف، والعيادات الخارجية (8500) مريضٍ بالإضافة إلى الخدمات الكبيرة التي يقدمها هناك فحوص مخبرية شهرياً تتراوح بين (35-40) ألف تحليل مخبري, صور شعاعية تزيد عن (5000) صورة شعاعية تصوير إيكو شهرياً (2800- 3000) صورة، طبقي محوري بين (500-600) صورة شهرياً وحالياً عندنا نقص بالمادة الظليلية (مادة الحقن).
قدمت مديرية الصحة باللاذقية للمشفى كامل المعدات الطبية اللازمة له لتقديم أفضل الخدمات الطبية للمواطنين ومجاناً، ومن هذه الأجهزة أجهزة المخبر: جهاز تحليل كيميائي، جهاز تعداد آلي جهاز واسمات ورمية، جهاز هرمونات، جميعها حديثة وجديدة، والمخبر يعمل بشكل يومي، وله عمل خارجي يومي الأحد والأربعاء.
حاضنة غوّاصة
أما بالنسبة لقسم الأطفال فيوجد فيه (5) حواضن كلها جديدة، بالإضافة إلى رفد المشفى بحاضنة غواصة لمعالجة الأطفال الخدج أي حديثي الولادة، في العام الماضي تمّ تزويد المشفى بجهاز فاكو للعمليات العينية بالمشفى كثافة البلورة- السائل، وأسبوعياً يتم إجراء من (8-10) عمليات عينية، يوجد طبيب اختصاصي بالإضافة إلى جهاز تنظير هضمي علوي سفلي مباشرة وضِع في الخدمة، وأيضاً جهاز وظائف رئة، أجهزة العمليات والتخدير كلها جديدة، وجهاز أيكو خاص بقسم التوليد أيكو مركزي بالإضافة إلى جهاز إيكو نقّال.
لا يوجد رنين
أما ما يخص جهاز الرنين المغناطيسي لا يوجد لدينا بسبب عدم وجود مكان لوضعه، ويحتوي المشفى أيضاً على جهاز أشعة وجهاز سي آر جهاز تصوير شعاعي فائق الدقة (فول أتش دي)، وحالياً قدمنا طلباً لرفد المشفى بشاشات ربط شبكة بين الأجهزة وأي قسم موجود، المريض عليه فقط أن يحضر ويتصور وبشكل تلقائي شاشة الربط تقوم بتحويلها إلى الطبيب المختص، ونأمل بالقريب العاجل توفرها لدينا، وهذا يوفر وقتاً وجهداً، ونراعي في عملنا جرحى الجيش وذوي الشهداء حيث لهم معاملة خاصة وتقديم كل ما يلزم لهم.
سياسات الجودة
ويضيف الدكتور خليل: نحن في عملنا لا نعمل بشكل عشوائي بل نعمل من خلال سياسات الجودة التي يضعها مكتب الجودة الموجود لدينا في المشفى، وهو متميز على مستوى وزارة الصحة في سورية، لا يوجد أي إجراء في المشفى إلاّ وله سياسة مكتوبة وتكون بمتناول جميع العاملين في المشفى، وقد أجريت لهم دورات عليها لنقل الدم، إعطاء إبر، إجراء اختبار التحسس، دورات للوقاية وضبط العدوى، ومنذ مدة قصيرة تمّ تقييم وزاري لجميع مشافي سورية العامة وقد نال مشفى جبلة المرتبة الأولى بالتقييم.
لوحات دلالة
في الفترة الأخيرة وضعنا لوحات دلالة لتسهيل دخول المواطن إلى أي قسم يريد، أما الأقسام الموجودة في المشفى في متابعة لحديث الدكتور:
قسم غسيل الكلية: يوجد في طابق القبو، غرفة وضعنا فيها (5) أجهزة لغسيل الكلية وهي تعمل على مدار (24) ساعة، ونتيجة الضغط عليها أسبوعياً يستخدمها (70) مريضاً، ويحتاج كل مريض جلستين في الأسبوع أي في الشهر (600) جلسة، وهذه الأجهزة نتيجة الضغط وعدم إطفائها تتعرض لأعطال متكررة، ولكن نتداركها بشكل كامل، وحالياً عندنا جهاز خارج الخدمة.
أما الخدمات التي يقدمها المشفى للمرضى يقول الدكتور قصي:
عندنا في المشفى تجرى جميع أنواع العمليات باستثناء عمليات الجراحة القلبية، عندنا في المشفى (105) أطباء و(5) صيادلة.
المشفى مغطاة بأطباء اختصاصيين باستثناء بعض الاختصاصات وهي نادرة ومن الاختصاصات التي يفتقدها المشفى الجراحة العصبية وهي مشكلة ليست عندنا فقط بل على مستوى وزارة الصحة، أي حالة تأتينا بهذه الخصوص إثر حادث أو أي ظرف طارئ نجري للمريض الإسعافات الأولية ونحوله إلى المشفى الوطني باللاذقية أو مشفى تشرين الجامعي، وأيضاً من الاختصاصات التي نفتقد وجودها اختصاص جراحة القلب فهو بحاجة إلى طبيب اختصاصي ومركز خاص بالحالة كمركز الباسل باللاذقية، الحالات الحرجة التي تأتينا نجري لها إسعافات أولية ونرسلها إلى اللاذقية.
جراحات القلب لا توجد عندنا بالإضافة إلى الإصابات الصدرية لا توجد لها جراحة لذلك نقوم بتحويلها إلى مشافي اللاذقية.
ومن ضمن الاختصاصات التي نفتقدها اختصاص طبيب أمراض الدم ونقص باختصاص طبيب الطوارئ لا يوجد إلا طبيب واحد.
300 عملية شهرياً
وشهرياً نجري في قسم الجراحة (280-300) عملية باختصاص أذنية عظمية، بولية، تنظيرية، عينية، وجراحات عامة بأنواعها بالإضافة للعمليات النسائية.
كادر تمريضي ممتاز
وتابع حديثه قائلاً: بالنسبة لقسم التمريض لدينا كادر ممتاز، وحالياً تم رفد المشفى بكادر جديد تمّ تأهيلهم وتدريبهم وخلال فترة دراستهم تم تدريبهم عندنا، وحالياً يعملون في الفترة الصباحية بإشراف كادر قديم ذي خبرة، ونجري دورات تأهيل بشكل مستمر للكادر الجديد والقديم وبشكل كامل والأجهزة الطبية الموجودة نجري عليها صيانة دورية ومن خلال سياسة الجودة خصصنا لكل جهاز بطاقة خاصة فيه. مشكلتنا الأساسية هي ضيق المكان وهذا يعيق عملنا أما بالنسبة لقسم الإسعاف فهو موجود بخدماته على مدار الساعة ولكن بحكم الضغط الكبير يحدث تذمراً وشكاوى من الإخوة المواطنين وهذا أمر طبيعي, ونتمنّى من الأهل التحلي بالصبر ففي قسم الإسعاف عندنا أولويات وخصوصاً بالنسبة للحالات الحرجة كالحوادث فهي بحاجة أكثر للتعامل معها بسرعة.
سيارتان فقط!
لا يوجد في المشفى سوى سيارتان للإسعاف، وهذا غير كافٍ، بحكم صغر المشفى نضطر لتحويل حالات إلى مشافٍ أخرى في اللاذقية، وهذا يخلق لدينا مشكلة.. نتوجه بالشكر للمساعدة التي تقدمها جمعية البستان الخيرية في هذا المجال حيث تقدم لنا مساعدة في هذا الأمر عند الضرورة أما فيما يخص الأدوية فمديرية الصحة تقوم بتزويد المشفى بالأدوية الموجودة بشكل كامل (3) مرات أسبوعياً من مستلزمات طبية أو تجهيزات لكن هناك أدوية مفقودة وهذا خارج إرادتنا مثل لقاح الكلب، لقاح الكزاز، بحكم الحصار الاقتصادي المفروض على البلد.
وجعنا كأهل جبلة مدينةً وريفاً وكادراً طبياً وإدارياً هو ضيق المكان في المشفى وتوقف العمل بالمبنى الجديد, تفاءلنا في بداية الأمر عندما كانت وتيرة العمل بداية تسير بشكل كبير, ولكن كيف ولماذا توقف العمل به الجواب عند أصحاب الشأن؟
فالعمل متوقف منه منذ سنة ونصف عن الإكساء، حسب معلوماتنا وزارة الصحة ومديرية الصحة قدمتا كل التزاماتهما بهذا الخصوص ولكن أين تعثرت الأمور لا أحد يعلم وهذا برسم الجهات المختصة؟
نحن ككادر سنعمل بأقصى جهدنا لتقديم أفضل الخدمات للمواطنين ومشفى جبلة قدم من كادره الطبي (15) شهيداً وأكثر من (80)جريحاً.

خـــــــبرة طبـــــــيـّة وكفـــــــاءات تمريضــــــية

مهارات تمريضية
مجدولين خليل رئيسة التمريض العام في مشفى جبلة قالت: جميع المهارات التمريضية الأساسية المطلوبة من التمريض موجودة في المشفى، بالإضافة لبرنامج الجودة، سياسات وإجراءات تمريضية يتم إعدادها مع مكتب الجودة، حيث يتم تدريب الكادر التمريضي عليها، ونعاني في عملنا من ضيق البناء، أما العمل الصحي للكادر الموجود يأتي بعد كشف الطبيب على المريض فيضع لنا خطة لعلاجه والكادر الموجود في كل قسم يقوم بالمتابعة والتقيد بالتعليمات بشكل دقيق حتى لا يحدث أي خطأ لا سمح الله، وتصبح العلاقة طيبة جداً بين الممرضة والمريض، وأحياناً تأتينا حالات مرضية لا يوجد معها مرافق، فيقدم الكادر الموجود للمريض كل ما يحتاج من رعاية.
بالنسبة للتأثيرات الجانبية لأي دواء أو أي اختلاج للمريض من مهمة الممرضة ومجرد وجود أي ملاحظة من قبل المريض مهما كانت صغيرة يتم تفاديها مباشرة.
مع المرضى
وأثناء تواجدنا في المشفى دخلنا قسم العناية المشددة والتقينا بعض المرضى الموجودين في القسم:
* المريض علي الدرج فقال: نحن نتلقى خدمة رائعة بكل ما تعنيه الكلمة، طلباتنا كلها تقدم لنا دون أي طلب، الخدمة الطبية مميزة.
* المريض صباح علي، وتم تخريجه لاستقرار حالته الصحية بشكل كامل يقول: نحن كمرضى في هذا المشفى في خجل من كرم الكادر الطبي والعناية الفائقة التي يقدمونها لنا ولا يوجد أفضل من ذلك علاجاً وعناية.
* المريض نعمان الشغري: لم يمض على وصولي لحظات حتى بادروا بالإجراءات الطبية اللازمة لحالتي بكل احترام وعناية فائقة.
أما بالنسبة لرئيسة القسم الجندي المجهول التي رفضت التعريف باسمها، واكتفت فقط بإعطاء معلومات فقالت: نحن هنا نقدم كل ما يلزم من جهد وعمل لتقديم أفضل الخدمات الطبية للمريض، وإذا كان وضعه المادي سيئاً نتكفل بعلاجه كالحالة المرضية التي كانت عندنا، مريضة وضعها المادي سيئ، فأنا على نفقتي الخاصة أمّنت لها جميع الأدوية التي تحتاجها ودون أن أخبرها بذلك حفاظاً على شعورها، نحن بعملنا نعاني من ضيق المكان وهذا يصعب علينا عملنا.
آيات يوسف رئيسة قسم غسيل الكلية قالت: نستقبل المريض ونقدم له كل ما يلزم لغسيل الكلية، ولكل مريض جلستان في الأسبوع، وتتم برمجة مواعيدهم على مدار الأسبوع بما يتناسب مع وضعهم الصحي وأماكن سكنهم تخفيفاً للأعباء المادية عنهم حتى لا يضطروا إلى اللجوء لسيارات أجرة في الليل، حالياً نعاني من عطل جهاز السلبي ويوجد (41) مريضاً بحاجة إليه وهو معطل منذ أسبوعين، نعمل على مدار الساعة حتى نتمكن من تقديم أفضل خدمة ونعاني أيضاً من ضيق المكان وهذا يشكل صعوبة على المريض والمرافق له حتى نحن في عملنا نلاقي صعوبة وأساس أيّ عمل لغسيل الكلية هو عزل المرضى عن الكادر التمريضي ولكن نحن بسبب الحاجة الماسة لتقديم ما هو أفضل نتواجد مع المرضى معرّضين حياتنا للخطر بسبب روائح الأدوية التي تعطى للمرضى في هذه الغرفة اليتيمة بالإضافة للمرضى والأجهزة هي أيضاً مستودع للأدوية الخاصة بالقسم وبراد ومكتب صغير يضم ذاتية المرضى الموجودين، فنحن نستثمر كل (سم) في الغرفة للاستفادة منها بما يساعد في تسهيل عملنا.
وأثناء وجودنا في القسم كانت لنا لقاءات مع المرضى الموجودين..
ماهر عيسى معلا: أنا كمريض لا ينقصني أيّ شيء، تقدم لي جميع الخدمات الطبية اللازمة لغسيل الكلية وبشكل كامل دون أي إزعاج، بل على العكس أشعر بأنني أحمّل الكادر المرافق لنا جهداً فوق طاقته.
المريضة كلثوم عليا مريضة غسيل كلية: نشكر الكادر الموجود معنا من أطباء وممرضين فهم يبذلون قصارى جهودهم في تقديم الخدمات الطبية لنا دون كلل أو ملل بل على العكس الابتسامة لا تفارق وجوههم على الرغم من تعقبهم.
المريض ياسر الشريف مريض غسيل كلية: يتعامل الأطباء والممرضون معنا كالإخوة، ولا نحتاج لأي شيء بوجودهم لدرجة ننسى وجعنا من طيب معاملتهم.
في قسم الإسعاف والعناية الإسعافية قالت الممرضة عفراء محمد: نحن نستقبل مرضى مقبولين بالشعبة: مريض إنعاش قلبي، مريض نقل دم، مريض بحاجة لمضادة وجميع الحالات المرضية عند توفير السرير نقدم اللازم، كما نعاني من ضغط عدد المرضى وقلة الأسرّة بسبب ضيق المكان.
الشهيدة الحية رئيسة قسم الإسعاف والعناية الإسعافية عبير إسماعيل، وهي من الناجيات من تفجير مشفى جبلة وبعد عودتها إلى العمل رفضت تغيير قسمها قالت: نقدم كل ما يحتاجه أي مريض عند وصوله مباشرة، فحص، فتح وريد، تحاليل طبية، إبر، مراقبة، ولكن في عملنا الأولوية للحالات الحرجة بداية كالحالات الناتجة عن الحوادث عندنا نقص ببعض الأدوية رفعنا كتاباً لتزويد القسم بما يلزم منها.
بالنسبة للأجهزة فهي كاملة ودوامنا على مدار (24) ساعة، ونظام عملنا ورديّات نحاول قصارى جهدنا لتقديم أفضل الخدمات للمرضى دون أي تذمر.

مراكـز صحـية تقـــــــــــــدّم خدمـــــــــــات متمـــــــــيزة

قسم التصوير (طبقي محوري) شيرين مرهج، فنية أشعة قالت: نحن نقدم جميع الخدمات المطلوبة منا، كما نعاني من انقطاع مادة الحقن أي المادة الظليلية وهذا يعيق عملنا نبدي الحالات الإسعافية ونتعامل معها مباشرة أما الحالات الباردة حسب الضرورة والأولوية.
وفي شعبة المخبر وللوقوف على الخدمات التي يقدمها كان لنا لقاء مع الدكتور محمد رشيد جحجاح اختصاصي مخبر حيث قال: المشكلة التي نعاني منها الضغط الهائل بالتحاليل وبالنهاية بعضها تبقى عندنا وأصحابها لا يأخذونها، وهذا هدر وقت وجهد جميع التحاليل التي تأتينا شاملة حالياً يوجد توجه لتحديد التحاليل وفق سياسة مديرية الصحة وقد وصل كتاب بهذا الخصوص وسيتم تعميمه في جميع الأقسام للتقيد كل طبيب بالتحليل المطلوب فقط أما تحاليل القسم الإسعافي فهي فوق الحد يومياً هناك (3000) تحليل بالإضافة لضيق المكان نعاني أيضاً عدم وجود نوافذ تهوية في الغرفة رغم وجودها لا نستطيع استخدامها فالأجهزة أغلقتها والمكان حتى بالأجهزة ضاق.
هناك سحب خارجي يومي الأحد والأربعاء، وهذا يشكل عبئاً إضافياً في عملنا ويضطر العاملون في المخبر للبقاء يومياً إلى ما بعد الساعة الرابعة بعد الظهر وبذلك تزداد تكاليف وصولهم إلى منازلهم بالإضافة إلى العبء المعنوي معظمهم يقطنون في الأرياف البعيدة ولن يستطيعوا تأجيل أيّ تحليل، لهذا يضطرون للاستمرار بالعمل لأوقات متأخرة ومنهم من يضطر للعمل وهو واقف لا يستطيع الجلوس بحكم ضيق المكان فلا يمكن وضع كراسي تناسب عدد العاملين في القسم.
وفي قسم العيادات الخارجية وهذه أيضاً وجعها لا يقل عن وجع الأقسام في المشفى وجعها يفوق أي وجع أفعال وخدمات كبيرة تخرج من غرف صغيرة جداً بالكاد تتسع بالحد الطبيعي لشخصين ومع هذا لا يبخل الكادر الطبي الموجود بتقديم أفضل الخدمات، وهناك عيادات تضم عدة اختصاصات في غرفة واحدة وهذا يشكل عبئاً وحرجاً على الطبيب والمريض في نفس الوقت.
الدكتور إدريس سليمان اختصاصي داخلية قال: عندنا حجم عمل كبير جداً وبنى تحتية صغيرة بشكل كبير لدرجة إنها تعيق عملنا أحياناً، لا توجد خصوصية في العمل، هل يعقل أغلب الأيام يكون في هذه الغرفة الصغيرة (3) أطباء و(3) مرضى و(3) مرافقين، تخيلي الوضع الذي نحن فيه من حسن حظنا كانت جولتنا في العيادات بعد انتهاء الدوام وإلا لم نتمكن من الوصول إلى باب أي عيادة من شدة الازدحام.
تابع الدكتور حديثه: يراجع العيادة يومياً (55) مريضاً لكل اختصاص بشكل وسطي، ومع هذا نبذل قصارى جهدنا لتقديم كل ما يحتاجه المواطن من عناية ورعاية.
وفي قسم الجراحة العظمية قال الدكتور تمام عطوني: نعاني من ضيق المكان عدا عن ذلك كل ما يلزم الجراحة العظمية من إجراءات جبصينية، رد كسور جبائر، وأي عملية لها علاقة بالكسور ضمن الإمكانيات التي توفرها مديرية الصحة أحياناً يكون هناك تأخير بالعمليات ريثما يتم تأمين المفاصل وعند تأمينها كل الأمور في أحسن حالاتها كجراحة عظمية، مشفى جبلة لا يضاهيه باختصاص الجراحة العظمية أي مشفى بالمحافظة وكلامي هذا يستند إلى العمليات التي أجريت في المشفى خلال السنوات الخمسة الأخيرة فهي نوعية وعلى مستوى رغم صغر المكان، فالخدمة ممتازة نقوم بتركيب مفاصل على اختلاف أنواعها بعد مستلزمات العمل الجراحي من قبل مديرية الصحة.
معدل المرضى وسطياً في العيادة بشكل يومي بين (75-80) مريضاً، في غرفة مساحتها (متر ونص طول وعرضها متران).
وفي عيادة الجراحة البولية قال الدكتور علي مسعود: نحن نعاني ضعف البنى التحتية وأحياناً انعدامها ونحن بأمّس الحاجة لإنهاء إكساء بناء مشفى جبلة، فضيق المكان يمنعنا من أداء عملنا بشكل كامل، هل توجد عيادة بولية في أي مكان خالية من جهاز التصوير إيكو أو بدون جهاز تنظير؟ حبذا لو تمّت المحافظة على البناء القديم بوضعه ريثما يتم الانتهاء من بناء المشفى الجديد.. لا يأتي للعمليات اليومية دور في المشفى إلا كل (15) يوماً مرة، حيث سابقاً كنا نجري بشكل يومي أكثر من عمليتين.
بالنسبة للإدارة والكادر التمريضي لم أرَ أفضل منه رغم عملي في عدة مشافٍ خاصة وعامة في دمشق، وهنا فهو الأفضل مهنياً لعمله ضمن هذه الظروف الصعبة بسبب ضعف البنى التحتية، عندنا الكفاءات المميزة لتقديم أفضل الخدمات الطبية وإجراء أصعب العمليات ولكن ينقصنا المكان والأجهزة.

غانة عجيب

تصفح المزيد..
آخر الأخبار