الوحدة 23-3-2024
(تلّة الفاروس) أو دير الفاروس، تقع في الجزء الشمالي من قلب مدينة اللاذقية، اقترن اسم التجمّع السكاني هناك بتلك التلّة، حيث جرت ضمنها بعض الحفريات الأثرية، وكان هناك بعض اللُقى الفخارية وقاعات حجرية كبيرة نُقش عليها كتابات، وانتهى الأمر بها إلى مقابر ومدافن، لكن هناك شبه إهمال يحيط بكيان هذه التلّة الأثرية، سواء من قبل بلدية اللاذقية أو سياحتها وبالتالي الآثار والمتاحف المعنية بالدرجة الأولى، فهي تقع بقلب المدينة، لكنها تختبئ بعيداً عن الأعين، وضعها العام يشبه آثار أوغاريت، مساحتها صغيرة نسبياً، لكن يمكن البناء على أهميتها وموقعها الجغرافي القريب من الجميع، عبر تنظيفها، والعمل على إنشاء مقاعد وإشارات دلالة، وإنشاء ممر خاص يأخذ الزوار إلى سطحها الجميل، كما في أوغاريت والدرج الذي ينتمي إلى عائلة الآثار، لكن مع الأسف عند سور تلّة الفاروس الحديدي ينتهي الواقع الخدمي لهذا المكان، ويتم الاكتفاء بالمبادرات الفردية للقاطنين بحرمها. شعبياً .. يقول كبار السن ممن عاصروا الأجيال السابقة وسكنوا بجانب التلّة أنها كانت تُكنّى باسم الزائر الذي يأتيها، وعلى حدّ زعمهم زارها ابن خلدون ونزلها أبي العلاء المعري وقال فيها شعراً (في اللاذقية ضجّة ما بين أحمد والمسيح …)، وأصبحت التلّة عبارة عن دير بداخله مدفن، محيطها عبارة عن أحراج وكتل صخرية منتشرة، بُنيت المنازل حولها واستُصلحت أراضيها وأصبحت عبارة عن أراضٍ زراعية نُسبت لمن يعيش جانبها.
سليمان حسين