الجـَبـَـس بـ 50 ليرة في جبلة وبـ 100 ليرة في اللاذقية … بيــــــض «الفيس بوك» ودجاجــــــات «أسعد» وذلك «الدولار اللعــــين»

العدد: 9371

 الأحد-23-6-2019

 

 

كالعادة، كلّ منّا تقريباً يجرفه تيار الكلام العام فيصبح (البيض) قضية رأي عام، والبشع في الموضوع أنّه ما من مرّة تحدثت الحكومة عن شيء إلا وعشنا واقعاً مناقضاً لما تقوله، ولا نعرف على وجه الدقة أكان ذلك صدفة أم مقصوداً أم سوء حظّ؟
السادة أصحاب القرار الاقتصادي: الرجاء عدم دعم المستوردين لأننا كمواطنين لا نستفيد من دعمكم لهم، بل على العكس فإن دعمكم لهم يقلل فرص دعمكم لنا، إلا إذا كان هؤلاء المستوردون من (خاصتكم) فإننا والحالة هذه نعتذر منكم، و(واللي ما فيه خير لأهلو ما فيه خير للناس).
أتوقع لو تركتم (الدولار) للسوق السوداء لما وصل إلى هذا السعر، لكن محاولات ضبطه تقلل من حضوره فيرتفع سعره وتقاس كل الأمور على رائحة اشتعاله مهما خسرتم في دعمه (رسمياً)، وبالنهاية مشيئة السوق هي التي تمشي..
أنزلوا سعر أي سلعة بعد ارتفاعه إن استطعتم، إذاً تحملوننا كمواطنين (منيّة) دون أن تعطونا أي شيء!
البنزين الحرّ مرتبط بالدولار وبالأسعار العالمية، حتى الباذنجان والبيض، ووحده الراتب ينأى نفسه صامداً بوجه تقلبات هذا (الدولار اللعين)!

«إبر البنـــــــــج»
هل هي صدفة أن يرتفع سعر البيض بذات الوقت الذي تخصص فيه الحكومة مليار ليرة للمرأة الريفية من أجل تربية الدجاج البيّاض؟
15 دجاجة و50 كغ علف هل هي عناوين مشروع تنموي.. لماذا (ننتف) ذقن رأس المال الوطني بـ (مشاريع) لا تغني ولا تسمن من جوع؟
ماذا لو كان لدى هذه المرأة الريفية جار مثل (جودي) في مسلسل (ضيعة ضايعة)، أو ماذا لو اضطرت إلى ذبح إحدى دجاجاتها (التنموية) بسبب ضيف طارئ وغليظ!

 

أما آن أن نعترف أن هذه المشاريع لم يُكتب لها النجاح (وهذا الأمر يقرّه بعض الذين دخلوا محرابها، وتؤكده وقائع توجيه صالات السورية للتجارة مثلاً على عرض منتجات المرأة الريفية التي تشكو صعوبة التسويق)، وأن يكون تفكيرنا أكثر جدوى بعيداً عن العناوين الإعلامية؟
معظم محاولات الحكومة كسر الأسعار باءت بالفشل، ونشرات الأسعار الاسترشادية ليس مقياساً على نجاحها، فبين النشرة والالتزام بها بونٌ واسع!
جبس بدل البيض
كلوا (جبس) بدل البيض، لكن عليكم أن تذهبوا إلى سوق جبلة فهناك (الجبس) بـ 50-75 ليرة، بينما هنا في اللاذقية ما زال بين 100-125 ليرة (جبس المدينة أطيب على ما يبدو)، وهذه الفروق بالأسعار إحدى علامات الاستفهام التي تفرض حضورها في يومياتنا، وأن يكون الفرق بـ (الجبسة الواحدة) نحو خمسمائة ليرة فهذا أمر تُسأل عنه مؤسسات حماية المستهلك!
عند كل (انفراجة) على المستهلك تفوح رائحة معاناة على المنتج، وهذه النظرية لا تقبل العكس، وليست كل (خنقة) على المستهلك تقابلها (انفراجة) على المنتج، لأنه في معظم الأحيان الحلقات الوسيطة هي التي تأكل (البيضة وقشرتها).

لن نضيّق حساباتنا حتى لا نقع في شرّ أعمالنا، فيخفّضون سعر البيض ويرفعون سعر الزيت..

لا نفهم كثيراً في السياسات الاقتصادية، لكن إحساسنا بوجع الناس (مرهف جداً)، هذا الإحساس يضعنا أمام حالة يتجدد وجعها في أي مجلس يضمّ أكثر من شخص، أو عند مناقشة طبخة أي يوم، وعلى هذا الأساس فإن لا جديد يمكن إضافته إلى قائمة همومنا اليومية، و(البيضة، نجمة الفيس بوك حالياً) ليست المرأة الأولى التي تتعدى فيها حاجز الـ 50 ليرة ولن تكون الأخيرة..
تجاوزنا مرحلة (النقّ) منذ زمن، ونحضّر أنفسنا لبدء مرحلة مختلفة نقارب فيها الحلول بعد أن طال أمد التشخيص، و(الإيجابي) الذي ننتظره هو الانتقال إلى مرحلة الحلول الحقيقية، فإن فعلنا ذلك ستتجدد طاقة الترقّب لدينا.
نأمل أن تُمسك تفاصيل حياتنا بطريقة أقلّ إيلاماً وبأيدٍ حانية، ولا تنتظروا أن يهدينا ورداً من كانت عينه على ما تبقى في جيوبنا، ثم إننا لا نريد ورداً، فـ (جرزة بقدونس أو فجل) أهمّ من أي وردة عندما تكون المعدة خاوية.
باختصـــــــار
ثمة مساحة متبقيّة للفرح و(الفرج)، تخطّها أقدام أشاوس جيشنا البطل على جبهة التاريخ، انتصاراتهم هي التي تعيد لنا ما خسرناه ونخسره في كلّ شيء، ولأن هذه الانتصارات مستمرة فلن نفقد أو نتخلى عن التفاؤل.
لهؤلاء الأبطال الذين يحافظون على لون نهاراتنا، والذين يحمون الشمس بمجيئها وذهابها، لهم كل الحبّ والإجلال والتقدير، هم وحدهم الذين عرفوا قيمتنا فضحّوا من أجلنا، وبتضحياتهم ما زلنا على قيد الأمل.

 غـانـم مـحـمـد

تصفح المزيد..
آخر الأخبار