غـــــرف الســــــياحة : البحـــــــث عن تكامل والتطــــــلع لـ «ســــــــياحة متمــــــــيزة»

العدد: 9371

 الأحد-23-6-2019

 

 

شكل موضوع استكمال الإجراءات الخاصة بفصل غرفة سياحة المنطقة الساحلية إلى غرفتين إحداهما في اللاذقية والأخرى في طرطوس محور الاجتماع الذي تمّ عقده في فندق فيترو السياحي والذي ضمّ كل من المهندسة رمزية أوطه باشي مديرة الخدمات والمؤسسات السياحية في وزارة السياحة، والمهندس ياسر دواي مدير سياحة اللاذقية، ومحمد خضور رئيس اتحاد غرف السياحة السورية، وحسن كوسا رئيس غرفة سياحة اللاذقية.
وقد شددت المهندسة أوطه باشي خلال الاجتماع على ضرورة إنجاز الأمور التي ما زالت معلقة في مجال استكمال الإجراءات التنظيمية للفصل بين الغرفتين وذلك بغية تمكين كل منهما من أداء الدور المنوط بها وتحقيق الغاية من قرار الفصل منوهة بأهمية الدور الذي تلعبه غرف السياحة على صعيد تفعيل العمل السياحي ومشيرة إلى الجهود التي تبذلها وزارة السياحة لتجاوز الانعكاسات التي تركتها الأزمة على القطاع السياحي ولا سيما في الجانب المتعلق بتطوير السياحة الداخلية مشددة في هذا الجانب على ضرورة طرح برامج سياحية بأسعار مقبولة ومتناسبة مع إمكانيات مختلف الشرائح الاجتماعية وعلى التزام المنشآت السياحية بتقديم الخدمات التي تتناسب ومع تصنيفها المعتمد من وزارة السياحة إلى جانب توزيع النشاط السياحي بين مختلف المناطق الداخلية منها والساحلية وعدم اقتصار السياحة الصيفية على المنطقة الساحلية وحسب وذلك من خلال إقامة النشاطات والمهرجانات والفعاليات التي تسهم في تحقيق هذا الهدف.
من جانبه دعا محمد خضور رئيس اتحاد غرف السياحة السورية على ضرورة الإبقاء على أسعار المنشآت السياحية ولا سيما ذات تصنيف الـ 5 نجوم دون تحرير وجعلها أسعاراً منطقية وذلك بعد الشكاوى من ارتفاع هذه الأسعار مؤكداً على ضرورة زيادة الأنشطة المتعلقة بالترويج السياحي وذلك من خلال إقامة المهرجانات والفعاليات والمشاركة في المعارض الداخلية والخارجية التي تسهم في جذب السياح معولاً على دور غرف السياحة على صعيد تعزيز الخدمات السياحية وتطوير القطاع السياحي وتنشيط سوقه ولا سيما مع العراق التي تعتبر سوقاً مهماً للسياحة السورية مشدداً على الدور المنتظر من مكاتب السياحة والسفر في هذا المجال.
كما وشدد خضور على أهمية تفعيل دور الشعب التابعة لغرفة السياحة (الأدلاء- المبيت- الإطعام- مكاتب السياحة والسفر) في النشاط السياحي داعياً إلى التحضير لمشاركة الغرف في الدورة القادمة لمعرض دمشق الدولي وإلى زيادة الأنشطة المتعلقة بالترويج للمواقع والمناطق السياحية في محافظة اللاذقية وإلى تفعيل الدور الاجتماعي لغرف السياحة ولا سيما في الجانب المتعلق بأسر وذوي الشهداء والجرحى منوهاً بالتعاون القائم بين اتحاد غرف السياحة ووزارة السياحة وباقي الجهات المعنية بالقطاع السياحي والذي يسهم في دفع العمل السياحي وتمكينه من تجاوز العقبات التي تعترضه ولا سيما نتيجة الظروف الراهنة والحرب الكونية التي تشنّ على بلدنا الحبيب.
أما حسن كوسا رئيس غرفة سياحة اللاذقية فقال بأنّ السياحة ارتباط روحي ونفسي علمي ومعرفي لا يقتصر أداء رسالته على مواطن ومستثمر ومسؤول وحسب بل يستدعي التكامل والتعاون ما بين جميع هذه الأطراف من أجل إنجاحه داعياً إلى إقامة الفعاليات واللقاءات اللازمة لتسليط الضوء على القطاع السياحي وأهميته الكبيرة على صعيد تقديم الخدمات للمواطن ودعم موارد الاقتصاد الوطني وذلك من خلال الإيرادات التي يحققها والتي لا تقل أهميتها عن تلك التي تحققها باقي القطاعات الاقتصادية والخدمية.
وأضاف كوسا بأن السياحة السورية ورغم ظروف الحرب الإرهابية التي شنّت وتشنّ على بلدنا ما زالت تحتفظ بالمقومات والمزايا التي تبقيها على قائمة البلدان التي يجد فيها السائح والضيف كل ما يحتاجه لقضاء أوقات راحته واستجمامه مبيناً أن أصالة السوري ومحبته للضيف وما تمتلكه سورية العامرة بأهلها وعاداتها وتقاليدها والغنية بآثارها وحضارتها وجمال طبيعتها من أهم تلك المقومات التي لا يمكن لمن رآها أو لامسها أن يمحوها من ذاكرته.

 

وختم كوسا حديثه بالقول بأن اللاذقية ومن خلال غرفة السياحة فيها تقول : أهلاً لمن قدّم إلينا زائراً وأهلاً لمن يريد أن يأتي للتمتع بجمال جبالها وسهولها وقلاعها ومعالم حضارتها ومواقع سياحتها التي لا تقتصر على البحر وحسب وإنما تمتد على جمال طبيعي وإرث حضاري ضارب جذوره العميقة في التاريخ منوهاً بالدعم الذي يلقاه القطاع السياحي في المحافظة من مختلف الجهات المعنية بالعمل السياحي وخصوصاً اللواء إبراهيم خضر السالم محافظ اللاذقية اللذي كان لدعمه الدور الأكبر في تفعيل العمل السياحي وتوفير متطلبات انطلاقته وإزالة كافة العقبات التي تعترضه مؤكداً أنّ أجندة غرفة سياحة اللاذقية خلال المرحلة المقبلة ستكون غنية بالبرامج والنشاطات التي من شأنها الارتقاء بالعمل السياحي وخدمة كافة الأطراف المعنية فيه ولا سيما أصحاب الفعاليات السياحية الذين تمثلهم.
وثلاثة مشاريع سياحية بسويات دولية في جبلة
تغيب المنشآت السياحية ذات التصنيف الدولي الرفيع عن منطقة جبلة وذلك على الرغم من غنى هذه المنطقة بالكثير من المواقع السياحية (الطبيعية منها والأثرية) التي تشكل مجال جذب لمختلف أنواع السياحة حيث تطول القائمة عند استعراض بعض هذه المواقع وأهمها المسرح الأثري الذي يعتبر خامس مسرح أثري عالمي وأجمل أثر على شاطئ البحر المتوسط مازال يحافظ على معالمه وأيضاً التلال الأثرية مثل سوكاس وسيانو والتويني إضافة للشاطئ البحري الجميل والجبال والغابات والشواطئ المفتوحة في عرب الملك والرميلة والشقيفات والأوابد الأثرية القائمة في العديد من المواقع.
وفيما لا تزال أفكار استثمار هذه المقومات مجرد أفكار على مستوى جبلة وريفها ولا سيما عند الحديث عن الآثار والطبيعة، فإنّ مجلس مدينة جبلة بدأ فعلياً باستثمار بعض من المواقع الموجودة فيه وذلك من خلال عدد من المشاريع التي دخلت مجال التنفيذ الفعلي أو التي وصلت إلى مرحلة متقدمة على طريق التنفيذ أو التي سيتمّ إعلانها من خلال سوق الاستثمار السياحي القادم. وهي المشاريع التي ستسهم في حال إنجازها في دعم موارد مجلس المدينة وتوفير البنى التحتية اللازمة لاستثمار المقومات السياحية وإيجاد الكثير من فرص العمل لشريحة واسعة من الباحثين عنه ولا سيما للعاملين من القطاع السياحي.
مجمع سياحي
ويؤكد المهندس أحمد معروف قناديل رئيس مجلس مدينة جبلة إلى أن المشاريع السياحية التي يتابع مجلس المدينة إجراءات تنفيذها أو إعطاء أوامر المباشرة بتنفيذها أو الإعلان عنها تشمل مشروع استثمار موقع المجمع السياحي الواقع في صليب جبلة والذي سيقام على العقارات (544-1347-1348) الواقعة على الكورنيش البحري مقابل مدرسة سعد بن أبي وقاص والذي تم التعاقد عليه بتاريخ 14/2/2013 متضمناً إقامة فندق من الدرجة الممتازة من سوية أربع نجوم ومكون من 70 غرفة و10 أجنحة بعدد أسرّة يصل إلى 160 سريراً مع صالة متعددة الاستعمالات بعدد كراسي يصل إلى 423 كرسياً و3 مطاعم منها مطعم بانورامي في الطابق الأخير بعدد كراسي يصل إلى 850 كرسياً مع مول تجاري بمساحة طابقية للمحلات التجارية لا تزيد عن 20% من المساحة الطابقية المسموحة ومسبح مع خدماته وصالة رياضية وفعاليات ترفيهية متممة وصالة للألعاب ستقام على العقار 544 في حين تشمل الفعاليات التي ستقام على العقار 1347 شاليهات بطابقين يصل عددها إلى 14 شاليهاً بسعة 28 سريراً مع 3 مطاعم بعدد 950 كرسياً ومسبحين وكافتيريا بعدد 84 كرسياً ومكسر بحري لازم للمشروع الذي يصل بدل استثماره إلى 6.9% من الإيرادات الإجمالية للمشروع الذي يقوم المستثمر المتعاقد معه حالياً بتجهيز الإضبارة التنفيذية اللازمة لأخذ موافقة وزارة السياحة عليها وذلك بعد أن تمّ تعديل الصفة التنظيمية لموقع المشروع ولا سيما للعقار 1347 من منطقة الصليب العقارية وتحويل صفة هذا الموقع من ممرات مشاة وجزء من مطعم إلى صفة موقع سياحي.
فندق ومول جبلة
أما المشروع الثاني الذي دخل مرحلة التنفيذ فهو فندق ومول جبلة الذي سيقام في موقع الكراج القديم بموجب العقد الذي يعود إبرامه إلى 14/2/2013 والموقع مع المستثمر صبحي عباس والذي تصل مدته إلى 25 سنة متضمناً إقامة فندق سياحي بسوية 4 نجوم ومكون من 54 غرفة و/7/ أجنحة والذي يضم 122 سريراً مع مطاعم وكافتيريات من سوية /3-4/ نجوم وبسعة 900 كرسي ومول تجاري سيقام وفقاً للقرار 208 لعام 2007 مع فعالياته الخدمية إلى جانب العديد من الفعاليات الترفيهية والسياحية المتممة والتي سيتم تنفيذها ضمن مدة تنفيذ تصل إلى 3 سنوات علماً بأنّ مساحة الموقع تصل إلى 2200 مترٍ مربعٍ أما مساحة البناء الذي سيقام فيه فتصل إلى 1200 مترٍ مربعٍ في حين يصل عدد الطوابق التي ستقام فيه إلى 9 طوابق، وهنا يشير رئيس مجلس المدينة إلى أن أعمال التنفيذ في المشروع تسير بوتائر عالية من قبل الشركة المنفذة التي أنجزت أعمال قواعد البناء وباشرت في صبّ الطابق الأول منه.
5 مواقع إلى سوق الاستثمار
وأما المشروع الثالث الذي سيتم طرحه على سوق الاستثمار السياحي الذي ستقيمه وزارة السياحة قريباً، فقال رئيس مجلس المدينة بأنه يتضمن طرح /5/ مواقع على الكورنيش البحري للاستثمار السياحي وذلك بغية التعاقد على استثمارها وفقاً للأنظمة والقوانين المعمول بها متوقعاً بأن تسهم هذه المشاريع عند إنجازها واستثمارها في تحقيق عوائد مالية جيدة لمجلس المدينة تساعده على تحسين مستوى الخدمات التي يقدمها للمواطن إلى جانب مساهمتها في توفير البنية التحتية اللازمة لاستثمار المقومات السياحية التي تتمتع بها مدينة جبلة والتي تعتبر المقومات التي تمتلكها عبارة عن كنوز تنتظر الاستثمار الأمثل لها بما لذلك من أهمية على صعيد تحقيق تنمية المجتمع المحلي من جهة ودعم الاقتصاد الوطني من جانب آخر وذلك من خلال الموارد التي ينتظر تحقيقها في حال استثمرت هذه المقومات بالشكل الأمثل وهنا نتمنى أن يمتد ما هو منتظر إنجازه في مدينة جبلة إلى ريفها الذي يزخر بالمقومات التي لا تقل أهمية عما تتمتع به جبلة المدينة وهي المقومات التي ننتظر استثمارها من خلال استثمارات تليق مع أهميتها وجمالياتها (غابات- بحيرات- وغير ذلك من الكنوز الأثرية والطبيعية).

نعمان أصـــــلان

تصفح المزيد..
آخر الأخبار