الوحدة: ١٥-٣-٢٠٢٤
انتشرت في الفترة الأخيرة شائعات حول إمكانية حدوث زلزال مدمر، وبدأ بعض الناس بالتخوف من هكذا إشاعات.
توجهنا بالسؤال إلى الجيولوجي رامي عبيدي لاستيضاح الصورة وبث الطمأنينة بين الناس.
بداية أوضح عبيدي أنه
أصبحَ من المسلّمات عنده وبعد سنة من التدقيق بأنّ حركية الصفائح التكتونية ناتجة عن التغيّرات الطفيفة في الزخم الزاوي وعزم الدوران الذاتي للأرض، المتولدة بفعل الهندسة الكوكبية – القمرية الحرجة (النظرية الجديدة)، وليسَ فقط بفعل المتكوّر الموري لتيارات الحمل الحرارية في طبقة المعطف (النظرية القديمة)، بالإضافة إلى تأثير بارامترات الطقس ودورها في توليد بعض أنواع الزلازل، البراهين كثيرة وقمت باستعراض البسيط منها في مؤتمر رسمي بجامعة تشرين، وقد بدأتْ مراكز بحثية عالمية بمراسلتي بهدف العمل معاً على هذه النظرية التي كنتُ أوّل من طرحها في العالم على منبر رسمي أكاديمي.
ليست كل الاصطفافات الكوكبية حرجة، حتى لو ترافقت عدة اصطفافات كوكبية – قمرية معاً، ومع ذلك لا يجب تجاهل أي منها.
وأضاف عبيدي : الحسابات معقّدة للغاية وليست مجرد برنامج حاسوبي يحدد موقع الكواكب ويحدد فيما إذا كان هناك اصطفاف كوكبي أم لا، وقد تتطلب العملية أيّاماً من العمل ومعادلات معقدة لتحديد الجهد الجذبي وتأثيره التفاضلي على التوازن الحركي للمنظومة الشمسية ككل وعلى حركيّة صفائح القشرة الأرضيّة بشكلٍ خاص، حتى على المستوى الميكروني (بالمايكرو متر والمايكروثانية)، ودور هذه التذبذبات في تغيير خرائط الإجهاد وبالتالي توليد الزلازل في المواقع المُحتملة.
وأكد أن زلزالاً بقدر 8 درجات لا يترك حجراً على حجر، والمبالغة بقيام أحدهم بطرح هكذا رقم هو قطعاً بقصد التهويل، وقد تكون لشركات البناء العالمية المتخصصة في بناء الأبراج المقاومة للزلازل مصلحة بهذا النوع من الشائعات لرفع أسهمها، وأنا هنا لا أدعو إلى تجاهل ضرورة الانتقال إلى البناء المقاوم للزلازل، حتى لا يُساء فهم كلامي.
كما أن الجهد الجذبي الحالي يتناسب مع نشاط زلزالي بقدر متوسط، يعني بحدود 5,7 كحد أقصى في سورية، حتى مع تدخل مؤشرات الطقس.
الخلاصة: لا صحّة للشائعات حول اقتراب حصول زلزال مدمّر من مرتبة 8 درجات في سورية ومحيطها على المدى القصير والمتوسط، والهزات الأرضية من مرتبة 3 – 3,5 درجة التي حصلت في اليومين الماضيين في الحسكة والجولان هي نشاط زلزالي طبيعي، أما الحد الأقصى لقدر الهزّات الأرضيّة المحتملة فتتركز غرب وشمال غرب سورية، وقد تُلامس 5,7 درجة ريختر كحد أقصى، وهي غير خَطِرة، أما بقدر 8 درجات فهو مُستحيل علميّاً بالمدى المتوسط في سورية.
هلال لالا
تصفح المزيد..