الوحدة : 12-3-2024
في اليوم الأول من الشهر الكريم، لن نقول بأي حال أتيت يا رمضان الكريم، ونرمي التهم على الشهر الفضيل وأحماله الثقيلة، فالمعاني التي يمتلكها الشهر هي أسمى بكثير من الواقع الذي يرتدي أيامنا الحالكة، فالوجع قديم والجيوب ترهّلت والأحوال تزداد خطورة يوماً بعد آخر.
لقد دخلنا بالأمس في أعتاب الشهر ويومه الأول، والآلام والحاجة في تصاعد، حيث بدأت نهاراً داخل أسواق الخضار، الملعب الأوحد للشريحة الكبيرة، بعد إبعاد أسواق اللحوم وتوابعها عن الموائد منذ زمنٍ طويل، فإذا كانت ربطة البقدونس وكذلك النعناع ب ٢٠٠٠ ل.س، فكيف سنواكب الشهر الفضيل؟ – حيرة جماعية لبس عناوينها الصائمون منذ اللحظات الأولى، أغلب المواد الغذائية تربعت عليها الأسعار الجديدة، والأكثر قُبحاً أن تلاحقنا لعنة الكهرباء التي عوّدتنا على الغياب المشروع، لكن أن تخرج المياه عن جدول الأعمال الرمضانية فهذا لا يجوز ولا يوحي بالفرح الرمضاني، لكن يبدو أننا تعودنا على فقدان الأشياء التي نُحبها في شهر الخير، وأهمها الموائد العامرة، وتبادل السلع مع سابع جار، وكذلك متابعة الدراما السورية العائدة بقوة، والتي تغمر الشاشات بعيداً عن أهلها من ذوي القُربى.
لعل الذكرى تنفع الصائمين .. منذ نحو عقدٍ من الزمن كانت الموائد الرمضانية ملوّنة بعدّة أطباق من الّلحوم، وخاصّة الأسماك المدفونة بالصواني، وعدّة أنواع من تمور الخليج، لكن قسوة الريجيم على الجيوب، وعدم تقديم الغذاء المطلوب لأهل الصيام من الكبار والصغار تُنذر بخطرٍ مُحدق قادم على طريق سوء التغذية.
سليمان حسين