هل سيتم استثمار البنك الوراثي للنباتات الطبية والعطرية في الساحل السوري يتبنـّاها المجتمع الأهلي بمبادرات فردية لا ترقى لمسمـّى شركات
العدد:9281
الاربعاء 30 – 1 – 2019
بانتظار قرارات عملية أقلّها إعداد «أطلس»
لا تزال المراسلات بين الجهات المعنية تتقاذف ملف النباتات الطبية والعطرية في الساحل السوري، وتحكمه بتوصيات منبثقة عن ورشات لم تنتقل من طور المناقشة، ليغلق بعدها الملف للتدوير، بانتظار قرارات تنفذ عملياً، أقلّها إعداد (أطلس) لهذه النباتات.
منطلق البحث العلمي من الأصل الوراثي البري لأي نبات، والساحل السوري يتميز بوجود كمّ هائل من النباتات الطبية والعطرية طبيعياً، مع التنوع الجغرافي والبيئي والمناخي، هذه الثروة النباتية النادر وجود مثيل لها في العالم تتدهور مع القطف الجائر بالرغم من تجددها طبيعياً «برّياً» ولم تدخل مجال استثمارها بمشاريع اقتصادية زراعية واستزراعها على نطاق واسع لحمايتها وتنظيمها بالحفاظ على (البنوك الوراثية) لأنها المورد الرئيس للأصول الوراثية المناسبة بيئياً وجغرافياً ومناخياً.
سمعنا عن مبادرات فردية قد لا تصل إلى توصيف شركات، تقوم بجمع النباتات وتعبئتها وتغليفها وتصديرها بشكل خام، لكن لو دخلت في إطار مشاريع استثمارية اقتصادية ستكون الجدوى أكبر مع قيمة مضافة، وتشغيل اليد العاملة في القرى مع انتشار زراعتها في استثمار صديق للبيئة، ويساهم بالتنمية المستدامة.
خطة لتطوير زراعتها واستثمارها
سألنا رئيس دائرة الحراج في مديرية زراعة اللاذقية المهندس باسم دوبا عن عمل لجنة النباتات الطبية والعطرية، أوضح أنّه شكّل فريق عمل لتفعيل التوصيات المنبثقة عن ورشة النباتات الطبية والعطرية التي تم افتتاحها برعاية السيد وزير الزراعة بتاريخ 30-11-2013، من مديرية الزراعة والإصلاح الزراعي باللاذقية وهيئة البحوث العلمية الزراعية في اللاذقية، وجامعة تشرين بموجب قرار صادر عن السيد المحافظ لعام 2015
مهمتها:
– وضع خطة عمل متكاملة لتطوير زراعة واستثمار النباتات الطبية والعطرية في محافظة اللاذقية.
– حصر الأنواع النباتية ذات الخصائص الطبية والعطرية المنتشرة في الساحل السوري، وإعداد أطلس يتضمن هذه الأنواع تبعاً لأهميتها البيئية والاقتصادية، وربط كافة النباتات مكانياً على خرائط التنمية للمحافظة.
-اختيار الأنواع الأكثر أهمية لتوجيه الاستثمارات الزراعية باتجاهها.
-إعداد برامج لإنجاز أعمالها وتقديم تقارير شهرية بشكل دوري عن الأعمال المنجزة.فيما انبثق عن اللجنة لجان: (المشاتل، الحديقة النباتية والأصول الوراثية، تأسيس المعشبة النباتية، إعداد قواعد البيانات والخرائط الزراعية، التسويق).
وأضاف م. دوبا: حالياً، تم تحديد موقع «بللوران» لإنشاء حديقة نباتية، تم تقسيمها إلى عدة مقاسم (للنباتات الطبيعية المتواجدة بالموقع، لنباتات المنطقة الساحلية، للنباتات المُدخلة، للنباتات العشبية، للنباتات التي تنمو على المجاري المائية) لإنشاء بنك للأصول الوراثية، لحفظ وإكثار جميع الأنواع النباتية بما فيها الأنواع المهددة بالانقراض، والأنواع المتدهورة حفاظاً على الثروة النباتية. ولفت إلى أنّه تم تخصيص موقع في مشتل الهنادي، وموقع في مشتل الساحل، ومشتل بسّين لزراعة النباتات الطبية والعطرية، ويتم العمل على زراعة بذور بعض الأنواع النباتية مثل (الزعتر، الختمية، الميرمية) وذلك بالتعاون مع قسم الحراج- دائرة المشاتل، حيث تم وضع خطة إنتاجية تتلاءم مع أهداف خطة التحريج. فيما بلغ عدد الأنواع النباتية التي تم حصرها في المسوحات الميدانية لمنطقتي جبلة والقرداحة (190) نوعاً توزعت بين أشجار وشجيرات وأعشاب، تم العمل على تصنيف هذه الأنواع.وبالتفاصيل: تم إحداث مشتل متخصص لإنتاج النباتات الطبية والعطرية في قرية (بسّين، التابعة لمنطقة القرداحة) وسيتم في ربيع 2019 البدء بتوزيع الشتول من أنواع (الزعتر بنوعيه، الميرمية، الخزامى، إكليل الجبل، المردكوش) وتم زراعة حقل أمّات للأنواع السابقة في مشتل حراج الهنادي وذلك بهدف الحصول على البذور والعُقل اللازمة لإنتاج الشتول من النباتات الطبية والعطرية في مشتل بسين. وهذا حقل إرشادي وعلمي وبحثي، وهو جزء مهم في تفعيل مشروع النباتات الطبية والعطرية، ووضعه قيد التنفيذ على الأرض للتوسع قريباً في هذه الزراعة النوعية كما تم تخصيص مساحة (350) هـ، لإنشاء حديقة نباتية في موقع «بللوران» وتنفيذ الخارطة به.
وداد إبراهيم