الإعمار بحاجـــة لـ «عقـــول هادئة» لا تبعثرها الريــح أو يشتـّتها البردُ

العدد: 9367

17-6-2019

 

الحديث عن الإعمار أو إعادة الإعمار لن ينتج أي شيء ما لم يرتبط هذا القول بفعل أقوى حضوراً من الكلام..

نحاول أن نرصد الخطوات العملية في هذا الاتجاه فنجدها (دون الطموح) بكل أسف، أو ربما نحن على عجلةٍ من أمرنا..
نشرنا قبل فترة قصيرة تحقيقاً عن واقع المدارس المستأجرة في ريف القرداحة، أظهر بالكلمة والصورة واقعاً لا يصحّ أن يكون موجوداً، وتبريرات غير مقبولة رغم انسجامها مع القوانين، وقلنا في أحد ملفات (إعمار سورية) عبر مختصين قانونيين إن المرحلة الحالية بحاجة لقوانين تستوعب التطورات..
وقلنا في عدد الأمس أيضاً إن عرض واقع الحال هو من أجل أن نعرف على أي أرضية نقف وكيف سيكون البناء على ضوء ما هو موجود، وبين هذا وذاك دعونا نتمنى الآتي:
إن كان القانون لا يسمح بإصلاح وترميم المدارس المستأجرة فنحن إذاً أمام خيارين لا ثالث لهما:
الأول: أن نعدّل هذه القوانين بحيث تسمح للجهات المسؤولة بإصلاح وترميم هذه المدارس ما دامت الحاجة لها قائمة.
الثاني: وهو الأهمّ أن نشيّد مدارس جيدة تغطي كل قرية ومزرعة دون تأخير.
أما الخيار المعمول به حالياً (اعتماد هذه المدارس على وضعها الحالي) فإنه غير لائق على الإطلاق، كما أن وجود صفّين في قاعة واحدة، أو اقتصار المدرسة على غرفتين دون أي مرافق وغير ذلك فإن هذا الأمر لا يخدم العملية التربوية على الإطلاق وهي أساس أي تنمية أو إعمار أو تطور..
نعرف الظروف الحالية لكن من غير المقبول أن نلقي كلّ شيء عليها، ربما ساهمت ظروف الحرب بتراجع مستوى وواقع هذه المدارس لكنها لم تنتجه، ولم تكن هذه المدارس مكتملة قبل الحرب وطارت بعض قاعاتها أو مرافقها، الواقع كان قائماً وربما تراجعت خصائصه وميزاته فلماذا لم نبنِ مدارس سابقاً؟
لا نريد أن نصور الواقع برمّته على هذا اللون، لكن هذا الوجع موجود في أكثر من مكان يجد أبناؤنا أنفسهم فيه محاصرين بالبرد بسبب امتناع المؤجر عن الصيانة ومنع القوانين النافذة الطرف الآخر فعل ذلك وإلى أن يحضر الحلّ سيبقى السؤال حاضراً والاستغراب مستمراً.
نبحث عن (إنتاج عقول هادئة) ستجد نفسها يوماً في ميادين البناء، وحتى تدخل هذه الميادين بثقة واقتدار يجب أن تجد نافذة تغلقها إذا ما حاولت الريح تشتيت تفكيرها أو حاول البرد أن يعبث بإنتاجها..

غــانــم مــحــمــد

تصفح المزيد..
آخر الأخبار