رحم الله زمناً كنا فيه عرباً

العدد: 9367

17-6-2019

ها هي أمريكا تضرب عرض الحائط بالقانون الدولي والقرارات الدولية ونهج سياسة الحصاد والتمييز العنصري والعولمة والانحياز لإسرائيل، والأمريكان والصهاينة يرهبون العالم بإرهابهم، حيث تقول البروتوكولات الصهيونية / علينا أن نوجد التشويش والبغضاء والشقاء في الدول وأن تكون لدينا قوة تسحق كل من يعترضنا، ولو تجرأت بلاد على أن تقوم باعتداء علينا أن يكون بوسعنا محاربتها بواسطة البلاد التي تجاورها، وإذا اتحدوا ضدنا علينا القيام بحرب عامة، فمنذ أن احتلوا فلسطين راهنوا على الزمن في صراعهم مع العرب وبدأ بالتوسع والمماطلة في كسب الوقت، وهنا لا ببد من ذكر قول للرئيس جمال عبد الناصر: القضية قضية وجود وليست قضية حدود، لأن هاجسهم التوسع والهيمنة لتحقيق مقولة (أرضك يا اسرائيل من الفرات إلى النيل) ولهذا قامت بحرب /1967/ ضد سورية ومصر واحتلت بعض أراضي الدولتين، لكنه في حرب عام/ 1973/ تبدلت المواقف لصالح الدولتين، غير أن خيانة أنور السادات وإيقافه الحرب ثم الذهاب إلى اسرائيل وتوقيع اتفاق هدر الكرامة وترك سورية بمفردها تحارب الكيان، وهذا الاتفاق (كامب ديفيد) جعل خيوط الموساد تمتد بحرية داخل مصر، لكن سورية رغم ذلك استرجعت بعض أراضيها، والغريب في الأمر إن الدول العربية لم ترفض هذا الاتفاق ولم تندد به، لكن ما أثار حنق هذه الدول اتفاق الرئيس الراحل حافظ الأسد مع الإمام الخميني وتأسيس علاقة متينة بين سورية وإيران، وهذا أدى لطرد السفير الإسرائيلي ورفع علم فلسطين فوق السفارة الإسرائيلية بطهران كأول سفارة فلسطينية في العالم وتبني القضية الفلسطينية ومناصرة الحق العربي، ورداً على هذا الاتفاق أقامت دول عربية علاقات سرية مع اسرائيل برعاية أمريكية، لكنه في عام /2011/ سقط القناع ووضح جلياً التعاون الخليجي الاسرائيلي ضد سورية، لأنها عقده عصية على الحل في طريق مشاريعهم، ولهذا أعدوا الخطط وفتحوا خزائنهم لتحريبها واستخدموا المرتزقة من بقاع الأرض وزودوهم بالحقد والسلاح وعملوا على صهرها ومقاطعتها ومعهم شريكهم حاكم مصر المرتزقة وأصبحوا وإسرائيل حلف غايتهم إخضاع سورية وكسر محور المقاومة تمشياً مع الهدف الامريكي، وما إقامة قواعد أمريكية فيها إلا لهذه الغاية ولحماية مرتزقتهم وفرض الحلول والشروط، وضمن هذه الخطط جاء قرار ترامب بأحقية اسرائيل بضم الجولان متحدياً بذلك القانون الدولي الذي يمنع مثل هذه الإجراءات، وهنا يتساءل المرء أين الوفود التي أمت دمشق استنكاراً لهذا القرار وتضامناً مع الشقيقة سورية، والمظاهرات التي عمت المدم المدن العربية رفضاً لهذا القرار، أين من يدعون أنهم عرب؟ رحم الله زمناً كنا نسمى فيه عرباً، أين هذه الأمة المتهالكة والتي غدت سياستها وأهدافها الانبطاح، فرغم اندثار أمة العرب فسورية العربية ماضية بتطهير أراضيها من رجسهم ودنس مرتزقتهم، ولن يطول الزمن حتى يطهر تراب الجولان ويعود هذا العضو الغالي إلى الأم سورية.

نديم طالب ديب

تصفح المزيد..
آخر الأخبار