تسعيرة الحلاقة النسائية لم تتغير منذ ١٥ عاماً في طرطوس.. مهندسات يتعلمن المهنة وتكلفة تجهيز العروس تتجاوز المليون ليرة!!

الوحدة:18-12-2023

تعتمد تسعيرة الحلاقة النسائية بطرطوس على الاتفاق ورضا الزبونة فقط فلا ضابط لها والزبونة تقرر بكامل وعيها الدخول للقص والسيشوار لبعض المحلات التي قد تتراوح التكلفة فيها بين ٤٠ – ٨٠ ألف ل.س مثلاً، فيما تطرح بعض صفحات الفيس عروضاً لقص الشعر ب١٥ ألف ل.س في بعض الأحياء الشعبية أو المنازل .. أما تكلفة المكياج وتمشيط الشعر فتصل من ٢٠٠ – ٢٥٠ ألف وإذا كانت للخطبة فيتراوح السعر بين ٤٠٠ – ٧٠٠ ألف ل.س، وأما العروس فيتراوح السعر بين ٧٠٠ لتتجاوز المليون ونصف أيضاً وهكذا، بوقت تراوحت تسعيرة الحلاقة الرجالية بين ١٠ – ٣٠ ألف ليرة، وبالنسبة لتاتو الحواجب أو الشفاه فيتراوح بين ١٥٠ – ٤٥٠ ألف ل.س، وفي أحد الشكاوى التي سمعنا بها تفاجأت الزبونة بالتكلفة بعد أن دفعت ٤٠٠ ألف ل.س لأجل تاتو الحواجب بحجة أن الأحبار أجنبية وأصلية ولم ينته الأمر حيث أجرت عملية الرتوش وهو إجراء معروف لتصحيح وتثبيت شكل التاتو النهائي وهنا كانت الصدمة بأن الرتوش ب٣٠٠ ألف ل.س، والغبن الذي لحق بالزبونة كان بسبب أنها لم تسأل عن التكلفة قبل أن تبدأ ولا طريق أمامها إلا الشكوى للصحة أوالتموين واتحاد الحرفيين كون عمل التاتو أصلاً مخالف وممنوع في سورية !!

وفي ظل هذا الواقع  قالت إحدى خريجات الهندسة بأنها تصبغ للسيدات في منازلهن بأسعار معقولة ورخيصة لأن وظيفتها لم تعد تؤمن لها دخلاً كافياً لأكثر من ٣ أيام، فيما سجلت العديد من الخريجات الجامعيات في دورات تعلم الحلاقة وتجميل الأظافر والتاتو، لإتقان مهنة تساعدهن في سوق العمل في حال سفرهن للخارج مثلاً، طبعاً اكتظت سوق طرطوس بالعديد من هذه المراكز، كما تراوحت أسعار التسجيل فيها، ولا يوجد تصنيف واضح لجودتها إلا بالسؤال والتقصي.

جرجس داوود المعروف ب”جورج داوود “رئيس جمعية الحلاقة بطرطوس وشيخ كار المهنة حالياً رغم أنه لا يحب أن يلقب بهذا اللقب هو من أوائل وأشهر الحلاقين بطرطوس الذي شارك خلال سنوات مهنته في العديد من مهرجانات التجميل العربية والدولية، حدثنا بداية عن انتقاله من تخصص المخابر في الجامعة الأمريكية إلى الحلاقة النسائية حيث اضطرته ظروف الحياة للعمل في لبنان كمرافق لمريض كبير في السن، ليلتقي في ذات المشفى مع ملكة جمال الكون جورجينا رزق لعارض صحي وكان يصفف شعرها في غرفتها منير الكوافير اللبناني المعروف آنذاك، حيث نصحته بتعلم الحلاقة النسائية والتدرب عند منير وحينها بدأ التفكير بالتحول لهذه المهنة وتعلمها بالفعل، يقول كانت التسعيرة ١٥ ل.س للقص والسيشوار وبهذا المبلغ كنا نستطيع شراء كيلو إسمنت أو حديد مثلاً، كانت قيمة العملة جيدة والدنيا خيرة، اليوم لدي مركز تعليم للحلاقة وفنونها وشعاري “تعليم صيد السمك أفضل من إطعامه للمحتاج “، لافتاً أن مهنة الحلاقة النسائية فن وعلم يتطلب فهم بالكيمياء والهندسة لتنفيذ قصات الشعر وألوانه بإتقان، وبالإصرار والإرادة بإمكان أي شخص تعلم المهنة، وبرأيه أن المتدرب يجب أن يبقى من عام أو أكثر كمتدرب قبل أن يتحول لافتتاح عمله الخاص، وعودة لموضوع الأسعار أكد داوود من جديد أنها تقوم على الاتفاق حالياً، والعديد من الحلاقين يعانون من ارتفاع أجار محلاتهم واضطرارهم للاشتراك بالأمبيرات أو تأمين محروقات لمولداتهم ليتمكنوا من العمل، ناهيك عن أن ضرائب المالية السنوية ترهقهم أيضاً حيث وصلت ضريبة محل أحد الحلاقين المعروفين إلى ٣٠ مليون ليرة في مدينة طرطوس !!

أما عدد المنتسبين لجمعية الحلاقة فيقارب ١٠٠٠ حلاق وحلاقة (نسائي ورجالي) على امتداد المحافظة (مجموعة منهم أغلقوا أو سافروا أو لا يعملون).

بدوره فيصل حبق محاسب اتحاد الحرفيين الفني وجمعية مراكز التدريب الحرفي أوضح أن مراكز التاتو ترخص على أنها رسم تجميلي بالحنة مثلاً، حيث يمنع استعمال الإبر فيها التي يحتاج استخدامها لحيازة شهادة صحية وأن تكون بإشراف طبي، أما عدد مراكز التدريب الحرفي المنتسبين للاتحاد فيبلغ ٩٩ مركزاً، وهذه المراكز تعطي شهادة تدريب حرفي للمتدرب توثق تدربه وتساعده في إيجاد عمل، وهي لا تغني عن الشهادة الحرفية التي تتيح الانتساب فعلياً للنقابة بعد الحصول على ترخيص صناعي لافتتاح محل الحرفي الخاص، لافتاً أن الانتساب للنقابة يؤمن عدة مزايا منها حماية للحرفي في حال تعرضه لأية مشكلة، إضافة لاستفادته من صندوق المساعدة الاجتماعية، وإعادة الفرصة للحصول على قروض من المصارف، مؤكداً أن الاتحاد يسعى للعمل مع وزارة الصناعة لزيادة تمكين المراكز من التدريب على دورات جديدة تماشي حاجة سوق العمل حالياً.

رنا الحمدان