الوحدة:7-12-2023
وسط حضور كثيف ملأ مقر جمعية العاديات باللاذقية أحيا فرع العاديات الذكرى السنوية الثالثة لرحيل الأديب “عزيز نصّار”، حيث شارك عدد كبير من الأدباء والإعلاميين و أصدقاء الفقيد الذين تحدثوا عن مؤلفاته و صفاته و عشقه للغة العربية، ومحطات من حياته و حياتهم معه. في مادتنا الآتية نقتطف بعض المشاركات في فعالية التأبين التي أدارها الأستاذ “بسام جبلاوي” و تضمنت كلمة ابنته الآنسة تيماء نصّار، وعرض فيلم وثائقي عن حياة الراحل و أعماله و محطات من حياته.
الأديبةالدكتورة ريم هلال قالت: لن أتحدّثَ عن عزيز نصّار الإعلاميّ، ولا الأديب، ولا كاتب قصص الأطفال، بل عن عزيز نصّار الإنسان، بحسب ما استخلصتُه من موقعه الذي كان قد اتّخذه في تجربتي الذاتيّة، لقد كان بالنسبة إليّ أباً روحيّاً، أباً تبنّاني ، عدَّني واحدةً من بناته، منذ دخولي عالمَ الأدب ولمدة ربع قرنٍ قضيتُها فيه.
فكلُّ ما كان يعنيني يعنيه، وكلُّ ما كنتُ أمرُّ به من فرحٍ أو حزنٍ أو أسفٍ أو خيبةٍ يمرُّ به.
لقد بدأ لقائي به عام 1995، حين صدر كتابي الأوّل “العرّافة “،وما كان يصدر كتابٌ جديدٌ لي إلا أخذه بالعناية والاهتمام والحرص وكأنه له، وتحدّث عنه عبر أثير برنامجه الإذاعيّ، وفي المجالس، وبينه وبيني.
وسيرتي الذاتيّة ” البصر والبصيرة ” كانت لاتزال قيد النشر في دار الآداب ببيروت حين بدأ يبث مقاطع منها عبر أثير برنامجه ولعدّة أشهرٍ لفرط تأثّره بها.
الأديب الدكتورعدنان بيلونة قال: من قرأ أدب عزيز نصار سواء للأطفال الصغار أو للبالغين الكبار يجد بأن هذا الطفل الذي يذكره يحاكي الطفل الموجود في داخلنا وبأسلوب أدبي وإنساني و وجداني رفيع وبليغ .. الطفل الذي في داخله نجده ليس فقط في أدبه الرفيع من حيث المضمون ومن الناحية الفنية أيضاً، بل حتى في تعامله مع أبناء وطنه. فترى البراءة والصدق والحميمية والدفء في سلوكه وحديثه رغم حدته أحياناً إذا ما تعلق الأمر باللغة العربية التي عشقها منذ طفولته وكان يغار عليها. وقد ناشدت اتحاد الكتاب العرب و وزارة الثقافة إعادة طباعة كتبه الصادرة عنهما، وبالأخص ما يتعلق بأدب الطفل لقلة مَن يجيد الكتابة بهذا الجنس الأدبي الصعب جداً فهو بحاجة إلى عقل عبقري وقلب طفل.
الأديبة نور عمران قالت: التقيت بالمبدع الكبير لأول مرة سنة ألف وتسعمائة وتسع وثمانين، في مبنى جريدة الوحدة القديم، يصحبني خالي هيشون لتلبية دعوة أ.سهيل خليل الذي رغب بالتعرف إليّ. وكلنا نعلم أن عزيز نصار لم تكن له إلا الأهداف السامية في العمل والأدب والإعلام والبحث .هو ابن اللاذقية البار، الذي ظل وفياً لناسها وتاريخها وأطفالها وأدبها ، رفد الحركة الثقافية بأدب رفيع وهادف، وسخر المناصب التي شغلها في الحزب والمنظمات الشعبية لخدمة الأدب ،وكان من صور الوفاء البهية التي عشت تفاصيلها، إطلاق اسمه على قاعة مكتبة الأطفال في دار الأسد للثقافة.وننتظر وفاءً أكبر من المعنيين بالثقافة والأدب،بأن يطلق سراح المخطوطات القيّمة من أدراج مكتبه، لتبصر النور وتنال حقها من الاهتمام والدراسة.
*الأديب بديع صقور قال: قبل أن يرحل عزيز ترك للزغاليل الصغار”دفتر الفرح”،و الكثير من أحلام الطفولة التي كان قد جناها من حكايات الجدات و الصالحين، و خبأها في “صندوق الحكايات”،على جدار الفرح ترك “رسوم على الجدار”، و قبل أن يرحل ترك لنا “رماد و نار” و “أشواق الحجر” و غيرها. و قبل أن ترحل يا عزيز كنت قد علقت لآلئ على صدر الساحل، و قصصت علينا حكايات “أرواد الجميلة”، نسجت إكليلاً من الزهور مبللاً بإرجوان أوغاريت.
الشاعر مالك الحاج ألقى قصيدة بعنوان: “عزيز رحل عزيزاً” مطلعها:
عزيز النفس نصار عزيز نصير الحق عنه لا يحيد – حميد السيرة الفضلى،قليل
رجال إرثهم ذكر حميد
رفيده يونس أحمد