الأمن الغذائي وتحديات التطبيق المحلي

الوحدة – ديما محمد
أكد الباحث الاقتصادي رامز درويش لصحيفة “الوحدة” أن الأمن الغذائي هو مفهوم عالمي، يعني أن يحصل كل من الفرد والأسرة التي هو عضو فيها، في جميع الأوقات على الغذاء الكافي بمواصفات مقبولة تتناسب مع احتياجاتهم ورغباتهم والتغير في أذواقهم، وقد تعمد أن يصفه بالعالمي لأن عدداً من المنظمات الدولية، وعلى رأسها منظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، توقفت عند هذا المصطلح وحاولت الربط بينه وبين البيئة.
ويشير درويش إلى أن الأمن الغذائي لا ينبغي أن يكون على حساب البيئة، موضحاً أن المنظمات الدولية طرحت مصطلحات مثل الأنظمة الغذائية المستدامة، أي الأنظمة التي يكون تأثيرها البيئي محدوداً وتحقق توازناً بين متطلبات الإنسان وحماية الطبيعة.
تحديات محلية تواجه التطبيق:
ويرى درويش أن تطبيق الأمن الغذائي المستدام في بلادنا يواجه صعوبات متعددة، رغم وفرة الإنتاج الزراعي، فغياب دراسة الأسعار بما يتناسب مع دخل الأفراد أدى إلى اختلال التوازن بين العرض والطلب، ما جعل الوصول إلى الغذاء صعباً على شرائح واسعة من المجتمع.
كما تشكل التقلبات السعرية عاملاً مؤثراً على استقرار الأمن الغذائي، إذ تنقله من المستوى الكلي إلى المستوى الجزئي، بما ينعكس مباشرة على الحصة الغذائية للفرد وقدرته الشرائية، مما يجعل التخطيط الغذائي تحدياً مستمراً للسياسات المحلية.
الجودة والمعايير العالمية:
ويؤكد درويش أن جودة الغذاء تمثل ركناً أساسياً في مفهوم الأمن الغذائي، مشدداً على ضرورة الالتزام بالمواصفات والمعايير الدولية في عمليات الإنتاج والتصنيع والتخزين والتوزيع، مشيراً إلى أهمية وجود إحصاءات دقيقة حول مستويات الجوع والفقر لتقييم الوضع الغذائي محلياً وقياس مدى استدامة المنظومة الغذائية.
الفاقد والهدرالغذائي.. خسارة مزدوجة:
وفي سياق متصل، شدد الباحث على التمييز بين الفاقد الزراعي والهدر الغذائي، موضحاً أن الفاقد يحدث قبل وصول السلعة إلى المستهلك النهائي بسبب ضعف التخزين أو فساد المنتجات، بينما الهدر يشير إلى التخلص من الغذاء بعد الإنتاج أو أثناء الاستهلاك ويؤكد أن كليهما يمثل خسارة اقتصادية كبيرة، وغالباً ما تتشابه أسبابهما مثل سوء التخزين وضعف التسويق والتقلبات في الأسعار.
حلول عملية لتحقيق الاستدامة:
ويقدم درويش مجموعة من التوصيات العملية لتحقيق الأمن الغذائي المستدام، منها: الاعتماد على التكنولوجيا الحديثة في التخزين والتجهيز، دعم المزارعين، إدارة الموارد المائية بكفاءة، مكافحة التصحر، وربط المزارعين بالمستهلكين لتحقيق استقرار الأسعار وتوازن السوق المحلي.
ويختم بالقول إن تحقيق الأمن الغذائي لا يقتصر على وفرة الغذاء فقط، بل يحتاج منظومة متكاملة من السياسات الزراعية والاقتصادية والبيئية، توازن بين الإنتاج المستدام، العدالة في التوزيع، وحماية البيئة لضمان أمن غذائي مستقر للأجيال القادمة.

تصفح المزيد..
آخر الأخبار