المغيرية.. قرية في جبل الأكراد تروي حكاية عودتها إلى الحياة

الوحدة – نجود سقور
شهدت قرية المغيرية في منطقة جبل الأكراد بريف اللاذقية الشمالي عودة كاملة لأهاليها بعد سنوات من التهجير، لتكون أول قرية في المنطقة يعود جميع سكانها إلى منازلهم وأراضيهم، في مشهد يجسد إرادة الحياة والإصرار على البناء من جديد.
وأوضح وائل مدنية، رئيس لجنة قرية المغيرية، أن القرية كانت من أوائل القرى التي بادر أهلها إلى العودة في جبل الأكراد، حيث نُفذ عدد من المشاريع الخدمية بالتعاون مع الأهالي والمنظمات المحلية، شملت استجرار المياه وإنشاء مصلى صغير، إضافة إلى تجهيز مدرسة مؤقتة للأطفال ريثما يتم بناء مدرسة دائمة.
ورغم حجم الدمار الذي لحق بالقرية خلال سنوات الحرب، فإن المغيرية تشهد اليوم نهضة حقيقية بجهود أبنائها وإصرارهم على استعادة الحياة الطبيعية. وأكد مدنية أن التفاؤل بالمستقبل كبير، والعمل مستمر لإعادة إعمار المنازل واستصلاح الأراضي لتعود القرية أفضل مما كانت عليه.
من جهته، أشار المواطن سعد مدنية إلى أنه أعاد افتتاح بقالّيته القديمة بعد عودته إلى القرية التي غادرها قسراً عام 2015، بهدف تلبية احتياجات الأهالي الذين كانوا يضطرون سابقاً لقطع مسافات طويلة للحصول على حاجياتهم اليومية. وبيّن أن عدد العائلات المقيمة حالياً يبلغ نحو 65 عائلة، تتعاون جميعها لإعادة إعمار المنازل وتأهيل الأراضي الزراعية التي تشكّل المصدر الرئيس لمعيشتهم.
أما المزارع غسان مدنية، فتحدث عن بدء الأهالي العمل في أراضيهم لزراعة أشجار التفاح والخوخ التي تشتهر بها المنطقة، موضحاً أنه يقدّم خدمات الحراثة والتنظيف باستخدام “تركس” يملكه، مقابل أجور رمزية تساعد المزارعين وتدعم النشاط الزراعي المتجدد.
وفي الجانب التعليمي، نوّه المدرّس علاء مدنية بجهود مديرية التربية في اللاذقية لإنشاء مدرسة مؤقتة مؤلفة من عدة هنغارات في ساحة القرية لتأمين التعليم لأكثر من 70 طالباً وطالبة من مختلف المراحل الدراسية. وأشار إلى أن المدرسة الدائمة ما زالت قيد الإنشاء وتحتاج إلى تجهيزات إضافية، لكن عودة التلاميذ إلى مقاعدهم داخل قريتهم سهمت في تعزيز استقرار العائلات وإعادة الأمل بالحياة الطبيعية.

تشهد قرى جبل الأكراد عموماً نهضة تدريجية في الحياة الزراعية وعودة متزايدة للأهالي إلى قراهم بعد سنوات من التهجير، في مشهد يعكس إرادة الحياة والتجذر في الأرض رغم كل التحديات.

تصفح المزيد..
آخر الأخبار